في الذكرى الرابعة والستون للنكبة، قام المنتدى المشترك بين "المؤسسة العربية لحقوق الإْنسان" وجمعية "كيان" بزيارة تواصل وصمود لمنطقة الكمانة المهجرة في منطقة الجليل الأعلى، تاْتي هذه الزيارة في سياق العديد من النشاطات الجماهيرية التي بادر اليها المنتدى النحفاوي من خلال مشروعه السنوي للتربية من أجل حقوق الاْنسان.
هذا النشاط تميز عن سابقيه، حيث سيطرت عليه اللحظات المؤثرة والتي خالجت كل من شارك بالجولة، خاصة بسبب اللقاء بين الجيل الثالث بالجيل الاْول الذي تمثل بمرافقة الحاج عطية فاعور لاْعضاء المنتدى خلال زيارتهم.
"الحاج عطية ابن المائة عام أعطى اللقاء بعداً مختلفاً عما إعتاد الشباب سماعه من حكايات النكبة ودروسها، حيث عاش النكبة وعايشها بكل فصولها ولا زال، مجرِداً المصطلح "نكبة" من كل الكلشيهات الممكنة والتي بدت مبتذلة مقارنة بحضوره وحتى نظراته التي كانت تجوب آفاق المنطقة بألمٍ وحسرةٍ شديدان". هذا ما عبر عنه أحد المشاركين باللقاء.
عن المنطقة وظرفها قال الحاج عطية: "أنها كانت تجمعاً لأكثر من قرية، وقد هجرت في سنة الثمانية وأربعون ليجَمَع من تبقى فيها بما يعرف اليوم بقرية الكمانة، رغم كون سكان المنطقة هم ممن يملكون صكوك الملكية لاأرضهم قبل قيام دولة إسرائيل".
تخلل اللقاء شرحاً لأْعضاء المنتدى عن مفهوم النكبة التاريخي، وإنتهاك مواثيق حقوق الإْنسان الدولية بتهجير وإقتلاع السكان الأْصليين للبلاد من أرضهم من قبل إسرائيل، ورفضها إعادتهم اليها حتى لو بعد أيامٍ من نزوحهم !.
عن النزوح والتهجير تحدث الحاج عطية مؤكِداً أن صوت دوي القنابل والصواريخ من ذالك اليوم، ما زال يرافقه حتى اللحظة مفنداً إدعاء إسرائيل وروايتها بخروجهم طوعاَ من غير عنف، متحدياً إياهم أن يعيدوا أمثاله من السكان الذين لا زالوا حاضرين، إلا أن "ديموقراطيتهم" تراهم غائبين، على حد قوله.
هذا وقد أشاد أعضاء المنتدى الحقاوي بهذه التجربة المثرية والمؤثرة، مأكدين على إصرارهم على إعادتها كوسيلة للحفاظ على تاريخهم، وإيصال رسائل هذه الزيارة وما تعلموه منها الى أصدقائهم وشباب قريتهم، لما فيه من أهمية وتأكيداً على حقوقهم غير المشروطة في بلادهم.