لتتوقف الملاحقات ضد جماهير عكا العربية
2012-11-27 14:03:43

بعد الانتصار الفلسطيني حققته غزه بإفشال العدوان الغاشم الصهيونية توجه غضبها العنصري ضد فلسطينيي عكا

أثبتت أيام العدوان الماضية على غزة أن لكل فرد من أبناء شعبنا أينما كان دوره في بناء المشروع التحرري، ومن غير المقبول وبشكل قاطع على أي فئة أن تشكك أو تقلل من دور فئة أخرى او تستصغر جهدها، إلا بما يخدم المشروع التحريري أو فليساهم في طرح البدائل، وعليه نحن نرفض رفضا قاطعا التقليل من أهمية انتصار المقاومة في غزة ودوره في تعزيز الأمل لدى كل أبناء هذا الشعب بأن الحرية ممكنة، وما خروج المظاهرات في الضفة والداخل إلا تعبير عن أثر الانتصار في رفع سقف المطالب الفلسطينية وإعادة الثقة بالمشروع التحرري.

تعلم إسرائيل جيدا أن العرب الفلسطينيين فيها هم خطر استراتيجي،وهم مستعدون دوما للتضحية بأرواحهم حماية لما تبقى من أرضهم وهويتهم، ولذلك تجهد المؤسسة الإسرائيلية في سبيلتغييب وعي هذا الشعب وفصله عن بعده الفلسطيني والعربي وتشويه هويته وإغراقه في دوامة إشكاليات على جميع الأصعدة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا لتصبح شغله الشاغل وينسى قضيته الاساسية. وتستمر إسرائيل في انتهاج السياسة نفسها على الرغم من إثبات الفلسطيني في الداخل أنها غير مجدية. صحيح أن الداخل لم يكن في مواجهة مباشرة تتجاوز معركة الهموم اليومية التي في أغلبيتها الساحقة خلقت من قبل الإحتلال؛ إلا أنه على استعداد أن يقدم الشهداء في سبيل الحفاظ على الأرض والهوية وهذا ما حصل في يوم الأرض وانتفاضة القدس والاقصى.

عكا اليوم، بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، تختصر المشهد والكلام حين تصدت لزيارة المتطرف مارزل الاستفزازية بكل عزم وبإرادة أبنائها وبناتها، بل جاء الرد قاطعا برفع العلم الفلسطيني على برج الساعة في عكا لأول مرة منذ 64 عاما. ولم تتوقع اسرائيل ذلك خاصة من شباب عكا الذين انتهجت ضدهم سياسة عنصرية بالغة الخطورة حين سهّلت وساهمت في نشر المخدارت ورفع نسبة جرائم القتل بالتغاضي عن المجرم في حال أن الضحية عربية، بالإضافة إلى اعتماد طرق ملتوية لإبعاد الشباب عن كل ما هو نافع ومفيد، فقامت بتقليل ميزانية المركز الجماهيري المخصصة للنشاطات اللامنهجية، أو الأطر التي تضم الشباب وتعود عليهم بالفائدة، وكأن كل هذه الأضرار تأتي من داخل المجتمع العربي كما يسهب البعض بالوصف ليريح نفسه من مسؤولية التصدي لهذه الجرائم ويستطرد بلوم الاحتلال على تقصيره في حل المشاكل!

أبناء عكا أثبتوا اليوم أنهم أبناء مجتمع سليم لا بل وقوي البنية فعلى الرغم من كل السياسات الممنهجة التي تتخذ ضدهم والتي لم تفلح الأحزاب العربية في التصدي لها، أثبتوا أن لكل شخص في مجتمعنا دورا في التحرير وليس علينا أن ننتظر الأحزاب لتدافع عنا بغض النظر عن دورها، مجموعة غسان كنفاني هي مجموعة شبابية ثقافية وطنية تعمل على ترسيخ الوعي السياسي، واستطاعت بجهود بسيطة أن تجمع الشارع العكيّ وتعيد توجيه البوصلة، وأن تنشر الوعي الوطني وتحرّك الشارع من خلال برامجها الثقافية غيرالمدعومة إلا بجهود أبناء وبنات عكا فكانت بدايتها في التصدي لمشروع الخدمة المدنية العنصري.

ويبدو جليا أن اختيار العنصري مارزل وزمرته التظاهر في عكا بالذات، وفي وقت الحرب، ليس صدفة، فهي زيارة تهدف لجس نبض أبناء الساحل، فجاء الرد الفوريّ إذ خرجت مظاهرة ضمت ما يقارب الثلاثمئة – شارك فيها ممثلون عن كل حزب - بتنظيم من مجموعة غسان كنفاني، وهذه تعتبر سابقة ومفاجئة لدولة اسرائيل في مدينة كمدينة عكا، وضعت فيها كل هذا الجهود على مدار سنيين طويلة لتكون مدينة مفصومة الهوية مأسرلة مفرّغة من أي حس وطني، فما كان رد "الدولة" إلا أن قامت بحملة اعتقالات شرسة طالت أكثر من 15 شابا وشابة وما زالت الاعتقالات والتحقيقات مستمرة، بالإضافة إلى التهديدات الهاتفية التي تصل إلى أبناء عكا وأبناء القرى المجاورة الداعمين لهم.

مجموعة غسان كنفاني قائمة منذ ثمانية أشهر فقط، وكانت قادرة على شحن طاقات وعزائم أبناء الكنفاني أبناء عكا قاهرة نابليون، وتشكّل اليوم أفضل رد على دولة الاحتلال ومن يشكك بوطنية أبناء شعبنا، لمجموعة غسان كنفاني نهجها الثابت وأدواتها وتجربتها التي يجب أن تعمم على كل المدن والقرى الفلسطينية في الداخل.

لتتوقف الملاحقات ضد جماهير عكا العربية! حراك حيفا -فلسطين ٤٨ من ورد ياسين

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق