لقاء الطوائف الثلاث في شفاعمرو للمعايدة: التأكيد على معاني العيد السامية ونبذ العنف الكلامي
2012-10-27 21:28:04

قام وفدان كبيران من أبناء الطائفتين الإسلامية والمسيحية ضمّا المئات من رجال الدين والشخصيات والوجهاء بزيارة معايدة، السبت، إلى أبناء الطائفة المعروفية في المدينة لتهنئتهم بحلول عيد الأضحى المبارك حيث استقبلهم في "بيت الطائفة" إمام الطائفة الدرزية الشيخ يوسف أبو عبيد ومشايخ الطائفة والنائب حمد عمار وأعضاء البلدية وأركانها وفرقة الكشاف التي قرعت الطبول استقبالاً للضيوف ليتحول الحدث، كما في كل عام، إلى تظاهرة وحدة وألفة شفاعمرية.
 وترأس وفد الطائفة الإسلامية الكبير رئيس البلدية ناهض خازم ونائب رئيس الكنيست رئيس "الجبهة" محمد بركة وإمام مسجد عمر بن العاص الشيخ أحمد عبد الوهاب حسن وإمام مسجد علي بن أبي طالب الشيخ خالد صباح ونائب رئيس البلدية يوسف سواعد (أبو إياد)، وشارك فيه نحو مئتين من وجهاء الطائفة ورجالاتها.
وترأس وفد الطائفة المسيحية رجال الدين الآباء اندراوس بحوث وبسام الدير وصموئيل زايد والقس فؤاد داغر والقائم بأعمال رئيس البلدية جريس حنا وسكرتير الهستدروت في الجليل المركزي حسيب عبود وأعضاء بلدية ولفيف من أعضاء المجلس الرعوي ووجهاء الطائفة.
 وتولى المربي سلمان أبو عبيد عرافة الاحتفال الضخم مرحباً بالمهنئين ومشيراً إلى أهمية هذا الحدث "الذي أصبح تقليداً تفاخر به المدينة لأنه يعكس صورتها الجميلة الحقيقية كقدوة في البلاد كلها، صورة المحبة بين جميع أبناء المدينة بشرائحها وطوائفها، لقاء يحمل في طياته أسمى معاني الوحدة والوفاء المتجددين على الدوام".
 ثم هنأ إمام الطائفة الدرزية الشيخ يوسف أبو عبيد عموم المحتفلين والضيوف واعتذر عن إلقاء كلمة لبحّة في صوته.
 ثم ألقى الشيخ أحمد عبد الوهاب حسن كلمة هنأ فيها المحتفلين بهذا العيد المبارك وتحدث عن معاني العيد حاثّاً على التقيد بهذه المعاني النبيلة، معاني "المحبة والتسامح والتصافح والإنسانية، معاني الخير وتعزيز الشعور الإيماني العميق". وأضاف أن للعيد، إلى جانب الفرح به، مستلزمات سلوكية وأخلاقية تبرز وجوب أن يضحي الإنسان بأحقاده وبكراهيته وبميوله الشريرة السيئة، وأن يجدد في المقابل عهده مع الله سبحانه وتعالى.
وهنأ الأب اندراوس بحوث أبناء الطائفتين الإسلامية والدرزية بالعيد المبارك، ودعا إلى تعزيز أواصر المحبة بين أبناء المدينة لتبقى شامخة بأهلها. وقال منوهاً إلى استشراء العنف: "لدينا أمنية نشارك فيها جميعنا، أن تبقى شفاعمرو الحبيبة صامدة في وجه كل المظاهر الغريبة علينا التي نشهد بعضها اليوم. هذه مسؤوليتنا جميعاً، لا أن نلقي اللوم على هذا او على الآخر. كل يتحمل المسؤولية من موقعه الخاص..علينا أن نعلم أننا كلنا على متن مركب واحد ولن يكون هناك أي ناجٍ إلا مع الجميع".
 وقدم النائب محمد بركة تهانيه للمحتفلين بالعيد. وقال إن هذا المشهد الدافئ الذي يرفع المعنويات "هو تذكير لأهلنا في المدينة أنه ملتقى البلد الواحد في القارب الواحد الذي قد يواجه بحراً واحداً وقد يواجه عواصف لكن في كل الأحوال، علينا أن نحتكم إلى المحبة والتعاضد والتكاتف كي يسير بنا المركب إلى بر الأمان". وتطرق إلى الانتخابات البلدية بعد عام ليناشد الجميع على التحلي بالأخلاق واحترام التعددية "وليكون حوارنا مبنياً على سلامة المركب أولاً، لأنه لا رابح في الانتخابات إذا خسرت البلد. من يعتقد غير ذلك قد يقود البلد إلى كارثة". وأضاف: "أخاف على مدينتي من كلمة طائشة أو من شرارة عابرة تخلّف حريقاً، من عنف كلامي مباشر أو غير مباشر، وعليه أتوجه لجميع أبناء مدينتي ليكون التنافس نحو الخيار الأفضل لمجتمعنا..من حقنا أن نجتهد ومن حقنا أن نختلف لكن ليس من حق أحد أن يسيء إلى وحدة المدينة ومحبتها ومستقبلها".
  ثم ألقى النائب حمد عمار كلمة أشاد فيها بوحدة أهالي المدينة وسعي المسؤولين فيها للارتقاء بها كما يليق بمدينة عريقة. وأعرب عن أمله في ان تبقى شفاعمرو مأوى المحبة للجميع.
 وكانت الكلمة الأخيرة لرئيس البلدية ناهض خازم، فقدم التهاني إلى المحتفلين بعيد الأضحى المبارك، مشيراً إلى أن هذا اللقاء هو يوم آخر تظهر فيه شفاعمرو بأجمل تجلياتها، شفاعمرو المتحابّة والمتآخية. وشكر رجال الدين الذين سبقوه في الكلام على كلماتهم المعبّرة عن غيرتهم على هذا البلد. ثم تحدث عن معاني العيد والتضحية.
 وأكد خازم أن شفاعمرو ستبقى صامدة أمام أية محاولة للمساس بوحدتها. وتابع: "علينا احترام الرأي الآخر، وأهالي المدينة واعون ليختاروا من يروه مناسباً لقيادة هذه البلد، لكن لنا رجاء من أنفسنا ومن الجميع أن تكون المعركة الانتخابية المقبلة حضارية بعيداً عن التجريح الشخصي، "لا أن نستغل التقدم التكنولوجي وشبكات التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) من أجل أن نطلق العنان لعنف كلامي للإساءة والتجريح والعداء والبغيضة". وأضاف: "جاء في الحديث الشريف: كلكم راعٍ وكل مسؤول عن رعيته"..نعم، كلنا، رجل الدين في معبده ومدير المدرسة في مدرسته، والوالدان في البيت، ورئيس البلدية والأعضاء، مسؤول عن هذا المجتمع وهذه المدينة والحفاظ عليها.. لتكون الرسالة واضحة، نعم لاحترام الرأي الآخر وتقبل الآخر، لا لتقطيع أوصال المدينة وزرع الكراهية..تاريخ هذه المدينة هو تاريخ القيَم والتسامح والمحبة والقلب الواسع".
 وختم خازم كلمته بتوجيه دعوة حارة لجميع الشفاعمريين بالتعاضد من أجل شفاعمرو أولاً، "من أجل أن يكون مجتمعنا سليماً واعياً وراقياً..وستبقى شفاعمرو بأبنائها الطيبين منارةً وقدوة حسنة للغير".
وتمنى المتحدثون الشفاء العاجل لرجل المجتمع نايف عليان (أبو إحسان) الذي تعذر عليه الحضور لاستقبال وفود المهنئين بسبب وعكة صحية.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق