بمبادرة من جمعيتي سيكوي وأطباء لحقوق الانسان عقد اللقاء الثاني لمجموعة العمل المشتركة لوزارة الصحة والسلطات المحلية العربية - عقدت في مدينة كفر قاسم، نهاية الأسبوع المنصرم، الجلسة الثانية لمجموعة العمل المشتركة بمجال تقليص الفجوات بالخدمات الصحية بين المجتمع العربي واليهودي، وشارك بالاجتماع العشرات من ممثلي وزارة الصحة والسلطات المحلية العربية.
افتتح اللقاء وتولى عرافته كل من د. محمد خطيب وهداس زيف، وقدم المدير العام لبلدية كفر قاسم، فطين عيسى، تحية البلد المضيف مشيرا إلى ما تبذله البلدية من خطوات من أجل تحسين الظروف الصحية في المدينة.
أمجد شبيطة، المدير العام المشارك لقسم السياسات المتساوية في جمعية سيكوي، أكد على أهمية عقد هذه اللقاءات المهنية التي تتيح نظرا موضوعيا بين بالأمور بين ممثلي السلطات المحلية والحكم المركزي. وتوجه شبيطة بالشكر إلى الحاضرين وكل من أسهم بانجاح اللقاء خاصا بالذكر نيف ميخائيلي، مركز المشروع من قبل جمعية أطباء لحقوق الانسان.
رون ﭽرليتس، المدير العام المشارك لجمعية سيكوي، أشار من جهته بأن "سيكوي" تهتم بتنظيم اللقاءات المباشرة ليس فقط في مجال الصحة إنما في مجالات أخرى وذلك تأكيدا من الجمعية على أهمية العمل المهني واطلاع كل طرف من ممثلي السلطات المحلية العربية والمكاتب الحكومية على ما يقوم به وعلى المشاكل التي يواجهها كما عبّر عن تقديره للجهود التي تبذلها وزارة الصحة لسد الفجوات.
وأما ران كوهين، المدير العام لجمعية أطباء لحقوق الانسان فقد تحدثت عن الفجوات الكبيرة بالخدمات الصحية بين البلدات العربية واليهودية وضرورة طرق كل الأبواب من أجل تقليصها وشدد على ضرورة استمرارية العمل بهذا المجال بل وفحص امكانيات التعاون ما بين السلطات المحلية ووزارة الصحة من أجل رفع صوت عال أمام وزارة المالية.
وفي القسم الأول من البرنامج قام بروفيسور إيتمار جروطو، مدير قسم صحة الجمهور في وزارة الصحة باستعراض "الخطة القومية لنهج حياة صحي وفعّال" الهادفة إلى تشجيع المواطنين إلى اتباع نمط حياة فعال بعيدا عن السمنة والدخان وغيرهما من الآفات، وقام ممثلو السلطات المحلية بتوجيه الأسئلة إلى جروطو وبخاصة حول إمكانيات أن تستفيد بلدياتهم من هذه الخطة وما يرافقها من ميزانيات.
وأما الجلسة الثانية فخصصت لموضوع الخدمات النفسية في البلدات العربية، إذ قدمت السيدة سعاد ذياب،  وهي مديرة مشروع تدعيم ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع العربي من قبل مركز "جوينط" مسحا للخدمات المقدمة في المجتمع العربي مؤكدة أن الخدمات النفسية في البلدات العربية بالكاد تفي بالحد الأدنى من الاحياجات، كما أشارت إلى عدد من الحواجز الاجتماعية بهذا الشأن. وأما د. غرسيلا كرمون، وهي مختصة نفسية ومديرة مركز لطيف في أم الفحم وعضو ادارة أطباء لحقوق الانسان فقد تطرقت إلى المصاعب بتقديم هذه الخدمات في البلدات العربية مؤكدة أن حاجز اللغة بين نزلاء العيادات العرب وبين الأطباء اليهود يعرقل عملية العلاج، وهنا شددت على ضرورة أن تفتح المزيد من العيادات في البلدات العربية وأن تكون طواقمها عربية أيضا.
وهنا أيضا قام ممثلو الشلطات المحلية باستعراض الأمور في بلداتهم ووجهوا الأسئلة ممثلي وزارة الصحة والذين تحدث باسمهم بهذا الشأن د. جابي لوبين مدير قسم الخدمات النفسية في وزارة الصحة، وادعى لوبين أن هنالك نقصا هائلا بالخدمات النفسية أيضا في المجتمع اليهودي وعبّر عن أمله بأن تتم المصادقة على خطة إصلاح جذري بهذا المجال.
الجلسة الأخيرة تمحورت حول الحاجة إلى تطوير أقسام الصحة في السلطات المحلية العربية، لتنتل من حال تهتم فيه بعدد ضئيل من المجالات إلى الاهتمام بشكل أكبر بصحة الجمهور والخدمات المقدمة إليه، وقدم د. محمد خطيب استعراضا مفصلا لهذه الفكرة، كما قدمت المحامية لينه ابومخ زعبي من جمعية الجليل للبحوث والخدمات الصحية استعراضا للنموذج الذي تم تطويره في جمعية الجليل بهذا الصدد والذي تقوم على تنفيذه بالتعاون مع وزارة الصحة وعدد من السلطات المحلية العربية.
وفي اختتام البرنامج شدد ممثلو أطباء لحقوق الانسان وسيكوي على أهمية مواصلة هذا النهج من اللقاءات فيما عبر ممثلو السلطات المحلية العربية عن تقديرهم لفتح المجال أمامهم للاطلاع على هذه المواضيع من خلال لقاء مباشر مع ذوي الشأن.
وقد أكد المحامي علي حيدر، المدير العام المشارك لجمعية سيكوي على أهمية حقوق في مجال الصحة كجزء من حقوق الانسان الأساسية، وعلى ضرورة إيجاد مؤسسات تعنى بتحقيق هذه الحقوق وأشار إلى أهمية التكاملية بالعمل ما بين السلطات المحلية العربية والمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني التي تعمل بشكل مهني من أجل تحقيق الحقوق للمجتمع العربي بتقليص الفجوات من أجل توفير الحاجيات الأساسية للانسان سليم صحيا ونفسيا وفعالا بحياة المجتمع.