بحضور الجماهير الحاشدة والوفود الأجنبية والفلسطينية وغيرها افتتح مساء اليوم الخميس المؤتمر السادس والعشرين للحزب الشيوعي الاسرائيلي، في قاعة الجليل في خليج حيفا، إذ ستستمر أعمال المؤتمر يومي الجمعة والسبت من هذا الأسبوع.
وقد برز بين الحضور، وفود شيوعية ويسارية من قبرص واليونان والدنمارك وبلجيكا والمانيا وبريطانيا واسبانيا، ووفد حزب الشعب الفلسطيني الشقيق برئاسة عضو المكتب السياسي حنا عميرة، ووفد من مناضلي الجولان السوري المحتل، ورئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد زيدان، ورئيس بلدية الناصرة ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية رامز جرايسي، ورئيس بلدية كفر قاسم نادر صرصور، ورئيس بلدية شفاعمرو ناهض خازم، ورئيس بلدية طمرة عادل أبو الهيجا، ورؤساء السلطات المحلية العربية، عوني توما (كفر ياسيف)، ومأمون الشيخ أحمد (عبلين) وعمر نصار (عرابة) وعمران كنانة (يافة الناصرة)، والكاتب والأديب محمد علي طه، والعديد من الشخصيات السياسية والشعبية والاجتماعية والتمثيلية.
تولى عرافة الحفل عضوا الكتب السياسي للحزب تمار غوجانسكي وعادل عامر، وقالت غوجانسكي في كلمتها الافتتاحية، إن حزبنا الذي يناضل من أجل السلام والمساواة، يتصدى لسياسة الحرب والاحتلال التي قادتها كل الحكومات وتصعدّها حكومة بنيامين نتنياهو التي تدمر العملية السياسية وتكثف البناء في المستوطنات. إن حزبنا الشيوعي يناضل من اجل الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية، إننا نؤيد مطلب منظمة التحرير الفلسطينية بالحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
واستذكرت غوجانسكي ذكرى سنة على رحيل القائد توفيق طوبي، القائد التاريخي للشعب الفلسطيني، الذي صاغ معركة البقاء والتجذر، حيث سيخصص المؤتمر جلسة خاصة لذكراه غدًا الجمعة.
وقدم الأمين العام محمد نفاع تقرير اللجنة المركزية، مستعرضًا الأوضاع السياسية التي تعصف بالمنطقة، واستمرار الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يمكن الا ينتهي بقلع كل المستوطنات من المناطق المحتلة، واقامة الدولة الفلسطينية. وقال نفاع ان 25% من السكان الفلسطينيين تعرضوا للاعتقال. واستذكر كسر قيادة الحزب الشيوعي حظر اللقاء بقيادة منظمة التحرير.
وقال نفاع ان الحروب المتلاحقة والتهديدات المستمرة ضد ايران بحجة تهديد امن اسرائيل، وبحجة السلاح النووي هي حجج واهنة، فاننا ندعو لتفتيش كل المفاعل النووية بدءًا بمفاعل ديمونا.

ناضلنا ضد النكبة . وقال نفاع، نحن ضد العمالة للاستعمار، فكل شعب يقرر كيفية التعامل مع نظام الحكم، لكن ليس بايعاز من امريكا ولا السعودية ولا قطر ولا تركيا. فهدفهم ليس حقوق الانسان بل دفع عجلة العولمة وتقديم مشروع "الشرق الأوسط الجديد".
وأضاف نفاع، نحن ناضلنا ونناضل ضد صانعي النكبة، الاستعمار والرجعية العربية، واليوم الاستعمار يواجه ازمته الحقيقية بالسيطرة على مصادر الطاقة وقلب انظمة الحكم التي لا يستطيع اخضاعها.
وتطرق نفاع إلى هبة الاحتجاج الشعبي وقال ان نتنياهو يحاول ضرب هذا الحراك الشعبي الاجتماعي الواسع بالتحريض على ايران،  وتصعيد من قهر واضطهاد الاحتلال. 
وقال نفاع، نحن فخورون بالتعاون العربي اليهودي الذي يميز حزبنا، ولا يوجد أي حركة واي حزب قدم كما وما قدمه حزبنا اليهودي العربي لشعبنا، معارك بقاء ومعارك أرض ومعارك صمود.
وقال نفاع، نطالب بالغاء التجنيد العسكري الاجباري ضد الشباب العرب الدروز. وتطرق إلى انتخابات الهستدروت مؤكدًا اتخاذ القرار بالانتصار، معًا نقرر الفوز بانتخابات الهستدروت، وندعوكم إلى تأييد قائمة الجبهة.
وحيا نفاع جريدة الاتحاد التي نشرت على صفحاتها الأدب المقاوم والفكر النير، وحيا الشبيبة الشيوعية وقال، نتوجه للمستقبل بثقة لبناء عماد المستقبل، نتوجه بثقة إلى المستقبل بقوة وعزم وارادة، لنكمل مسيرة النضال والكفاح والكرامة.

*الحرس الفتي للحزب*السكرتير العام للشبيبة الشيوعية أمجد شبيطة، حيا الشيوعيون الشباب المشارك في مؤتمر الحزب، وأكد التزام جمهور الشباب والشبيبة الشيوعية في الاستمرار ببناء صرخ هذا الحزب اليهودي العربي المكافح، والالتزام بمواصلة النضال من اجل السلام والاشتراكية. وقال شبيطة نحن ملتزمون بخط هذا الحزب العريق الذي سيحتفل بعد سنوات بـ 100 عام على تأسيسه، فنحن نعتز بجماهير الشباب في كل الميادين في الجامعات والمدارس والمصانع.
وتطرق شبيطة إلى الأزمة الاقتصادية التي تستفحل، والحكومة تحاول تحييد الشباب عن الخوض بهذه القضايا بشن الغارات على غزة وتهديد ايران. وحيا شبيطة الشباب العربي في العالم العربي، وشهداء الثورة في كل مكان. واختتم تحيته بالهتاف، يعيش حزبنا الشيوعي والنجاح لمؤتمره، والمزيد من الشباب في صفوف الحزب. 
*حزب المحطات التاريخية*وقدم رامز جرايسي رئيس بلدية الناصرة، تحية لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية، متمنيًا النجاح التنظيمي والفكري وتحقيق أهداف المؤتمر، وقال جرايسي ان هذا الحزب كان له التأثير البالغ في كل المحطات التاريخية لشعبنا منذ تأسيسه، ولو أخذ برؤية الحزب لتجنب شعبي البلاد الويلات التي تستمر حتى يومنا هذا.
وقال جرايسي، ان الازمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد والخصخصة التي دفعت إلى نشوء حركة الاحتجاج الشعبي تحتم أخذ دور ريادي في هذه القضايا الهامة لوضع الفكر الاجتماعي الحقيقي أمام ما نجابه من ويلات يومية.
واكد جرايسي، ان مناقشة قضايا الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، تحظى باهمية خاصة في حياة  الحزب، ويتجلى الحفاظ على تميز الحزب والجبهة فكرًا وممارسة في الحفاظ على العمل اليهودي العربي المشترك. وتطرق جرايسي إلى دور الشباب، خاصة مع بروزه ابان الثورات العربية، ووجه تحية خاصة للشبيبة الشيوعية عربًا ويهودًا. وتحية خاصة لجمهور النساء على شرف يوم المرأة العالمي، لأنه ما زال امامنا الكثير للوصول إلى مجتمع منصف. واختتم تحيته بتمني النجاح للمؤتمر وتحقيق اهدافه الموضوعة.

*تحية الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة*
وقدم نائب رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة د. زهير طيبي تحية الجبهة فقال: نحن مدينون للحزب الشيوعي بانتصار الجماهير العربية في معركة البقاء، وهذا الانتصار الذي هو الأهم وأهم انجاز للجماهير العربية، وحقوق الطبع محفوظة بالكامل على هذا الانجاز للحزب الشيوعي.
وأكد: نحن الآن بأشد الحاجة للحزب الشيوعي وقيادته القوية الحكيمة. نريد حزبا شيوعيا قويا يناضل ضد الظلم ومع المظلومين ويقف سدا منيعا في وجه الاحتلال، ويناضل للمساواة، وحق الشعب الفلسطيني في تحقيق مصيره، حزبا يناضل من أجل تحرر المرأة والأفكار الرجعية ولتأخذ دورها جنبا الى جنب مع الرجل.
واختتم: فليكن هذا المؤتمر رافعة لنشاطكم نحو الأفضل، فبزيادة قوة الحزب الشيوعي تزيد قوة الجبهة، فليقوى الحزب الشيوعي ولتقوى الجبهة، ولنناضل من أجل غد أفضل..*تحيات الأحزاب الشقيقة*وقرأ عريف الحفل تحية الحزب الشيوعي الاردني، التي تطرقت إلى دور الحزب الشيوعي الاسرائيلي في قيادة النضال والكفاح ضد الاحتلال والعنصرية. وجاء في التحية، انتم تمثلون الطليعة لشعوب المنطقة على طريق الحرية والتقدم،  والانتصار للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وتمنى الأمين العام للحزب الشيوعي الاردني منير حمارنة للمؤتمر ال 26 النجاح والاستمرار على درب النضال والكفاح.
وقدم حنا عميرة عضو المكتب السياسي لحزب الشعب تحية حزب الشعب الشقيق وقال، يسعدنا ان نكون معكم ونشارككم، هذا الحزب التوأم الذي نتشارك معه في علاقة كفاحية ونضالية، في مسيرتنا من اجل التحرر والاستقلال. هذا المؤتمر محطة لتقييم المسيرة والانطلاق إلى المستقبل، وتطوير النضال وفق الخط الكفاحي العريق لحزبكم.
وقال عميرة، لقد مكن حزبكم منظمة التحرير من تعزيز مكانتها الدولية والحصول على اوسع اعتراف دولي بها، والآن اصبح الاعتراف بدولة فلسطين أمرًا مفروضًا على حكومات اسرائيل.
هذه الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة وخاصة حكومة نتنياهو تعرقل كل محاولة للوصول إلى اتفاق، لكننا مستمرون في النضال من أجل الحرية والاستقلال.
وأضاف عميرة، التحديات تستدعي تعزيز النضال من اجل انهاء الانقسام، وتعزيز نضالنا المشترك الذي بدأ منذ عقود وسيستمر إلى تحقيق اهدافه. نتمنى لكم مناقشة كل القضايا المهمة لتعزيز دور الحزب الكفاحي والنضالي، وعاش مؤتمركم وعاش حزبكم.
وقدمت النقابية الممرضة غصن جابر تحيتها للمؤتمر، شارحة الظروف الصعبة التي تعمل بها الممرضات والممرضين. ومثلها العاملة الاجتماعية مايا حسان التي تحدثت عن مصاعب العمل في مجالها وزملائها بسبب السياسة الحكومية.
كما قدم ممثل الحزب الشيوعي اليوناني كوكاس سلوكافاكيس تحية الأحزاب الشيوعية الشقيقة الضيفة على المؤتمر. وتخلل الحفل برنامج فني من الفنانة الوطنية القديرة أمل مرقس وفرقة الراب دام من مدينة اللد.