"كم كنت أنتظر حتى أقيم حفلة ضخمة أدعو إليها كل العالم وكل الناس في لحظة عودته إلينا سالما لا جثة هامدة" بهذه العبارات المؤثرة، تحدثت فهمية حلبي والدة الجندي مجدي حلبي في حديث صحفي بعد التأكد من أن بقايا الجثة التي عثر عليها قبل نحو أسبوعين في جبال الكرمل، تتطابق مع الحمض النووي الخاص بإبنها مجدي -الذي فقدت آثاره منذ أيار 2005- وبالتالي فإن أمنياتها بعودته سالما وغانما قد تبددت وبقي الحزن حليفها.

وقالت فهمية حلبي والدة مجدي حلبي: "توقعت أن يقولوا لي إن إبنك بخير، لم أتوقع أن يقولوا لي إنه مات. ماذا فعلوا لإبني؟ لم ألمم جراحي بعد منذ وفاة إبني الثاني أدهم في حادث طرق، إذ لم أصدق وفاة أدهم بعد، فكيف يقولون لي هذه الأخبار عن إبني مجدي؟ لا أستطيع أن أتحمل ولا يمكنني الوقوف على رجلي".

الخلفية ليست جنائية
وفي السياق، وصل بلاغ للرئيس السابق لوحدة البحث عن المفقودين في الجيش د. بيني كسوطو والذي رافق عائلة حلبي لسنوات، مفاده أنه "تم العثور على الجندي الذي لطالما بحثتم عنه". ويقول رئيس الوحدة السابق: "لقد تم إغلاق دائرة البحث، إلا أن الأمر بالغ الصعوبة على العائلة". وأوضح كسوطو أن "الحظ كبير بأنه تم العثور على جثة مجدي حلبي في جبال الكرمل بالرغم من كل صعوبات البحث في المنطقة المذكورة، لا سيما وأن البحث يحتاج الى دقة ومهنية لأن المنطقة صعبة وجبلية. المكان الذي عثرنا فيه على حلبي لم يفاجئني كوني توقعت أن يكون قريبا من المنطقة لا سيما وأننا ندحض ان تكون الخلفية جنائية بحيث لا نعتقد أن احدا قام بإيذائه وطبعا التوقعات بأنه وضع حدا لحياته تبدو بعيدة عن الواقع لا سيما وأنه كان ناشطا إجتماعيا ويعيش حياته بشكل طبيعي دون مشاكل خاصة". وأضاف كسوطو في حديثه قائلا: "لقد وصل حلبي الى آخر البلدة في دالية الكرمل بعد ان سحب مبلغ 50 شيكل من البنك واشترى كولا وشوارما ووقف على الشارع الذي ينطلق باتجاه عسفيا، وما حصل له كان سريعا جدا، بحيث لم تكن أية شهادة تفيد بأنه سافر بسيارة مثلا".

وقال أصدقاء مجدي حلبي وهم شديدي التأثر: "لم نصدق أنهم عثروا على جثته. قلبنا يؤكد أنه ما زال حيا، وأنه سيعود يوما ما لأحضان عائلته. سنشارك في مراسيم تشييع الجنازة ولكننا لن أصدق أنه مات".