محروس "القاتل" ، انتظر دور "الضحيّة" فأصبح واقعا مأساويّا
2013-04-22 21:17:22

والد المغدور محروس زبيدات خلال تشييع ابنه: سامحني يا ولدي لم أستطِع حمايتك

شيعت جماهير غفيرة مساء يوم الأحد جثمان الشاب محروس موفق محروس زبيدات، والبالغ من العمر 18 عاماً بعد أن لقي مصرعه إثر تعرضه للطعن قبل يومين في مدينة حيفا. في حين قام المئات من المشيعين بالقاء النظرة الاخيرة جثمان المغدور، وقد أم جموع المسلمين في صلاة الجنازة الشيخ علي أبو ريا إمام وخطيب مسجد النور في المدينة. هذا، وتمت مواراته التراب في مقبرة القبة القديمة في البلدة القديمة وسط سخنين، في حين احاط بقبره عشرات الشبان من ابناء صفه واصدقائه الذين عاشروه خلال السنوات الماضية ووقفوا على اخلاقه وعلاقاته الطيبة.
المحروم محروس زبيدات، إبن سكّان حيفا، سخنيني الأصل، القاتل في فيلمه الذي أعدّ قبل سنة ضمن وظيفة له في المدرسة حيث كان تخصصه في فرع الإعلام، لم يعرف أحد أنه سيقتل بجريمة قتل قبل موعد تمثيله الفيلم الجديد الذي يلعب خلاله دور القتيل!. المرحوم محروس زبيدات الذي قتل قبل يومين في جريمة قتل وقعت في حيفا بعد تعرّضه للطعن، كان قد أراد تقديم وظيفة لفرع الإعلام، واختار بأن تكون وظيفته المنتقم لأخيه الذي قتل غدرا بسبب صبيّة، ويقوم المرحوم بالانتقام لأخيه وتنتهي قصّة الفيلم. هذا ما قاله ثابت كتيلات – صديق المرحوم محروس، الذي ساعده في الفيلم بصفته خرّيج فرع الإعلام بنفس المدرسة، مضيفا: "كان محروس أخا لي في الفيلم، ويقوم بالانتقام لي بعد مقتلي، رأيت فيه الابتسامة، كان اكثر من روعة، فما حصل معه حرام، فقد كان وردة، كان كبيرا صغيرا، عرفناه طيبا من عرب ويهود، ومرّبين". هذا ما قصّه علينا صديقه ثابت، الذي أصبح حقيقة أخا له بعد تأدية الفيلم، ليتارفقا والدمعة لم تنحبس في عين ثابت.

إلا أنّ المرحوم ورغم أنّه القاتل، لم ينجح بلعب دور المقتول، حيث كان ينتظر المرحوم محروس تأديه دوره في فيلم كان المفترض ان يستمر تمثيله خلال الأشهر السبعة المقبلة، ضمن فيلم برعاية بلدية حيفا، حيث كان سيلعب فيه دور القتيل، عن هذا قال والده موفق زبيدات، أنّ المرحوم كان يقيم هذه الافلام لمحاربة العنف، كان التمثيل سيبدأ يوم أمس الجمعة، والفيلم يهدف الى محاربة العنف، ومن أجل تدعيم الرياضة وأخلاقيات الرياضة، مضيفا: " أخذ جائرة لفيلم ضد العنف وحاز على الجائزة الأولى، وكان بانتظار تمثيله في فيلم الضحيّة، حيث سيكون الضحية، لكنه رحل، كان وردة، وما حصل به ظلما، فهو لم يتعدَّ على أحد في حياته".
"الضحيّة" في الفيلم الذي لم يحدث، وأصبح تحت الأمر الواقيع تمّ تشييع جثمانه مساء اليوم في سخنين، وتمّ مواراته الثرى على قبر جدّه محروس، الذي مات غدرا أيضا، وبمشاركة جماهير غفيرة من سخنين وحيفا والمنطقة، وبمشاركة أصدقائه وطلاب صفّه، زملائه اللاعبين، وبالاضافة الى معلّميه.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق