اختتم اليوم الاربعاء مؤتمر المال والأعمال الثالث تحت عنوان "تحديات الواقع وآفاق النمو" والذي أقيم في فندق غولدن كراون في الناصرة. تميّز المؤتمر بمشاركة كبيرة من رجال أعمال ومبادرين من مختلف القطاعات الاقتصادية في المجتمع العربي اضافة إلى حضور عشرات الشخصيات الهامة في الاقتصاد الإسرائيلي والعديد من الشخصيات من قطاع الأعمال الفلسطيني من القدس والضفة الغربية.
افتتح المؤتمر مؤسس ومدير عام مجلة مالكم الدكتور باسل غطاس مرحبا بالضيوف من رجال اعمال ومبادرين، مشددا على اهمية المؤتمر السنوي ودوره في بناء علاقات اقتصادية بين رجال اعمال يهود وعرب او مبادرات وفرص تعاون من شأنها ان تفتح الباب لمشاريع اقتصادية يستفيد منها القطاع العربي. واضاف ايضا ان مؤتمر المال والاعمال يهدف لدعم وتعزيز وتمكين الاقتصاد العربي بإعتبار هذا الهدف هو وطني، مجتمعي وشعبي من الدرجة الاولى، مشيرا الى ان المجتمع العربي عندما يزداد قوة وتنظيما من خلال الاقتصاد فإنه بالتالي يزيد من تأثيره في شتى المجالات. كما وشكر الراعين للمؤتمر بمن فيهم بنك هبوعليم، بنك فلسطين وغيرهم وخاصة ان بنك فلسطين يقوم للمرة الاولى برعاية هذا المؤتمر.
وفي ختام كلمته، دعا السيدة استير ليفانون بحضور رجال اعمال عرب لافتتاح يوم التداول في بورصة تل ابيب من خلال قرع "جرس البورصة" . اما السيدة  ليفانون فقد دعت رجال الاعمال العرب ان يكونوا جزءا من الاقتصاد الاسرائيلي من خلال المساهمة والتداول في البورصة لأنها المكان الانسب لهم للتقدم اقتصاديا.
رامز:النمو الاقتصادي حاجة مجتمعية
 المهندس رامز جرايسي؛ رئيس بلدية الناصرة رحب بالحضور باسم البلد المضيف وأشار الى ان النمو الاقتصادي حاجة اجتماعية تدفع نحو التطور المجتمعي ،كما ان الاقتصاد ركن اساسي للتنمية وتطور اقتصاد مجتمعنا. ودعا لإحداث تغيير ودراسة معمقة من قبل السياسيين والسلطات المحلية لإحداث تغيير جذري في الاقتصاد المحلي وتطويره.
يائير ساروسي؛رئيس مجلس ادارة بنك هبوعليم تحدث حول اهمية المجتمع العربي كرافعة للنمو الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، واشار الى ان المجتمع العربي يشهد نهضة اقتصادية نوعية، الامر الذي لاحظه من خلال جولاته المتعددة في المجتمع العربي، كما واكد انه وبحسب جميع الاحصائيات فإن الفجوة العلمية بين العرب واليهود آخذة في التقلص مما يجعل المجتمع العربي رافعة لإقتصاد مزدهر في المستقبل. وفي حديثه اشار الى ان بنك هبوعليم يشغّل المئات من الموظفين العرب، اكثر من نصفهم من الاكادميين والنساء، وحوالي 80 موظف عربي يحتلون مناصب ادارية فيها.
ثم تلاه د. اليشاع يناي؛ رئيس اتحاد صناعات الهايتك والالكترونيكا في البلاد والذي قدم محاضرته حول طريق نجاح الهايتك الاسرائيلي وسبل نقل التجربة الى المجتمع العربي في البلاد. كما ودعا المجتمع العربي الى التشديد والتوجه للدراسة الاكاديمية التي تتعلق بمجال الهايتك والعلوم التقنية لأن جلّ اقتصاد البلاد والعالم اجمع يتمركز حول هذه الصناعات.
اما المحاضرة المركزية فكانت للبروفيسور ماهر دباح؛ مدير المركز متعدد المجالات لقوانين المنافسة والذي تطرق للمصاعب التي تواجه المصالح العربية في البلاد وإمكانيات المنافسة في ظل اقتصاد إسرائيلي يُعاني من آفة تمركز الاقتصاد وسيطرة مجموعات اقتصادية كبيرة على قطاعات واسعة في السوق الإسرائيلي. ودعا رجال الاعمال العرب الى اقامة اتحادات تجارية وصناعية لتطوير السوق والدخول الى اسواق جديدة اضافة الى اقامة مشاريع مشتركة.
بعد المحاضرات الافتتاحية تم توزيع جلسات المؤتمر على 4 مسارات مختلفة منها مسار الهايتك، الذي يُعقد بالشراكة مع مراكز تسوفن، من اجل تسليط الضوء على هذا المجال، انسجاماً مع رؤية المؤسسة لتحقيق اندماج المجتمع العربي في صناعة الهايتيك ألإسرائيلية وتطوير هذه الصناعة داخل القرى والمدن العربية كرافعة لتعزيز التنمية الاقتصادية والمساواة بين المجتمع العربي واليهودي في البلاد.
الجمهور يفاجأ بكفاءات التكنولوجيا في المجتمع العربي
شمل مسار المخصص الهايتك جلستين متتاليتين؛ تمحورت الاولى حول آخر اتجاهات صناعة الهايتك في البلاد، الشرق الأوسط والعالم، وذلك بمشاركة د. ارئيل مرغليت، أحد أكبر المبادرين والمستثمرين في المجال، وبمشاركة السيد حسن قاسم مدير شركة Dimensions الفلسطينية وأحد أبرز المبادرين الفلسطينيين، إضافة الى السيد غدعون لوبيز مدير شركة IDC لأبحاث وتحليل الأسواق.
اما الجلسة الثانية فركزت حول قصص النجاح العربية في مجال الهايتك، وتم استضافه عدداً من الر وّاد العرب ممن تميزوا وحققوا إنجازات ملموسة في مسيرتهم المهنية التكنولوجية، من بين المشاركين: بروفيسور فؤاد فارس، مؤسس شركة PROLOR للتكنولوجيا الطبية، وبلال لهواني مبادر هايتك وصاحب عدد من الاختراعات التي طرحت في الأسواق، والمهندس شادي قبطي من المدراء البارزين في شركة IBM ، وعاليا ابو شميس صاحبة عدد من المبادرات التكنولوجية المختصّة في برمجيات الطفولة المبكرة، والسيد محمد زحالقة مدير مجال المنتجات الجوالة والتطوير التجاري في شركة expires software .
اضافة لمعرض الهايتك الذي ضم أكثر من 10 شركات ستارت - أب عربية، في مجالات مختلفة مثل التكنولوجيا الطبية، الاتصالات والإنترنت وغيرها.
سبل التعاون بين المبادرين ورجال الاعمال العرب
المسار الثاني افتتحه السيد نبيل ارملي؛ محرر مجلة مالكم بالجلسة الاولى لمناقشة التحديات التي تواجه المصالح العائلية في الادارة من خلال استضافة كل من د.غانم نسيبة؛مستشار اقتصادي دولي ومؤسس شركة "كورنرستون غلوبال" ومتخصص في تقديم الاستشارات الادارية للشركات وللمصالح العائلية، السيد محمد قسوم؛ مدير عام ماطي والذي يوفر خدمات المرافقة والاستشارة للمبادرين ورجال الاعمال، محمد عبد اللطيف؛مدير عام شبكة مفروشات عبد اللطيف، يقظان قضماني؛ مدير عام مصانع "باطون قضماني"، وحاني شطريت-باخ؛ نائبة مدير عام البورصة وخبيرة في المصالح العائلية في بنك هبوعليم. وقد ناقش الحضور تحول إدارة المصالح التجارية العائلية من الاباء وجيل المؤسسين للأبناء وكيفية  الاهتمام بتنمية وتطوير تلك المصالح.
اما الجلسة الثانية من المسار الثاني فقد ناقشت اهمية التعاون بين رجال الأعمال العرب والمبادرين كما وتعقب الفرص وتذليل العقبات نحو نجاح هذا التعاون.شارك في هذه الجلسة مجموعة من المبادرين منهم:السيد عيسى خوري؛مؤسس "عيسى خوري للصلب"، سهيل كرام؛ مؤسس ومدير عام اذاعة الشمس، عفيف عفيفي؛ من مجموعة عفيفي، طارق عواد؛ مبادر ومدير عام شركة بروغاز، ايمان زعبي؛ مدققة حسابات ومبادرة ويورام طيطس؛ مدير شريك في شركة ارنست أند يونغ وحاورهم المحامي محمد دحلة.

الـOECD والمواطنين العرب
المسار الثالث من المؤتمر تركز حول اهمية دخول اسرائيل لمنظمة الـOECD وتوصياتها بتغييرات جذرية لتحسين اوضاع السكان العرب لتقليص الفجوات والحصول على مستويات مشاركة ونمو اقتصادي من قبل المواطنين العرب، وما يمكن ان يكسبه السكان العرب من الانضمام لها. استضافت الجلسة الاولى د. فيليب همينغز؛ المسؤول عن ملف اسرائيل-القسم الاقتصادي في منظمة الـOECD والذي شدد في محاضرته حول امكانيات استفادة المواطنين والمبادرين العرب من انضمام اسرائيل للمنظمة، اما الدكتور والاقتصادي حسام جريس؛المحاضر في جامعة بن غوريون فتحدث حول تأثير انضمام اسرائيل للمنظمة على المواطنين العرب في البلاد. كما وشارك من خلال تعقيب له د.غاي روكفوف؛مدير عام وزارة العدل ورئيس اللجنة البين وزارية لإزالة المعوقات ضد المجتمع العربي.
اما الجلسة الثانية للمسار فقد حاور فيها السيد غاي رولنيك؛رئيس تحرير مجلة ذماركر الاقتصادية كل من؛ عامر صالح؛مدير عام ومؤسس شبكة omall ، عماد تلحمي؛مؤسس ومدير عام "بابكم سنترز"، يوسف اشقر؛ مؤسس ومدير عام شبكة "بيغ زول"، نيتسان لافي؛ مساعد مدير عام شبكة "سوبر فارم" ونبيل توتري؛ مدير الوسط العربي-بنك هبوعليم. وناقشوا تطرق دخول المصالح والشبكات القطرية للمجتمع العربي ونموها في السوق اليهودية.
اما المسار الاخير فكان عبارة عن ورشات عمل، منها ورشة عمل ارشادية للمبادرين الذين يرغبون في الدخول الى السوق الامريكي من خلال تقديم الارشادات والادوات المطلوبة لتحقيق ذلك. قدم الورشة محاضر من غرفة التجارة. اما الورشة الثانية فكانت عبارة عن styling لرجال ونساء الاعمال تقدمها لهم شركة باغير للملابس الرجالية.
اما في الجلسة الختامية للمؤتمر فقد  قدم الدكتور جهاد الوزير، محافظ سلطة النقد الفلسطينية، محاضرة حول آفاق التعاون بين الاقتصاد الفلسطيني والاقتصاد العربي في إسرائيل وكما وقدمت محاضرات ختامية للسيد غاي رولنيك رئيس تحرير مجلة ذماركر ونائب ناشر صحيفة "هآرتس"؛ وسعادة السفير ماثيو غولد؛ سفير المملكة المتحدة في اسرائيل.
هذا وفي نهاية المؤتمر تم الإعلان عن تقديم جوائز مالكم التقديرية لـخمس شركات عربية متميزة في أدائها وفي مسؤوليتها الاجتماعية منها: مجموعة عفيفي، Omall عمر المختار، بابكم سنترز، اخوان رزق اللة وشركة عيسى خوري لصناعات الصلب، والذي جاء اختيارهم جميعا على اساس المهنية والرصانة وكونهم ذوي رصيد مهني ووطني يحقق اهداف لا يجب التقليل من شأنها.