هاجم اوباش كهانا العنصري الكنيسة التي تقع في حي الرشادية خارج الاسوار وأحرقوا الكتب المقدسة داخلها وعاثوا فيها خرابا. حتى بداية السنوات الاولى من ثمانينات القرن الماضي كان جرس الكنيسة الانجيلية العربية التابعة لطائفة البروتستانت يقرع ايام الاحد كالمعتاد ، لكنه اخفي وتوقف بفعل الفاعلين والعابثين ، ففي ذلك الحين هاجم اوباش كهانا العنصري الكنيسة التي تقع في حي الرشادية خارج الاسوار وأحرقوا الكتب المقدسة داخلها وعاثوا فيها خرابا ، هذه الكنيسة اليتيمة خارج الاسوار لا تبعد سوى عشرات الامتار عن مسجد اللبابيدي الذي تم ترميمه وافتتاحه قبل بضعة اشهر ...منذ تلك الحادثة سدت نوافد ومداخل الكنيسة فلا احد يدخلها ولم تقام فيها الشعائر الدينية، لكنها بقيت شامخة في عزتها وكبريائها بالرغم من ان جدرانها وسقفها بدأت تتصدع ... كنيسة المخلص تستصرخ ابناءها الذين هجروا عكا في سنوات السبعين من القرن الماضي ولم يبق فيها سوى ثلاث عائلات ، واحدة منهم على الاقل بقيت محافظة على هذه المعلم الديني حتى اوائل الثمانينات ..الكنيسة تستغيث لنجدتها ، ولغاية الان ما من مغيث ..

نبذة عن تاريخها
كنيسة المخلص الانجيلية تم انشائها قبل النكبة بعام واحد 1947 ، وفي محيط الكنيسة بحي الرشادية كانت عشرات العائلات من هذه الطائفة تقيم هناك ومنها على سبيل المثال عائلة حلوة واركديان ...لكن حين هوت عكا وخضعت في عام النكبة تم تهجير معظم سكان الحي ولم يبق الا القليل ...الكنيسة عملت برغم الظروف كالمعتاد حيث اقيمت فيها الشعائر الدينية والصلوات حتى مطلع الثمانينات من مطلع القرن الماضي كما اسلفنا ... في بداية القرن العشرين وتحديدا في عام 1910 سمحت الدولة العثمانية لاهالي عكا داخل الاسوار بالتوسع والزحف خارج اسوارها بعد ان استقر الامن والامان ،فقد انشئ هذا الحي "الرشادية" في تلك السنوات،وكانت البدايات في التوسع والبناء للعائلات المقتدرة التي اقامت بيوت فارهة وشوارع واسعة وحدائق خضراء على الطراز الالماني ،ومن اهم هذه العائلات ،عائلة الشقيري وعائلة عبد الله الجزار ..وتجدر الاشارة ان اهم واكبر شارع في الحي هو شارع "بن عامي" بتسميته العبرية .

الكنيسة تخص كل عربي من اهالي عكا بغض النظر عن دينه
سلمان اطرش احد الناشطين العكيين التقاه مراسلنا امام الكنيسة حيث قال : "لقد توجهنا في السابق لسيادة مطران الطائفة في اكثر من مناسبة لتبني هذه القضية واعادة ترميم الكنيسة وافتتاحها واعادتها الى سابق عهدها ، لكن لا حياة لمن تنادي ، للاسف الشديد نحن نرقب هذا المعلم الديني الوحيد خارج الاسوار في حالة صعبة وتعتصر له القلوب ، هذا المعلم الديني لا يخص طائفة بعينها بل على كل الاهالي العرب في عكا القيام بمبادرة لاعادة الكنيسة الى سابق عهدها ، نحن الجمهورر العربيي من مسيحيين ومسلمين لن نقف مكتوفي الايدي حتى تنهار هذه الكنيسة امام اعيننا ، وسندق كل الابواب حتى لو اقتضى الامر البحث عن ممولين لترميم الكنيسة واعادة افتتاحها".

وعن دور البلدية قال اطرش :" البلدية قامت في السابق بتنظيفها من الداخل وتسييج محيطها بالاسلاك الشائكة لكن العمل لم يكتمل ، ما يحز بالنفس اكثر انه لم يبق من طائفة البروتستانت في عكا سوى ثلاث عائلات ، بينما وصل عددهم حتى سنوات السبعين من القرن الماضي لكثر من 1000 مواطن ،وختم اطرش:"هذه ليست قضية مسيحية انما قضية عربية تخص كل عربي في عكا بغض النظر عن انتمائه الديني ،الكنيسة تعرضت للانتهاكات وما زالت ولن نسمح ان يستمر الوضع على ما هو عليه ".

لا فرق عندي بين كنيسة ومسجد
العضو في الائتلاف البلدي سليم نجمي ، ورئيس لجنة امناء الوقف الاسلامي في عكا قال بدوره :" يحز في نفسي كثيرا ويؤلمني جدا ما الت اليه اوضاع الكنيسة ، فقد مررنا بتجربة مماثلة (مسجد اللبابيدي) ،الذي يقع على بعد عشرات الامتار من كنيسة المخلص ، وقد انجزنا ترميمه وافتتاحه من جديد بعد اغلاق دام منذ عام النكبة ، لذلك هذه القضية مؤلمة جدا وعشنا تجربتها ،انا كمسلم وعربي لن اسمح باستمرار الانتهاكات لهذه الكنيسة وساعمل جاهدا مع كل ذي صلة في ترميم الكنيسة واعادة افتتاحها ، ولن ادخر جهدا في هذه القضية حتى لو اضطررت ان افتح جيبي واتبرع بمبالغ كبيرة لهذه القضية ،فلا فرق عندي بين مسجد وكنيسة فكلها بيوت الله ولا يجوز العبث فيها باي حال من الاحوال".