لجنة الداخلية البرلمانية تبحث أحداث عكا
2008-10-12 16:37:03
عقدت لجنة الداخلية التابعة للكنيست، بعد ظهر اليوم الأحد، جلسة طارئة لبحث أحداث العنف التي اجتاحت مؤخرا مدينة عكا، والتي تبادل خلالها المواطنون اليهود والعرب الاعتداءات وتحطيم الممتلكات والسيارات حيث أحرقت خلال هذه الأحداث ثلاثة بيوت لمواطنين عرب يسكنون في الأحياء اليهودية، فيما اعتدي على الغالبية الساحة من البيوت العربية في الحي الشرقي للمدينة "الشيكون" الذي تسكنه أغلبية يهودية ساحقة.
وتحدث في البداية عضو الكنيست من مدينة عكا، دافيد أزولاي من حزب شاس الذي اتهم السائق العربي بتعمد تدنيس عيد الغفران واعتبره السبب المباشر لما حدث في عكا، كما اتهم المواطنين العرب في المدينة بأنهم كانوا يهتفون طوال الليل "إذبحوا اليهود".
ثم تحدث بعده مباشرة عضو الكنيست من مدينة عكا الشيخ عباس زكور الذي قال أنه وجميع القيادة العربية في المدينة أثبتوا أنهم قيادة واعية ومسؤولة بعكس العديد من القيادات الدينية للوسط اليهودي التي وصفت العرب بالنازيين ورفضت نداءات الصلح التي أطلقها القادة العرب.

وأضاف النائب زكور أن القيادة العربية في المدينة نجحت في تهدئة الأوضاع في الجانب العربي من صباح اليوم الثاني للأحداث وبالمقابل وكما أكد قائد شرطة لواء الشمال لوسائل الإعلام، اليوم الأحد، أن الذي يستمر في أعمال العنف والاعتداءات هم من الجانب اليهودي فقط.

وأشار النائب زكور إلى أن كل القيادة العربية وحتى صاحب السيارة العربية الذي كان يقودها في ليلة عيد الغفران استنكرت هذا العمل واستنكرت دخول السائق العربي إلى الحي اليهودي، لكن هذا العمل مهما كان خطؤه كبيرا لا يبرر بأي حال من الأحوال ردة الفعل العنيفة في الجانب اليهودي والذي حاول قتل السائق وقتل جميع أفراد العائلة التي احتمى لديها.
وختم النائب زكور حديثه بأن القيادة العربية في عكا وجميع أهالي عكا العرب يفتحون أيديهم للمصالحة وإعادة الهدوء وأجواء التعايش إلى سابق عهدها، ونأمل من الجانب اليهودي أن يكون على قدر المسؤولية، كما ندعو إلى عدم إلغاء مهرجان عكا لأن إلغاءه هو عبارة عن جائزة للمحرضين والعنصريين.
ثم تحدث بعدها مباشرة السيد توفيق جمل السائق العربي الذي دخل إلى الحي اليهودي في ليلة عيد الغفران، فقال: "أنا معروف في المدينة على أنني من دعاة التعايش والجوار الحسن بين المواطنين
العرب واليهود في المدينة، وأنا أحد الذين أسسوا المركز الجماهيري العربي اليهودي في حي وولفسون في المدينة، وكل أهل عكا وقيادة عكا تعرف من أكون، لكني لم أكن أعرف أن دخولي إلى الحي لكي أقلّ ابنتي إلى البيت سيؤدي إلى هذه النتيجة المؤسفة، وأنا أقول وأعلن هنا: أنا على استعداد لأن أضحي بنفسي وحياتي هنا على طاولة لجنة الداخلية من أجل إعادة التعايش إلى المدينة".

كما تحدث نائب قائد الشرطة في لواء الشمال، وقائد شرطة عكا، اللذان قالا أن الشرطة نجحت في عملها، وتدخلت في الوقت المناسب منذ بداية الأحداث حيث أنقذنا حياة السائق والعائلة العربية المحاصرة. ومن يقول أن هناك معجزة بسبب عدم وقوع قتلى نقول له أن ذلك بفضل الجهود التي تبذلها الشرطة.

وهنا انتقد عدد من أعضاء الكنيست تأخر إخراج العائلة العربية والسائق العربي من المنزل في الحي اليهودي خلال وقت قصير وتأخرها في فض التجمهرات من كلا الطرفين، محملين إياها بعض المسؤولية في تدهور الأوضاع.
كما تحدث النائب محمد بركة فأكد أن سبب أحداث العنف في عكا وجود عدد من المستوطنين اليهود الجدد المتطرفين الذين جاءوا إلى مدينة عكا ليس للعيش المشترك وإنما لتهويد عكا والحفاظ على طابعها اليهودي كما يقولون.
كما استنكر النائب أحمد الطيبي "اللينش" الذي تعرض له السائق العربي والعائلة العربية المحاصرة، وكذلك استنكر النشيد الوطني الجديد للوسط اليهودي وهو هتافهم في كل مناسبة "الموت للعرب". مضيفا أن عكا مدينة مختلطة عربية ويهودية، ومن لا يعجبه تواجد العرب في المدينة فليرحل عنها، وأن المواطنين العرب هم الأصل قبل قيام الدولة.
كما أكد النائب طلب الصانع على ضرورة إعادة أجواء التعايش والهدوء إلى المدينة.

هذا وقررت اللجنة في ختام جلستها استنكار جميع أشكال العنف من كلا الطرفين في المدينة. ودعت اللجنة جميع الأطراف والمسؤولين إلى العمل على إعادة التهدئة إلى مدينة عكا، كما دعت اللجنة الحكومة إلى اتخاذ قرار بتعويض المتضررين وأصحاب المحال المتضررة من كلا الطرفين ماديا، كما دعت إلى العمل على منع إلغاء مهرجان عكا وإذا ما تم إلغاؤه دعت اللجنة إلى تعويض المتضررين.

 بركة في الكنيست: نواب اليمين يرقصون على الخراب في عكا

 أكد النائب محمد بركة، كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أن أعضاء الكنيست من اليمين العنصري المتطرف يرقصون على الخراب في عكا.

وقال بركة في كلمته أمام اللجنة، إن الاعتداءات على العرب في عكا لم تبدأ من يوم الغفران الأخير، بل منذ سنوات، وخاصة بعد إقامة المعهد الديني للحركات الدينية المتطرفة بين المستوطنين، وحينما استحضر رئيس البلدية مئات المستوطنين من المستوطنات الأشد تطرفا للسكن في المدينة، وحتى أنه قد لهم تسهيلات في إيجار البيوت.
وتابع بركة قائلا، إن هؤلاء المستوطنين يستمدون في اعتداءاتهم دعما إن أعضاء الكنيست من اليمين العنصري، منهم من يجلس حول هذه الطاولة الآن وغيرهم، وهؤلاء يقفون على رأس التحريض ضد المواطنين العرب في عكا، وتوجهوا إلى المدينة للرقص على الخراب هناك.
وهنا جنّ جنون النائب العنصري إيفي إيتام، الذي شرع يهاجم النائب بركة بكلمات نابية، فرد عليه بركة قائلا، "على رأس الحرامي ريشة"، بمعنى أنه عرف حجم مشاركته في الجريمة الدائرة، وما هجومه إلا انعكاسا لاعترافه الذاتي بما يقوم به في عكا.

وحذر بركة من استمرار تواطوء الشرطة، واستمرار حملة التحريض الرسمية على العرب، وأكد أن أهالي عكا سيصمون ويدافعوا عن حقوقهم، والى جانبهم الجماهير العربية والقوى الديمقراطية في الشارع اليهودي.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق