من ظن ان ابناء الطائفة المعروفية محصنين من سياسة السلطة العنصرية والظالمة وخاصة في قضايا الارض والمسكن فقد اخطأ ..قبل نحو شهرين انطلقت الشراراة الاولى في قرية جولس بخصوص هذه القضية ..نزيه نبواني ومعه عدد من الشباب ضاقوا ذرعًا بالضائقة السكنية التي تواجه الازواج الشابة في البلدة، ففي الاشهر الاخيرة قام اكثر من 15 شابًا من القرية بفسخ الخطوبة بسبب عدم امكانية بناء "عش الزوجية" لشح الارض ..دولة اسرائيل صادرت اكثر من 70% من اراضي جولس منذ عشرات السنين واقامت عليها المستوطنات وحرمت اهلها من بناء بيوتهم كما سائر البشر ..قبل حوالي شهر صدحت الحناجر في جولس وانطلقت مظاهرة جبارة في شوارعها منددة بسياسة السلطة التي لا تفرق بين العرب على اختلاف طوائفهم في قضية الارض ..قبل ايام صعدّت اللجنة الشعبية من احتجاجها واقامت خيمة اعتصام ،حيث يؤمها العشرات من ابناء جولس، وتتقاطر الوفود اليها من خارج البلدة للتضامن مع اهلها.

وقد صرح رئيس اللجنة الشعبية نزيه نبواني لموقع المدار" في هذا السياق قائلا: سنمنع الوزراء واعضاء الكنيست الدخول الى جولس للمعايدة بعيد الاضحى ومن يريد ان يستقبلهم فليستقبلهم على شارع رقم 70 "مفرق يركا.  وأضاف: للاسف الشديد هناك بعض الشخصيات في جولس حاولت ثنينا عن اقامة الخيمة وعلى رأسهم رئيس المجلس. وقال: لقد بدأنا بالعمل قبل نحو شهرين، وكانت الانطلاقة الاولى من بيت الشعب وزارنا حينه عضو الكنيست جمال زحالقة في شهر رمضان للتضامن معنا وتقديم الدعم المعنوي ونحن له شاكرون. وتابع: في الاشهر الاخيرة بلغ السيل الزبى، فقد قام عدد من الشباب بفسخ خطوبتهم لعدم توفر قطعة ارض لبناء عش الزوجية، وقبل نحو شهر انطلقت مظاهرة جبارة جابت شوارع القرية منددة بسياسة السلطة المحلية والسلطة المركزية التي تتعامل معنا كطابور خامس في قضايا الارض ،وتضامن معنا في هذه المظاهرة النائب حنا سويد ورفع رايتنا، وقبل ايام صعدنا من الاحتجاج بنصب هذه الخيمة التي يتقاطر اليها ابناء جولس ومن خارج جولس. وأوضح نبواني: من حقنا ان نبني بيوتنا كسائر البشر ،ومن حقنا ان نستعيد اراضينا التي صودرت واقاموا عليها المستوطنات.

وحول سؤال لمراسلنا عن عدم تضامن النواب الدروز معهم قال: للاسف الشديد لقد زارنا النائب سعيد نفاع في الخيمة ،اما باقي النواب الدروز فيبدو انهم منشغلون في امور تخدم مصالحهم ومصالح احزابهم وهذا شأنهم لكننا سنحاسبهم حسابًا عسيرًا، بالنسبة لنا سنصعد من احتجاجنا وفي حال لم تحل هذه الازمة فسنفرض الامر الواقع ونبدأ ببناء بيوتنا على اراضينا المصادرة برغم انف السلطة.

اقول لمن يتغنون "برابطة الدم" من لايرى من الغربال فهو اعمى
اما الكاتب نمر نمر فقد قال :"لدينا ثوابت ثلاث لا رجعة عنها وهي المحافظة على العرض والارض والفرد، وهذه ثوابت لا يمكننا التنازل عنها. وما قاله الدكتور احمد الطيبي قبل حوالي شهرين في الكنيست حينما طرح موضوع لابناء طائفة التوحيد  قائلا "انظروا الى قرية كفر برا في المثلث والتي تعتبر اكثر القرى العربية تخلفا في بلادنا، لكن هذه القرية متطورة اكثر من القرى الدرزية، مع فارق انه في كفر برا لا يخدمون العلم بينما الدروز يخدمون، لذلك اسطورة لا مساواة في الحقوق بدون مساواة في الواجبات هي اسطورة تافهة لا مكان لها" هو صحيح، لذا فقد اتينا الى الخيمة لنؤكد تضامننا ودعمنا لاهلنا في جولس في وقفتهم هذه.

وحول سؤال لمراسلنا عن شريحة لا بأس بها من ابناء الطائفة الذين يصفون العلاقة مع الدولة "برابطة الدم " تابع نمر:لسنا ناطقًا باسمهم واقول انه من لا يرى من الغربال يكون اعمى، واذا كان هناك عميان فلست مدافعا عنهم، وحتى اليمينيين منهم اخذوا يشعرون بمدى الاجحاف الذي لحق بنا وهم يتململون احيانا ولكن يصعب عليهم الاعتراف بالواقع.

دعونا دائما الى الوحدة الكاملة لكل اطياف شعبنا في قضية الارض
اما غالب سيف فقد قال : نادينا منذ زمن بعيد، ان كل الاطراف المتضررة من سياسة التمييز والاجحاف من واجبها ومصلحتها التوحد والتكاتف جنبا الى جنب لننتزع حقوقنا من السلطة الظالمة، ومؤخرًا اقيمت اللجنة المعروفية للدفاع عن الارض والمسكن، اليوم نحن نتضامن مع جولس وهذه بداية الطريق ،نحن نأمل ان يزول الظلم والغبن اللاحق بنا من خلال نضال مشترك مع كل اخواننا.

نطالب ابناء الطائفة بالتصويت بالورقة البيضاء او التصويت لصالح الاحزاب اليسارية
بدوره فقد صب سليمان ابو ركن عضو اللجنة للدفاع عن الارض والمسكن في الكرمل لجام غضبه على اعضاء الكنيست الدروز وقال:رغم ان ابناء الطائفة يضحون بارواحهم ودمائهم في خدمة الدولة، الا ان المؤسسة الحاكمة تتجاهل مطالبنا ولا فرق لديها في التعامل بقضايا الارض بين الطوائف الثلاث، هذه الدولة سلبت اراضينا بشتى الطرق والوسائل ومن حقنا اعادة جزء منها للزواج الشابة.
وحول سؤال مراسلنا عن مقاطعة النواب الدروز للخيمة والقضية برمتها قال ابو ركن: نحن ساخطون جدًا عليهم، مع علمنا المسبق انهم يخدموا "الخواجا" أي اسيادهم ولا يخدمون ابناء طائفتهم، لذلك اطالب ابناء الطائفة المعروفية في الانتخابات القادمة بمقاطعتها او التصويت بالورقة البيضاء او التصويت لصالح الاحزاب اليسارية .

ليلتفت الينا الرئيس الروحي للطائفة من برجه العاجي
اما الشيخ زهدي عيسمي من لجنة الدفاع عن الكرمل فقال: منذ 65 عاما ونحن "ندلع الخواجا".وتابع بلهجته العامية:"شو عينا منو بعد ما دللناه وربيناه".
وشدد الشيخ: علينا ان نتنازل عن ذلك سريعا، وعلى الخواجا ان يفهم ان لنا حقوق وسنعمل المستحيل على استردادها لكي نعيش بكرامة فوق تراب الوطن، جذورنا ممتدة في باطن هذه الارض منذ الاف السنين ولسنا قادمون جدد ،وعلى هذه الدولة ان تفهم ان بعض الافراد من ابناء الطائفة الذين يتقمصون الزعامة لا يمثلون في حقيقة الامر سوى انفسهم.
وحول سؤال مراسلنا عن مسؤولية رئاسة الطائفة الروحية في هذه القضية تابع الشيخ عيسمي:من يتحمل مسؤولية وضعنا المزري هي رئاسة الطائفة الروحية العليا ،ولذلك اطالب من يقف على رأسها ان يتكرم علينا ويلتفت الينا من برجه العاجي.