بيان صادر عن جمعية اخوتي انتم .ج.م برئيسها الدكتور بطرس دله

الى جميع المهتمين بالعلاقات السليمة بين مختلف ابناء شعبنا العربي !
ايها الأخوة !
نحن في جمعية اخوتي انتم ج . م التي اقيمت على مبادئ العيش المشترك والمثمر بين جميع اطياف مجتمعنا والاهتمام بالعمل على نشر وترسيخ قيم المحبة المجردة والاحترام الحقيقي المتبادل والخيّر نقول :
تزايدت في السنوات الأخيرة الاعتداءات على أماكن ومؤسسات الطوائف المسيحية في البلاد بحيث لم يعد بالإمكان السكوت ازاءها . كذلك ازدادت حركات الاستفزاز والاعتداءات على مشاعر المسلمين واخرها الشريط السينمائي الذي يمس بشكل سافل بشخص الرسول العربي الكريم .
نحن نعتقد ان اصدار مثل هذا الشريط تقف وراءه هيئات مغرّضة تهدف الى زرع الفتنة في شرقنا العربي وتأجيج الصراعات الطائفية كما نؤمن ان المستفيد من مثل هذه الأعمال وردود الأفعال هو عدو مجتمعنا العربي على كافة اطيافه من المحيط الى الخليج .
ان مسلسل الاعتداءات المذكورة ادى ويؤدي الى ازياد تيار الهجرة المسيحية من البلاد ،. هذا وقد لاحظنا ان مسيحي منطقة القدس الذي بلغ عددهم عام 1967 ، حوالي 50 الف مسيحي لم يبق منهم اليوم سوى اقل من خمسة آلاف مسيحي .
ونحن نعتقد ان تيار الهجرة هذا لن يتوقف طالما ان الجهاز الأمن الاسرائيلي لم يتخذ حتى الأن مواقف رادعة وحازمة حقيقة لوقف مسلسل الاعتداءات المذكور .
ان هذه الاعتداءات المتكررة على مؤسساتنا وممتلكاتنا المسيحية والإسلامية لن يتوقف الا اذا كنا موحدين في مواجهته بشتى الوسائل والطرق الديمقراطية .
ان لغة القوى واللجوء الى العنف لن تفتّ في سواعدنا ولا نستجيب لدعوات الهجرة والهرب من البلاد لأن جذورنا عميقة في هذه الأرض التي هي وطننا ولن نفرط بأي شبر منها كمسيحيين لأنها وطن السيد المسيح ، فيها ولد وترعرع وصلب وصعد الى السماء .
لذلك رأينا ان السكوت على مثل هذه الأعمال فيه تشجيعاً لمرتكبيها ونحن لن نرضى بذلك .
من هنا فأننا نضم صوتنا الى صوت المؤتمر الأرثوذكسي الصادر من الناصرة مدينة البشارة بميلاد السيد المسيح وندعو كافة الهيئات والمؤسسات الفاعلة في الساحة السياسية والاجتماعية وكافة الأطر التي يهمها الأمر عقد اجتماع تشاوري يضم كافة الأطراف التي يعز عليها ما يحصل من صراعات طائفية ضد الإنسان العربي في هذه البلاد .
اننا نوجّه اصابع الاتهام الى حكومة اسرائيل التي فشلت اجهزة أمنها عن معالجة الموقف كما يجب وإنها _اي الحكومة -  قد فتحت الأبواب امام الفئات العنصرية والمتطرفة كي تزعج أمن المواطنين وتمس بمشاعرهم .
ان تعامل اجهزة أمن الدولة مع قضيتنا كمسيحيين او كمسلمين هو تعامل لا مبالة ازاء ما يهدد ارواحنا وممتلكاتنا وبقاءنا في هذه البلاد .
لذلك ندعو كافة الهيئات المذكورة الى عقد اجتماع تشاوري واتخاذ القرارات القانونية والهامة من اجل وقف سلسلة الاعتداءات المذكورة وضمان حرية العيش الكريم الى جانب المساواة الحقيقة لجميع المحرومين من هذه الحقوق بدون أي تفرقة .

د.بطرس دله رئيس جمعية اخوتي انتم كفرياسيف