اختتام المؤتمر السنوي للمركز العربي للتخطيط البديل في الناصرة
2013-04-25 18:18:04

 شارك قرابة المائتين شخص من المهندسين والمخططين وأعضاء اللجان الشعبية ورؤساء السلطات المحلية وأعضاء البرلمان، بالإضافة الى جمهور واسع في المؤتمر الثالث عشر لقضايا الأرض والمسكن أول أمس في الناصرة،  والذي يعقده المركز العربي للتخطيط البديل سنوياً على شرف ذكرى يوم الأرض الخالد.
مؤتمر هذا العام عقد بالشراكة مع اللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض والمسكن في وادي عارة، ولجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية للرؤساء وجاء تحت عنوان "نجاعة النضال المهني والشعبي في تغيير ممارسات التخطيط والحق في إقامة مدينة عربية جديدة".
أفتتح المؤتمر السيد رجا خوري مدير المركز العربي للتخطيط البديل، مشيراً إلى أن الأعوام الثلاث الأخيرة كانت صعبة وقاسية جداً بالنسبة للجماهير العربية في البلاد نظراً للكم الهائل من المخططات العنصرية المسيئة للبلدات العربية، مما اضطر المركز العربي لمضاعفة جهوده والعمل بمثابرة غير اعتيادية طوال هذه الفترة. وأضاف أن طاقم المركز العربي يستمد طاقاته من هذه الجماهير التي لا تمل ولا تتوانى، ومع كل مخطط عنصري جديد تقف وتتصدى من جديد وتثبت تجذرها في هذه الأرض، وأكد أن هذه الجماهير لا تجلس فقط منتظرةً الهجمات لصدها، بل تبادر وتسعى لإيجاد حلول وبدائل لتأمين حقها في الأرض والمسكن، وأن مؤتمر هذا العام عقد خصيصاً لطرح هذه البدائل وللتداول فيها.
السيد محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية إنتقد بشدة سياسة التخطيط الإسرائيلية وقال ان تنفيذها جاء بثلاث مراحل، الأولى بالمصادرات المباشرة والثانية بتوسيع مناطق نفوذ المجالس الاقليمية على حساب البلدات العربية، والثالثة بمحاصرة البلدات العربية بواسطة تحديد منطقة نموها القصوى بخرائطها الهيكلية. وأكد أن هذه السياسة بمراحلها طُبقت على جميع البلدات العربية بغض النظر عن طابعها الديني.
السيد عمر نصار رئيس المجلس المحلي عرابة تحدث بإسم اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، وأكد أنه بعد مرور 37 عامأ على يوم الارض لا تزال المخاطر المحدقة بأراضي الجماهير العربية قائمة، وأن الفرق الوحيد هو بالأساليب التي تعتمدها المؤسسة  لمصادرة الأراضي، حيث كانت لغاية عام 1976 مصادرة مباشرة واليوم هي غير مباشرة وأكثر خبثاً حيث يفرضون تقييدات التحريش على الأراضي العربية ويمنعون استعمالها لمشاريع تطوير أو بناء أيٍ كانت.
السيد فهمي حلبي رئيس اللجنة القطرية للدفاع عن الارض والمسكن في البلدات المعروفية، أشاد بالدور الكبير الذي لعبه المركز العربي ومركز عداله بدعم لجنة الدفاع عن اراضي الكرمل بمواجهة وايقاف عدة مخططات حكومية كانت تسعى لمصادرة ألاف الدونمات من أهالي دالية الكرمل وعسفيا، ذلك على الرغم من خدمة أبناءها الإجبارية في الجيش الاسرائيلي منذ قيام الدولة. وأضاف انه ليس هناك بديلاً لوجود نضال شعبي مثابر ومدروس يرافق سلطاتنا المحلية في كل بلدة وبلدة مستغلاً امتدادنا السياسي والإعلامي.
السيد خليل أبو مديغم رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن أرض العراقيب أكد انه على الرغم من الهدم المستمر لقرية العراقيب، لا يزال أهلها صامدين في أرضهم، يبنون بيوتهم كل ما هدمت. وأكد على حاجة وقوف المؤسسات الاهلية العربية بشكل مكثف لجانب أهالي العراقيب.
المخططة عناية بنا-جريس من المركز العربي للتخطيط البديل عرضت قضايا تخطيطية مفصلية عمل عليها المركز العربي في السنوات الأخيرة ونجح بواسطة عمله المهني والمرافعة أمام لجان التخطيط ولجنة الداخلية في البرلمان وبالتعاون مع اللجان الشعبية في كل منطقة بتحقيق نجاحات فيها. من أهم هذه القضايا كانت المخططات القطرية التي دعت لإقامة كسارات بمحاذاة القرى العربية والتي تصل في بعض الحالات الى بيوت المواطنين كما كان الحال في قرية طرعان. والمخطط القطري لمد خطوط الغاز بالقرب من قرية كفركنا والمشهد وايضاُ في منطقة المثلث كاملة والذي فرض السيطرة على الاف الدونمات عربية الملكية. ذلك بالاضافة لعمل المركز العربي اليومي بتقديم طلبات لتوسيع مناطق نفوذ البلدات العربية وتقديم اعتراضات على مخططات مسيئة لها، وتقديم طلبات لإشراكها في عائدات ضريبة الملكية من المناطق الصناعية المناطقية.
المحامي فؤاد معدي من قرية يركا تحدث عن شراكة اللجنة الشعبية هناك مع المركز العربي ونجاحهم في اجراء تعديلات على المخطط الهيكلي الذي فرضته لجان التخطيط على القرية والذي تجاهل أكثر من 200 بيت بالجهة الشرقية من يركا تاركاً اياها خارج الخريطة الهيكلية. وأكد أن هذا النجاح يعتبر سابقة في هذا المجال ويمكن استغلاله في حالات مستقبلية في بلدات عربية أخرى.
د.أميلي سيلبرمان المحاضرة في الجامعة العبرية، تحدثت عن السكن في البلدات العربية، وعن آليات العمل التي يجب أن تعتمد من قبل مواطني أي بلدة عربية وسلطتها المحلية واللجنة الشعبية فيها إن وجدت، من أجل تأمين وفتح إمكانيات السكن في متناول اليد للأزواج الشابة فيها.
 عضو البرلمان د.حنا سويد قال أنه "لولا وجود المركز العربي للتخطيط البديل وعمله وأبحاثه المهنية لصعب علينا كأعضاء برلمان متابعة قضايا التخطيط المتعلقة بالبلدات العربية والمطالبة بحقوقها".   وأضاف أن تصريحات رؤساء السلطات المحلية العربية بما يخص قضايا التخطيط هي غير كافية بتاتاً وعليها أن تتحول من مجرد تصريحات الى برامج عمل توضع على رأس سلم أولويات السلطة المحلية، وأنه علينا كمواطنين ولجان شعبية اشتراط ذلك على كل من يود ترشيح نفسه لرئاسة أي سلطة محلية عربية في الانتخابات القريبة.  وأشاد بأهمية عمل اللجان الشعبية للدفاع عن اراضي في مختلف البلدات العربية.
ودعى لاستمرار العمل المهني والشعبي والسياسي المثابر والمستمر لأجل الحفاظ على الحق في الارض، وأضاف انه علينا رفع مستوى النضال وترقيته في البلدات العربية بواسطة اقامة خيم اعتصام على ما يدعى باراضي الدولة الموجودة في البلدات العربية حتى تعي الدولة ومؤسساتها أن هناك قضية حارقة عليها التعامل معها.
الجلسة الثانية للمؤتمر شملت حلقة نقاش حول قضية إقامة بلدة عربية جديدة على الأراضي التاريخية لقرية الطنطور الموجودة بمحاذاة البلدات الجديدة والمكر، والتي شارك فيها أعضاء البرلمان د.حنا سويد ود.باسل غطاس ورئيس المجلس المحلي في الجديدة المكر، المحامية سهاد بشارة من مركز عدالة، وبروفسور راسم خمايسي القائم على أعمال التخطيط للمدينة العربية المقترح اقامتها بالاضافة الى ممثلين عن اللجان الشعبية في الجديدة المكر، وادي عارة، طلعة عارة والطيبة.
عناية بنا قدمت شرحاً مفصلاً عن تاريخ تطور المخطط وعن تداعياته السلبية على أهالي الجديدة المكر وعلى أهالي المنطقة عامة.
وقدم كل من المشاركين مداخلة شرح فيها وجهة نظره عن الموضوع من زاوية إختصاصه، حيث اعتبر البروفسور راسم خمايسي المخطط ايجابياً بشكل عام ويخدم المصلحة العامة للجماهير العربية، وعارضه بذلك كل من السادة رئيس المجلس المحلي في الجديدة المكر حيث قال انه ضد اقامة بلدة عربية جديدة على حساب الاراضي المعدة اصلاً لتوسع الجديدة المكر.
المحامية سهاد بشارة قدمت مداخلة مفصلة حول الجانب القضائي الحقوقي لهذا المخطط معتبرةً المساهمة في تنفيذه هي مساهمة في تنفيذ المخطط الاستيطاني الاسرائيلي العام كونه يأتي على حساب خنق والحد من توسع بلدات عربية أخرى مجاورة.
د. باسل غطاس أعتبر هذا المخطط مسيء جداً لمستقبل الأهالي في البلدات الجديدة والمكر حيث من المتوقع أن يحولها الى أحياء فقر إن لم تكن كذلك الآن. وأضاف غطاس أن حجم السوق العقاري للمجتمع العربي في البلاد اليوم يصل تقريباُ لغاية 60 مليارد شاقل، وأن فتح هذا السوق واستغلاله كفيل بإحداث قفزة نوعية اقتصادية كبيرة للمجتمع العربي.
د.حنا سويد انتقد المخطط بشدة وأوعز برئيس الجديدة المكر بتقديم طلب توسيع منطقة نفوذ البلدتين على هذه الاراضي لضمان مستقبل تطورهما، على ان يكون التخطيط فيها ملائم للطابع المعماري في البلدات العربية.
السيد أحمد ملحم رئيس اللجنة الشعبية فس وادي عارة  تحدث عن اهمية تكاتف الجهود بين الللجنة الشعبية والمجلس المحلي من اجل طرح موقف موحد امام مؤسسات التخطيط.
السيد محمد ملحم رئيس اللجنة الشعبية في الجديدة المكر تحدث عن خطورة المخطط والحاجة الماسة للتصدي له.
وتم الاتفاق في نهاية المؤتمر على تحضير ورقة مواقف يعدها المركز العربي للتخطيط البديل بالتعاون مع اللجنة الشعبية في الجديدة المكر لتقديمها للمجلس القطري للتخطيط والبناء يفصل تداعيات هذا المخطط الاجتماعية والاقتصادية والتخطيطية على السكان في الجديدة المكر والمنطقة عامة.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق