خطاب فخامة رئيس دولة اسرائيل السيد شيمعون بيرس في الجمعية العامة للامم المتحدة
2008-11-12 22:37:59

في الأيام الأخيرة أحيينا ذكرى مرور 13 عاما على اغتيال اتسحاق رابين صديق عزيز والذى شاركته في رحلة وقد قتل بينما كانت شفاهه تنشد أغنية السلام.ان الاغتيال قد يقضي على الحياة ولكنه لا يستطيع قتل حلم وفي ذلك المساء المقدر في الساحة وقفنا سوية وأنشدنا أغاني السلام خلاصة دعاة شعبي على ممر الأجيال.وبعدها جاءت 3 طلقات.اننا لم نقف وحدنا في هذا اليأس والكثيرون شاركونا رؤية رابين من جميع أنحاء العالم وقفوا حولنا وشاركونا ألمنا زعماء عرب ومسلمون وهكذا عبر الألم جميع الحواجز.ان المأساة وحدت الأبناء والبنات من جميع الديانات وسكرة الموت ألقت بظلها على الأرض بينما السلام مستقر في قلوبنا.في منطقتنا أطفال يحملون اسماء أنبياء مقدسون لنا جميعا والسؤال هو لماذا يجب على موشه وموزس وموسى وابراهام وابراهيم ان يعيشوا في محنة وعداواة وقد طلبنا أنبياؤنا بقولهم "أليس لنا جميعنا الأب الواحد؟ اليس الله من خلقنا جميعنا ولماذا يتسارع الواحد مع أخيه مخالفا تعاليم أبائنا؟". لقد قال ابراهام لابن أخيه لوط "أرجوك أن تعمل كي لا يكون نزاع بيني وبينك وبين رعاتك ورعاتي لوجود نسب يربط بيننا". هذا أول نداء في التاريخ من أجل السلام بين الأخوة لأن هذه العلاقات يجب أن لا تتسم بالعنف او الهيمنة فهم يصلون لنفس الاله في السماء.

  

 

ان الديانة يجب أن تنقل صوت الله للانسان بالفصاحة. كما ذكر في كتاب المزامير "وان الانسان الذي يتمنى الحياة ويحب الأيام الكثيرة سيظهر بصورة جيدة بعيدا عن الشر ويعمل بالحسنى ويفتش عن السلام ويلحق به".

 

ان الضمير الديني يدعو للاعتراف بالرسالة الابدية. ان جميع بني البشر خلقوا عن صورة الله وان الاساءة للانسان يعادل الاذى للخالق سبحانة وتعالى.وعندما نشاهد الفنابل الذرية والصواريخ بعيدة المدى والارهاب والتخريض التي تقرر مصيرنا علينا تغيير جدول الأعمال. فخامة الرئيس,ان تجدد نشأة اليهود والعرب حدث في نفس الزمان والمكان وفقط كان الوقت قصيرا والأرض ضيقة. لقد فتحت نافذة بعد الحرب العالمية الأولى على يد الأمير فيصل والرئيس وايزمن لانشاء بيئة جديدة.

 

 

 لقد التقيا قبل 89 عاما في نوفمبر 1919 وأصدرا وعدا مشتركا للتفاهم بين شعبيهما. وقد كتبا:

"على ضوء القرابة العرقية وميثاق قديم بين الشعبين العربي واليهودي للعمل من أجل طموحهم القومي يمكن أن يتحقق في ظل التعاون". انه نداء للدبلوماسية العظمى في عهد الحكمة".

 

وأحسرتاة أننا لم نسير وراءهم وبدلا من ذلك واجهنا بعضنا البعض وقد قاسينا من ذلك وشحذنا السيوف التي قسمت البلاد وعمقت العداواة والنتيجة كانت منطقة من الحواجز التي ازدادت أرتفاعا وجسور قد فقدت. لقد غيرنا العالم ولكننا لم نغير أنفسنا. الأف من الرجال والنساء فقدوا حياتهم وعديد منهم صاروا مقعدين واخيرين فقدوا بيوتهم وصاروا لاجئين. ان أموالا كثيرة صرفت لشراء الأسلحة وهذه صرفت على العداواة بدلا من الحياة.هناك مثل عربي يقول- "ثلاثة لا تعود: السهم الذي ترك القوس والكلمة التي هربت من الفم والرصاصة التي خرقت القلب".

 

 

اننا لا يمكننا أن نغير الماضي ولكن يمكننا أن نبني المستقبل واليوم نرى الاقتراح السعودي والذي يحمل مبادرة السلام. حقًا علينا أن نغير العالم ولكن علينا أن نغير أنفسنا. ألمبادرة العربية للسلام تقول: "ان الحل العسكري للنزاع لا يمكنه أن يحقق السلام والأمن للفرقاء".

اسرائيل توافق على هذا الاقتراح!وبعد ذلك: "ان السلام الشامل في الشرق الاوسط هو مطلب استراتيجي للدول العربية".

نعم أنها استراتيجية اسرائيل!وتستمر المبادرة: "عندما نعتبر ان النزاع العربي الاسرائيلي قد انتهى وبدأنا بتوقيع معاهدات سلام وتحقيق الأمن لجميع دول المنطقة واقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل هو لب السلام. وقف جميع سفك الدماء تتيح الفرص للدول العربية واسرائيل للعيش في السلام والجيرة الحسنة واعطاء الاجيال في المستقبل الأمن والاستقرار والتطور".

 

هذه الاعتبارات في المبادرة العربية للسلام انها جدية وتفتح المجال للتقدم الحقيقي. ان السلام الشامل في منطقتنا يدعو الى مفاوضات مع الفلسطينين ونحن على استعداد كما كان في السابق.

 

بعد 30 عاما حققنا السلام مع مصر.

بعد 14 عاما عقدنا معاهدة سلام مع الأردن.

قبل 15 عاما وقعنا اتفاقية أوسلو مع الفلسطينين.

وقبل 8 أعوام خرجنا من لبنان.

وقبل 3 أعوام حاولنا ان نضيق واجهة العداء فقد تركنا غزة وأخلينا المستوطنات اليهودية.

 

ونحن اليوم مستمرون في المفاوضات مع الفلسطينين ونحاول اكتشاف امكانية تحقيق السلام مع سوريا لتكون أخر النزاع. ما زال في منطقتنا من يغذي الكراهية وتعميق الهوة ورفع الحواجز عاليا أنهم يشوهون وجوه الأخرين ليحرموا الحق في تحقيق السلام.والوقوف ضد هؤلاء ستخلق البشرى للعالم.عندما ننهي النزاع وتتاح لنا الفرصة للسلام الشامل والحرية الحقيقية والتعاون الدولي الاقتصادي والثاقفي دون احتلال انه عهد جديد للمنطقة. انه صعب أن نكسب السلام من أن نؤجج الحروب. فالبناء أصعب من الهدم ومع ذلك فأفضل لنا ان نناضل من أجل السلام لبناء بيوت لنا.ان الانتخابات الامريكية التاريخية بانتخاب رئيس أقريقي-أمريكي تعطينا الوحي للتقدم الى الأمام. وعندما تواجه العالم مشاكل كبيرة يمكننا أن نتغلب عليها بتفاهم وتعاون. الأزمات الدولية تؤثرعلينا كما أن الازمات التي عندنا تؤثر على العالم.

 

 

ان لقاء الزعماء الديني من شانه ان يخلق عمق المسؤولية بدعوة جميع الشعوب للعمل من أجل السلام والأمن والاحترام لكل دولة ولجميع الدول ولكل الناس ولكل انسان.ان تاريخنا المشترك عرف فترات ذهبية عشناها كأصدقاء وأخوان.

 ان حوار الأديان ينعش الروح ويجلب الهواء الطلق للشعوب وللعالم.علينا أن نجدد بايماننا باله واحد لنا جميعنا. انه واجبنا كدول, كقياديين متدينين أن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام مخاطر تواجهنا. وعملنا من أجل السلام يبرر أمالنا من أجل خلق حياة جديدة لاعادة القيم لأطفالنا.

 ان السلام ليس فقط مصلحة انه وعد صادق.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق