المئات في صلح عائلتي القدسي وابو عبيد في اللد
2012-02-27 20:39:42

شارك المئات من أبناء مدينة اللد صباح  ( السبت ) في خيمة الصلح الكبيرة التي نصبت تمهيدا لإنهاء المراسيم النهائية للصلح الكبير بين عائلة القَدَسي وأبو عبيد ، وذلك بعد الجهود المكثفة والحثيثة التي كانت على مدار عامين كاملين قبل الوصول إلى هذه اللحظة المباركة .
وقد بدأت مراسيم الصلح في الساعة العاشرة صباحا عندما افتتح الاحتفال بتلاوة صك الصلح الذي قام بقراءته على مسامع جميع الحضور السيد محمد أبو شريقي عضو اللجنة الشعبية والذي وقف على عرافة الاحتفال ، ثم قام آل القدسي بالتوقيع على الصك معلنين بذلك نهاية الخصومة والقطيعة مع آل أبو عبيد إلى الأبد إن شاء الله ، وحيث وقع باسمهم السيد إبراهيم القدسي والد الشاب الفقيد .
بعد ذلك قام بالتوقيع كل من أعضاء لجنة الصلح السيد خميس أبو صعلوك ابن مدينة اللد سابقا ويسكن حاليا في مدين كفر قاسم ، والسيد عصام ابو حجاج ( أبو علي ) وكذلك الشيخ يوسف الباز إمام المسجد الكبير في مدينة اللد .
تلا ذلك توقيع كفلاء " الدّفا " وشهود عقد الصلح ، وبعد ذلك تمت دعوة عائلة أبو عبيد للحضور لخيمة الصلح حيث كان في مقدمتهم السيد سليمان علي أبو عبيد الذي وقع باسم العائلة على العقد ، حيث تعانق أهل العائلتين في مشهد يفيض بالإخوة والمحبة .
ويقضي صك الصلح بنهاية الخصومة والبغضاء بين أبناء العائلتين ونشر التسامح بينهم حيث لا يوجد لأحد حق عند الآخر بعد هذا التوقيع ، بعد ذلك قامت لجنة الصلح بتسليم السيد إبراهيم القدسي مبلغ ستين ألف دينار أردني دية الشاب الفقيد .
وبعد ذلك افتتحت فقرات المهرجان الخطابي بتلاوة عطرة من آيات القرآن الكريم تلاها الشيخ أسامه العقبي من قرية حورة في النقب بصوته الرخيم الشجيّ .
ثم كانت كلمة إمام المسجد الكبير في مدينة اللد وعضو لجنة الصلح الشيخ يوسف الباز الذي استهل كلمته بالترحيب بالضيوف في هذا اليوم الذي يضحك فيه الله تعالى بعد أن بكى الشيطان غيظا وكمدا بعد أن تم إرساء راية الصلح بين العائلتين وطي صفحة الخصومة ، حيث أكد الشيخ يوسف في كلمته على أن الأمة التي يوجد فيها وسطاء يسعون للخير فهي ناجية بإذن الله تعالى ، وقد استشهد الشيخ بآيتي سورة " ن " حيث قال الله تعالى " قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون ، قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين " . حيث ذكّر الشيخ الحضور أن الله تعالى قد أعاد لأصحاب الجنتين جنتيهم وذلك بعد أن وجدت فيهم الوسطية التي هي صمام الأمان للأمة في كل زمان ومكان .
وأضاف الشيخ يوسف : " إننا نشكر الرجال الذين يسهرون في الليل والنهار عند حدوث أي مشكلة بغية الوصول إلى حل لها ، وهم بذلك لا يبتغون أجرا مقابل جهدهم وسهرهم وسعيهم لإصلاح ذات البين مثل الشيخ خميس أبو صعلوك ( أبو يحيى ) والسيد كريّم الجاروشي والسيد عصام أبو حجاج فألف شكر لهم على جهدهم الذي سيذكره لهم التاريخ ، كما سيذكره أبناء هذا البلد في صفحة ناصعة البياض تشهد بصدقهم وحبهم للخير دون أدنى شك " .
ثم عرّج الشيخ يوسف في كلمته على أعوان الشيطان شياطين الإنس الذين يسعون في الدهاليز المظلمة لينفذوا أجندة إبليس ليبقى مجتمعا تستشري فيه البغضاء والعنف حتى يتم إلهاؤنا عن قضايانا المصيرية فننشغل عنها ببعضنا البعض " .
وقد أكد الشيخ يوسف في كلمته على أن سعي الصلح المبارك يصب في مصلحة مدينة القدس التي تعاني ويعاني أهلها من ويلات الاحتلال ، وكذلك المسجد الأقصى المبارك وما يحاك ضده من مؤامرات ، " مؤكدا  أنا لأعوان الشيطان من الذين يكيدون للقدس وللمسجد الأقصى أن سعيكم إلى دمار وأنه بات قريبا ذلك اليوم الذي ترتفع فيه رايات الإسلام على مدينة القدس ورايات " لا إله إلا الله محمد رسول الله " على قباب ومآذن المسجد الأقصى المبارك ، وذلك عندما يلتحم أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل ويتفرغون في عمل دؤوب يوصل القدس والمسجد الأقصى إلى بر الأمان ويزول عنهما الاحتلال غير مأسوف عليه ، فهذا السعي المبارك للإصلاح يصب في هذا الاتجاه فبارك الله في كل من ساهم في ذلك " .

ثم كانت بعد ذلك كلمات لكل من رئيس بلدية كفر قاسم السيد نادر صرصور ( أبو شكري ) الذي قام بدوره بشكر جاهة الصلح برئاسة السيد خميس أبو صعلوك ( ابن مدينة كفر قاسم ( وشاكرا جميع الحضور على ما بذلوه في هذا اليوم المبارك .

ثم صعد إلى المنصة السيد خميس أبو صعلوك رئيس لجنة الصلح الذي شكر أول ما شكر أهالي العائلتين اللتين لم يأل أحد منها جهدا في تيسير العمل على اللجنة للوصول إلى هذه النتيجة المشرفة .ثم كانت كلمتي العائلتين حيث صعد إلى المنصة أولا السيد إبراهيم القدسي الذي جعل الحضور يضجون بالتكبير شكرا له بعد أ، قال بلسان صريح : " إنني قد سامحت آل أبو عبيد لوجه الله تعالى على مقتل ابني وأحتسبه عند الله ، ولكني أوصي كل الكبار في مجتمعنا المحافظة على الشباب ونشر ثقافة التسامح والخير بينهم "أما الكلمة الختامية فكانت للشيخ سلمان أبو عبيد من قرية كسيفه ممثلا عن آل أبو عبيد ، حيث كانت كلماته مؤثرة للغاية شاكرا لآل القدسي تسامحهم وعفوهم ، مؤكدا أن العفو هو ليس ضعفا بل لا يقدر عليه إلا الأقوياء الكرماء .بعد ذلك اجتمع جميع الحضور على مائدة الغداء وتناولوا جميعا الطعام في مشهد مهيب قبل أدائهم صلاة الظهر جماعة لينفض الجميع إلى بيوتهم حاملين معهم الدعاء لله تعالى بالوصول إلى بر الأمان لجميع أبناء المجتمع الواحد في داخلنا الحبيب .

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق