كتابة خبر يخص شاعرنا الكبير سميح القاسم له مذاق مختلف , ونكهة أخرى , هو نوع من العزف المنفرد على أعصاب القلب . فأنا لا أستطيع أن أكون محايدا في هذه الحالة فكيف أكون محايدا في كتابة خبر يخص أبو وطن ؟ فهو شاعر أصبح ياسمين كلماته جزءا من دورتي الدموية وأصبح عشقي لشعره فضيحة معطرة تتناقلها وسائل الاعلام . في كتابة هذا الخبر لا استطيع الا أن اكون ابن البقيعة جار الرامة الفخور وربما زعترا أو عريشة عنب على سطوح بيوت الجليل أو زيتونة رامية شامخة . لا أستطيع الا أن أكون قصيدة من قصائد سميح القاسم أو مقالا من مقالاته .بكتابتي خبر عن سميح القاسم لا أستطيع أن أكون فيلسوفا أو واعظا أو حكيما لا بد لي إن أكون في داخل حالة من الجنون وحالة من الشعر , فلا بد أن أخترع لغة استثنائية لكي استطيع أن أوفي حق هذا الشخص الاستثنائي .لا تؤاخذوني على هذه المقدمة المكتوبة بحبر الاحساس فأنا منذ زمن أنتظر أن أكتب خبرعن تخليد اسم الشاعر العبقري سميح القاسم الى الأبد وأبد الأبد كما  خلده شعره وكما خلدته كلماته , وفي قرية الرامة الجليلية بلد سميح اتخذ المجلس المحلي قرارا بتسمية المدرسة الابتدائية باسم سميح القاسم لتكون " مدرسة سميح القاسم الابتدائية " تقديرا للشاعر واعتزازا به وحبا له . فهنيئا للمدرسة التي علا اسمها باسم سميح القاسم هنيئا لها لأنها ستحمل هذا الاسم الخالد وهنيئا لك يا قرية الرامة فان سميح القاسم ابنك , وهنيئا لنا جميعا فقد عشنا في زمن عاش به سميح ... " الله يخليلنا اياك يا عمي أبو وطن ". عماد غضبان .