ندوة أدبية، حول رواية مدينة الريح للروائية فاطمة ذياب في ابداع كفرياسيف
2013-07-02 10:00:35

إبداع؛ رابطة الفنّانين التشكيليّين العرب في كفرياسيف، أقامت ندوة أدبية، حول رواية مدينة الريح للروائية فاطمة ذياب، في جاليري إبداع؛ صالة العرض للفنون بجانب المركز الثقافيّ البلديّ كفرياسيف، وذلك  يوم السبت الموافق 29-6-2013، وسط لفيف من الحضور المثقف ومن أدباء وشعراء وأصدقاء، وقد تولّى عرافة الندوة الأستاذ عبد الخالق أسدي، عضو إدارة إبداع، وشارك في الحديث عن الرواية كلّ مِن: د. بطرس دلة، ود. منير توما، ود. شكري عبد، والأديب ناجي ظاهر، والكاتبة سعاد قرمان، وكلمة الشاعر سعود الأسدي ألقتها بالنيابة عنه الشاعرة سعاد قرمان، وقد أشاد المُتحدّثون بالسيرة الروائيّةِ، والمحطّات والقضايا التي تناولتها ومِن عدّة زوايا، تعكس الواقع الحياتيّ في بلداننا العربيّة، وبتركيز خاصٍّ على المرأة، ونظرة المجتمع لها وتعامله معها. ثمّ ختمت الكاتبة فاطمة اللقاء بكلمة شكر وإجمال، وتمّ التقاط الصّور التذكارية وتقديم باقة ورد من جمعية ابداع للروائية فاطمة ذياب .
جاء في كلمة د. بطرس دلة: الكاتبة فاطمة ذياب صاحبة هذه الرواية هي كاتبة غزيرة الإنتاج، فقد كتبت الكثير، وكُتب عنها الكثير أيضًا، وهي بهذه الرواية إنّما تحاول أن تستجمع سيرتها الشخصيّة، ولكن بذكاء خاصٍّ وبلغة مميّزة ترتفع بها الى مصاف الوجدانيّات، من خلال السّرد الّذي يبدو لأوّل وهلة بلغة فنيّة رائعة، مع تحليق في عالم اللغة والتعابير الجميلة، حتى لتقنع القارئ الكريم أنّها إنما تكتب بلغة خاصّة، تُميّزها ككاتبة لها خبرة كبيرة في الكتابة، لأنّها كانت تعمل في إحدى الصّحف المحليّة، الأمر الذي صقل لغتها، فباتت متميّزة وسلسة الإنقياد  .
وجاء في كلمة د. منير توما: في رواية مدينة الريح للكاتبة فاطمة ذياب، وجدت أنّ هذه الرواية هي بمثابة استبطان لنفسيّة المرأة في مجتمع يغلب عليه الطابع الذكوريّ، حيث تبرز المرأة في هذه الرواية إنسانة متبرّمة غيرَ راضية عمّا يجري حولها، وقد رأينا في هذه الرواية أنّ الكاتبة هي الراوي وهي البطلة على مدار فصول الرواية التي تتخللها شخصيّة دبدوبة، التي أعتبرُها أنّها الذات الأخرى للكاتبة أو الراوي، وهي ما يُعرَف في علم النفس بالمصطلحات الأدبيّة (the alter ego)، وذلك لكوْن دبدوبة هو الصوت الناطق بما يعتمل ويختلج في صدر معظم النساء المغبونات مهضومات الحقوق في هذا المجتمع الذكوريّ، فدبدوبة هي الثائرة على وضع اجتماعيّ سائد تكون فيه المرأة مهيضة الجناح.
إنّ الكاتبة فاطمة ذياب تسلك في هذه الرواية مسلكًا ساخرًا من أوضاع ترفضها، وذلك من خلال قالب فكاهيّ خفيف الظلّ، لكنّه لا يخلو من جدّيّة الموضوع المطروح في معظم الأحيان، والنصّ التالي من الرواية يعكس هذه المعاني ويؤطّر لمضمون الرواية الهادف.
وإذا حاولنا أن نبحث عن سبب تسمية الكاتبة لروايتها بمدينة الريح، فإنّه يمكننا أن نقول، بأنّ هناك تماهيًا بين الأنثى والمدينة، من حيث كوْن المرأة أو الأنثى متقلّبة في عواطفها ومشاعرها وسلوكها، دائمة التغيّر كالمدينة المقترنة هنا بالريح، التي تميل دائمًا في اتّجاهات مختلفة، وقد تحدُثُ في مسارها تغييرات جوهريّة.
فللأخت الكاتبة فاطمة ذياب أجمل التهاني وأصدق التحيّات، مع أطيب التمنيّات بدوام التوفيق والإبداع والعطاء.

وجاء في كلمة د. شكري العبد – مدير برنامج اللغة العربية: أودّ أن أُهنّئ بداية الكاتبة فاطمة ذياب على هذا الإنجاز، الذي يمكن أن يقال أنه ينضمّ إلى حافلة الكتب التي تُعدّ بمثابة نقدٍ اجتماعيّ وسياسيّ، فالعنوان "مدينة الريح" برأيي هو رمز لما أرادت الكاتبة أن تقوله. في هذه الرواية مجتمعنا يتعرّض لاهتزازات كثيرة نتيجة للتغيرات الاجتماعيّة والسياسيّة التي تعصف به، كما تهتزّ الأشجار في مهبّ الريح.
أسلوب الكتاب جارف يتمثل بترابط قويّ بين الأفكار، فهناك ديناميكية مثيرة، حيث تنتقل الكاتبة من فكرة إلى أخرى مرتبطة بها بلباقة، ودون ترك ثغرات منطقيّة.
لغة الكتاب تدلّ على قدرة لغوية للكاتبة، وهناك إبداعات لغوية.
وأهنئ الكاتبة على جرأتها بالتعرض لهذه الأمور ونقدها، بل والاستهتار بها. وأودّ الإشارة إلى أن الكاتبة لم تتعرّض لظاهرة الأعراس، التي أصبحت منهكة لمجتمعنا، وأصبح مجتمعنا العربي مستهلك من قبلها.
   
وجاء في كلمة القاصّ ناجي الظاهر: إنّ الرواية هي سيرة ذاتيّة تختلف عن الرواية، بأنّها تتحدّث عن الحياة اليومية للكاتبة نفسها، وهذا النوع عُرف بالأدب الحديث، وهي تأثرت بذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي، ورحلة جبلية صعبة لفدوى طوقان، وقد استخدمت الكاتبة فاطمة أسلوبًا جريئًا جدًّا وساخرًا، في طرح الكثير من القضايا العاصفة، فتصوّرها الكاتبة كما قال المتنبي: فَما حاوَلْتُ في أرْضٍ مُقامًا/ ولا أزْمَعْتُ عَن أرْضٍ زَوالا/ على قَلَقٍ كأنّ الرّيحَ تَحْتِي/ أُوَجّهُها جَنُوبًا أوْ شَمَالًا.
كما تتناول الرواية تحكُّمَ رأس المال بالإعلام، وهي رواية بحث عن الذات وعن الهُويّة، فهي بمثابة قرعات بيدٍ من فولاذ على بوّابة الرواية المحليّة، وهي أشبه بتشظي صور منثورة من حيث الزمن، والرواية خارجيًّا تبدو غير مترابطة، ولكنّها داخليًّا مترابطة المضمون والمعنى، وتصلح أن تكون فيلما سينمائيًّا، يصوّر واقعنا ويقدّمه لنا وللآخرين.
وجاء في كلمة سعود الأسدي: أريد أن أنطلق في الحديث عن الكاتبة الأديبة فاطمة ذياب، انطلاقا من روايتها الأخيرة "مدينة الريح". تحمل رواية مدينة الريح طابعًا بيئيًّا بامتياز، ترسم من خلاله وبأسلوب جميل وشائق صفحات نشأتها والمحيط الأصغر، الذي  يأخذ في الاتساع من البيت وساحة البيت الى الحارة ثمّ الحارات، وإلى البيادر وإلى لوح الدراس، ثم إلى الحقول والكرم "لاختلاس" قطف حصرم. ولعلّ موضوع البنت والصبي في هذه الرواية من أدقّ الصور في رواية مدينة الريح، كما ظهر الوعي السياسيّ لذكرى النكبة عام 1948، ثمّ ما أتى من نكسة عام 1957، وما أصاب العرب من خيبة آمال، يوم استقال الزعيم الكبير جمال عبد الناصر..
لقد أنعمت علينا فاطمة ذياب برواية "مدينة الريح"، لأنّ حياتنا كما تصفها الكاتبة هي قبض ريح وهو وصف صادق: والرّيح ما زالت تعصف بنا جميعًا، ترفعنا وتنزلنا وتراقصنا ونراقصها، تلفّ وتدور بنا ومع ذلك، ما زلنا نرفع أيادينا (حادثة الفتاة التي رفعت يدها إشارة لموتها)، لكي نؤكّد موتنا والحياة، ما زلنا نملك الوقت، كي نتحدّث عن الذين طاروا مع الريح، والذين أخذتهم الريح إلى زمن آخر، يلوكون انفسهم وأمجادَا ذات يوم تنفّسوها، وشكرًا جزيلًا للكاتبة الأديبة ولكم والسلام.
وقالت سعاد قرمان: لم تفاجئني الأديبة فاطمة دياب بإنتاجها الأخير رواية مدينة الريح، فقد جاءت عصارة عمر قضته في نضال مستمرّ، مع مشاكل مجتمعنا وتمسُّكه بتقاليد ظالمة للأنثى، قاست منها الأمرّيْن منذ الطفولة، وعالجته في مسيرتها الأدبيّة منذ بدأت الكتابة في سنوات السبعين من القرن الماضي، وقد تنوّع نتاجها بين الرواية والخواطر والمسرحيّات والمجموعات القصصيّة وقصص الأطفال. في رواية مدينة الريح التي هي أقرب للسيرة الذاتية، برز أسلوبها الشيق ولغتها السلسة المزدانة بتعابير صادقة، وصور اختلط فيها الألم بالفكاهة الذكية، تعكس أحداثًا عاشتها في طفولتها حتى سنواتها الستين،

  في نهاية اللقاء قالت فاطمة ذياب: أجمل بطاقة مَحبّة وأغلى أيقونة مودّة، وأعذب معزوفة شكر أقدّمها بحروف معطّرة بالودّ والعرفان، إلى جمعيّة إبداع كفرياسيف، ممثلة بالمدير جورج توما وطاقم الإدارة والسكرتيرة القديرة نادرة شحادة وأعضاء الجمعيّة المعطاءة، التي أسهمت ولم تزل في بناء هذا الصرح الإبداعي الأدبيّ والفنّيّ، هكذا من هنا وهناك ننطلق إلى فضاء القلوب، نحاور ونناقش ونعرض ونستعرض، كي نصل بإبداعنا إلى الأجمل، والشكر موصول أيضًا للسادة روّاد المنصّة والحوار، مع حفظ الألقاب والأسماء، رايات خفاقة في فيافي الوطن، والشكر للسادة الحضور .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق