عادات وموروثات رمضان في عكا القديمة طمس الهوية وغياب التقاليد
2013-07-24 20:29:53
عكا القديمة في رمضان لها نكهة ورونق خاص حيث تعتبر بلد التآخي والأجواء جميلة تتزين بالإيمان والمساجد تمتلئ بالمصلين والشباب يقبلون على المقاهي ويتناولون العصائر ويأكلون الحلويات، كما وتزدان البيوت والنوافذ بالهلال والفوانيس المضاءة والسوق يعج بالزوار لشراء المواد الغذائية والفواكه والخضروات واللحوم وخاصة السمك.
ويميز عكا أن لها حكايات وقصص أيام زمان وعادات وطقوس وتقاليد اجتماعية لكنها اندثرت مع الأيام.
وبيوت عكا متلاصقة وفي رمضان قديمًا كان يجمع العائلات والأحبة ويتبادل أبناء الحي الزيارات والأطعمة على الفطور، وقد اقتصرت هذه العادة اليوم بشكل كبير وافتقد الناس كثيرًا لهذه العادات القديمة المليئة بالمحبة والألفة والتي أصبحت مختصرة واليوم لا يجدون الوقت للزيارة أو شرب القهوة والجميع مشغولون.
اليوم في عكا يوجد مُسحر مسيحي يدعى "ميشيل أيوب" الذي له موقع خاص على نفوس النائمين ويقوم قبيل الفجر مناديًا بصوته العالي السكان ليستيقظوا ويتسحروا.
الحكواتي كان شيئًا أساسيًا أما اليوم لم يعد موجودًا لأن حل مكانه التلفاز. رمضان قديمًا في عكا كان جميلًا لكنه يبقى راسخًا في الذاكرة وله لوعة وشوق، أما اليوم رغم صعوبة العيش لكنه بقي محافظًا على بعض العادات والتقاليد الاجتماعية.
فمع مرور الأيام وتسارع التكنولوجيا ومواكبة الناس للحضارة والحياة العصرية والتغييرات الكبيرة التي حصلت والتي طالت أيضًا العادات الرمضانية غيرتها حتى أفقدتها النكهة المميزة لها.
ورمضان الأن يختلف عن رمضان الماضي الذي كان يتسم بالبساطة ولم يبق من رمضان الماضي إلا الذكريات والحكايا، ورمضان هذه الأيام فقد بعضًا من روحانيته نظرًا لغلاء المعيشة وسرعة الحياة ولكن يبقى هذا الشهر شهر البركة والرحمة.
وفي حديث مع أحمد جارحي أحد التجار قال:" الحمد لله رب العالمين رمضان ليس مثل كل عام وجيد عن الأماكن الأخرى، الإقبال جيد بالنسبة للمأكولات والمشروبات كل الناس يبحثون عنهم من ناحية شهية الجميع صائمون يدخلون السوق فقط أن يستنشقوا الرائحة وأن يشتريها وأشياء أخرى لا".
وأضاف:" الحركة التجارية في الماضي كانت ضعفين من اليوم لأن الحالة الإقتصادية السلطات الإسرائيلية اليوم ضربت المعاشات لكل الناس وهذا أثر بشكل كبير عليهم، أيام رمضان بالماضي في عكا طبعًا أحسن بكثير ولكن حركة زائرين كبيرة وكان ضغط، والمأكولات كبيرة، والتجار كانوا يضعون أشياء خاصة برمضان اليوم كل محل يوجد أشياء رمضان".
وأختتم:" أفضل أيام الماضي لأنها أحلى ويا ليت تعود ولا تعود كل شيء بالماضي كان أفضل أتمنى أن يعيده الله علينا باليمن والبركات إن شاء الله وتكون الحياة أفضل وهداة بال الجميع".
من جهته قال أحمد زكور غوار:" أجواء رمضان في عكا جيدة جدًا أيام رمضان في الماضي ممتازة جدًا أفضل أيام الماضي وأيضًا أيام اليوم لأن الجميع يفكرون ويهتمون بالدين ويقومون بالصيام الديانة والعبادة لا يوجد مثلها، ويميز عكا في رمضان خاصة السمك والقرآن والآذان والشيوخ، كلمة أخيرة أوجهها لإخوان المسلمين كل عام والجميع بألف خير وصيام مقبول وإفطارًا شهيًا وإن شاء الله يعيده علينا باليمن والبركات".
في رمضان عكا أمام الغزاة
كما وواجهت مدينة عكا القديمة الغزاة في شهر رمضان المبارك، في الثالث من رمضان المصادف 586 هجري إشتّد حصار الصليبيين وحاولوا إقتحامها لكنهم فشلوا، في الثمن من رمضان 665 هجري بدأ حصار عكا بقيادة الظاهر بيبرس وأمر بالقضاء على حاميتها وهدم جدرانها، وفي السادس عشر من رمضان الموافق 1213 هجري تمت مطاردة نابليون بونابارت للمماليك في العريش ثم اندحاره أمام عكا.


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق