تشييع جثمان ابو البديع وسط الالاف من رفاقه
2013-04-13 22:50:55

شيعت يوم أمس الجمعة جماهير غفيرة من مدينة أم الفحم والوسط العربي وبمشاركة أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي وأمينه العام الرفيق محمد نفاع جثمان الشخصية الشيوعية العريقة المرحوم الحاج ابراهيم حسين حصري (أبو البديع) الى مثواه الاخير في مقبرة حارة الاغبارية في مدينة أم الفحم ، وكان المرحوم البالغ من العمر 93 عاماً قد توفي في المستشفى بعد تدهور حالته الصحية حيث يعتبر الرفيق أبا البديع من الرعيل الاول وتعرض للسجن والاعتقال أيام الحكم العسكري البغيض.

وبعد وضع أكاليل الزهور على ضريحه تحدث رفيق وصديق المرحوم الرفيق عدنان عبد الهادي (أبو حسام) قائلاً :" أبو البديع من الشيوعيين الاوائل في أم الفحم وله مواقف صلبة حيث قارع مع رفاقه الشيوعيين والوطنيين المخلصين سياسة الحكم العسكري ليعبدوا الطريق لهذة الاجيال ، لقد رفض رفقينا الظلم وسياسة الاضطهاد القومي والتمييز العنصري ،  نحن نودع اليوم أبا البديع الوادع الاخير ولكننا أكثر إصراراً وعزماً بالمضي في طريقه طريق حزبه وجبهته من  أجل إحقاق الحقوق المشروعة لشعبنا العربي الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

ثم تلاه الرفيق محمد نفاع الامين العام للحزب الشيوعي مؤبناً  الحاج ابراهيم حسين حصري (أبو البديع) بالقول :" ولد المرحوم في 15 نيسان قبل 93 عاماً وكان حتى الأسابيع الاخيرة  يشارك في النشاطات الخيره والاجتماعات في النادي على اسم طيب الذكر أبو العفو، وكنا نصغي بإهتمام الى تجربته الغنية عندما كان عضواً في عصبه التحرر الوطني وعندما ناضل ضد الحكم العسكري حيث ركزّ جمعية قوت الكادحين قوت الفلاحين في مواجهه ظلم وإضطهاد الحكم العسكري".

وتابع كلامه :"نحن نعرف على ماذا ناضل أبو البديع ؟ وأي قيم تمسك بها؟ لقد تمسك بالقيم الثورية،قيم الاخوة قيم الوحدة الكفاحية وقيم النضال ضد الظلم والعدوان خاصة العدوان الواقع على شعبنا الفلسطيني البطل، لقد كان رجلاً مؤمناً وكنا نحترم هذا الايمان الحقيقي  الى جانب القدرة على إحداث التغيير ".

وأخيراً هاجم نفاع سياسة الحكومة برئاسة نتنياهو هذة الحكومة التي تنتهج سياسية كارثية على المستويين السياسي والاقتصادي وتعمل على توسيع الاستيطان والتمييز ضد الاقلية العربية الفلسطينية في هذة البلاد.

وبعد الجنازة مباشرةعقد أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي إجتماعهم في نادي أبو العفو في أم الفحم حيث تناول الاجتماع العديد من القضايا ومثمناً دورالرعيل الاول من الشيوعيين أمثال  أبا البديع  ومحمد يوسف شريدي وأبا العفو وغيرهم .

هذا ويتوافد الى بيت العزاء في مسجد البير (قرب الدوّار الخامس في الشارع الرئيسي)  في مدينة أم الفحم العديد من وفود المعزين لتقديم التعازي .
 
هذا وكانت صحيفة "الاتحاد" اليومية قد نشرت  تقريراً أعده جادالله اغبارية تضمن شهادات حيّه  لسجناء أول أيار عام 1958 حيث كان المرحوم أبا البديع أحدهم ، ونحن في "الاتحاد" ننشر شهادة حيّة للمرحوم أبا البديع كما جاء في التقرير المذكور:

"كان عمري في ذلك الوقت 24 سنه في عز شبابي وكنت من المسؤولين عن تنظيم الاجتماع الشعبي لأول من ايار ,لقد صادف إحتفالنا بأول ايار من عام 1958 مع احتفالات "عاشوراء" الدوله العبريه أي بمناسبه مرور 10 سنوات على قيام الدوله.

أرادت السلطه في حينه والتي تمثلت بالحاكم العسكري وأعوانه منعنا من عقد الاجتماع الشعبي ومنع الرفيق توفيق طوبي من دخول ام الفحم .

ويتابع أبو البديع حديثه :"ما أن بدأ الرفيق توفيق طوبي بإلقاء كلمته حتى هجمت الشرطه العسكريه لإنزاله عن ظهر البرميل الذي وقف عليه، فدارت معركه حاميه بين المشاركين والشرطه ,ضرب خلالها الحاكم العسكري ولما هدأت الصدامات اختبئت أنا وأخي أبو العفو في بيت طه الحاج محمد محاميد، وفي المساء سافرنا الى عرعرة ونمنا في بيت صديقنا الحاج محمد صالح عقل الذي استقبلنا أحسن إستقبال، وفي صباح اليوم التالي سافرنا الى تل ابيب ومكثنا فيها مده شهر وكنا كل يوم جمعه نعود الى أم الفحم لتوزيع صحيفه الحزب "الاتحاد".

وفي إحدى نوادي الحزب في تل ابيب طلب منا الحزب تسليم أنفسنا لكي لا يعتبروننا غائبين عن البلاد ويقومون بطردنا من الوطن, لقد ألقي القبض على الرفيقين أبو العفو ومحمد علي خالد (ابو مرحه) خلال توزيعهما لصحيفه الاتحاد، أما أنا فاعتقلت في مكان العمل الذي عملت به ".

ويسرد أبو البديع حادثه طريفه خلال الاعتقال :"اعتقلنا لحين المحاكمه في مركز شرطه عاره ولكي يستطيعون ضربي خلال الاعتقال طلبوا من كل معتقل الخروج للشرب او الذهاب للمراحيض ولما جاء دوري شعرت أنهم يريدون الاعتداء عليّ فقال لي عنصر من الشرطه : ألا تريد الذهاب الى المرحاض او لشرب الماء، قلت: لا... وهكذا أفشلت خطتهم للاعتداء عليّ" .

وينهي أبو البديع حديثه :"في المحكمه العسكريه طلبوا منا الاعتذار فرفضت فحكم عليّ بالسجن 18 شهراً أمضيتها في عده سجون آخرها سجن الدامون".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق