مجلس أمناء الطائفة الدرزية في المغار:آن أوان التغيير فقد بلغ السيل الزبى
2012-01-22 21:37:31

غصت قاعة الاجتماعات في المركز الجماهيري في المغار بالحضور من مختلف قطاعات المجتمع المغاري، الجمعة 20/1/2012  وبرز بشكل خاص حضور طالبات ومرشدات من قبل  مركز الشبيبة "מרכז נעורים" وذلك في لقاء خاص ومميز لإدارة مجلس أمناء الطائفة الدرزية والتي باتت اهدافه تلقى تجاوبا كبيرا واجماعا واسعا من قبل مختلف اطياف المجتمع المعروفي وهذه الأهداف تندرج ضمن ثلاثة مسارات رئيسية وهي:
*طائفة متقدمة ثقافيا، علميا وحضاريا.
*طائفة متطورة اقتصاديا وصناعيا.
*طائفة منظمة ومستقرة اجتماعيا، وفي صلب هذا المسار رفع مكانة المرأة الدرزية وتخليصها من القيود التي تحد من تقدمها حتى تأخذ دورها الريادي في المجتمع، خاصة وأن دين التوحيد يمنحها كامل المساواة مع الرجل.
افتتح اللقاء، عضو ادارة مجلس الامناء، عفو قزل، مرحبا بالحضور وموضحا رؤيا واهداف مجلس الامناء ومؤكدا على استقلالية المجلس ونزاهته، وان جل اهتمامه ينحصر في تحقيق الاهداف التي وضعها نصب عينيه والتي تصب في مصلحة الطائفة المعروفية وتطورها.
 تلته مديرة المركز، هدى خير، بكلمة ترحيبية ومداخلة قصيرة حول أهمية التنظيم في المجتمع والتميز من اجل الرقي بمجتمعنا واللحاق بركب الحضارة.
ثم تحدث سكرتير مجلس الأمناء، المحامي شوقي شنان، والذي تولى عرافة الحفل قائلا:" ان لقاء المغار هو الرابع لإدارة المجلس بعد لقاء دالية الكرمل، البقيعة وأبو سنان، حيث تأتي هذه الاجتماعات بهدف شرح أهداف المجلس والعمل الميداني مع قطاعات المجتمع الدرزي المختلفة لتحقيق الأهداف المرجوة وبشكل خاص مع شريحة النساء بهدف التحرر من القيود والممنوعات التي تكبل تقدمها وانخراطها في المجتمع كما يليق بها وبقدراتها.
الشاعرة أمال قزل، ابنة المغار، قالت في مداخلتها ان التنشئة الصالحة هي عماد المجتمع ورفعته، كان ذلك في غرس القيم او في العلم والثقافة وكلاهما لا فرق بينهما، فنحن بأمس الحاجة لهم، فالمرأة المتعلمة هي التي تبني والمرأة الجاهلة هي التي تهدم، ودين التوحيد يحث المرأة على التعليم، ولولا ذلك لما سمعنا عن أديبات كان لهن الدور الأكبر في رقي هذا المجتمع وتقدمه. وأضافت الشاعرة قزل: من هذا المنطلق دأبت جمعية أمناء الطائفة الدرزية على مواصلة التداول بين أعضائها في شؤون الطائفة من مختلف النواحي واضعة نصب اعينها اهمية دور المرأة في النهوض والرقي. وحول رخصة السواقة قالت قزل: من ناحية ساعدتها على النهوض اسوة بالمجتمعات المتحضرة ومن ناحية أخرى حرمتها من دينها مما سبب لها الاحباط والقلق النفسي، لذا فمن المفروض ايجاد الحل المناسب لهذه المشكلة يرضي كافة الاطراف.
وشرح الشيخ حسين أبو ركن، رئيس مجلس الأمناء، الهدف من هذه الاجتماعات وهو الاثراء المتبادل من خلال الحوار البنّاء رافضين سياسة الإملاء التي لا تستند الى مراجع دينية مثبته وإنما الى خواطر لا تمت الى الدين بصلة، وأسهب الشيخ أبو ركن في عدة مواضيع هامة كالإمعان في التاريخ المعروفي وتراثه من الرجال والنساء، الحوار، الانفتاح والمفاتحة، الصحوة، الطمأنينة، الكرامة والسلام، كما تحدث الشيخ أبو ركن عن دور المرأة ماضيا وحاضرا معتبرا إياها عماد البيت الكفيلة ببناء العائلة المثالية.
وأكد الشيخ أبو ركن على أهمية التنظيم في الطائفة بما يتلاءم وروح العصر بالحوار الصريح والانفتاح على كافة شرائح المجتمع مع التماسك ووحدة الكلمة وإحياء التراث الحقيقي والمحافظة على المبادئ وآداب الدين، وأضاف:" من هذا البلد نطلق صرخة الحق، بان الموانع يجب أن تكون على كل ما هو مدمر للأخلاق والصحة والمجتمع ومخل بالآداب ويكون مدعاة للريب والانحطاط وليس العكس، وهذا بان تحرير المرأة من الموانع التي تحول بينها وبين ان تكون عضوا فاعلا في الحياة والمجتمع على النحو الذي بلغته سيدات النساء في العالم، كما طالب بحذف كل ما هو غير منطقي ولا يتماشى مع الحاضر، لأن الجهل والعبودية والإذلال للمرأة يمنعها من الصيانة والكرامة ثم العفاف وادراك معنى الأمومة وتربية الاولاد وغرس البذور الصحيحة للمستقبل وصلاح المجتمع، وأما الشرع والدين فهما الى جانبنا، كذلك ناشد الشيخ حسين أبو ركن عدم الاعتراض على التعليم حتى نستطيع المرأة تهيأة المستقبل لأولادنا والوصول الى اماكن التعليم والتدريس بطريقة كريمة. واختتم الشيخ أبو ركن محاضرته بالقول:" لقد غاص مجتمعنا بالأعشاب الضارة الكثيفة التي تعيق نموه وتمتص منه الحياة، فلتكن محاولتنا الأولى تطهيره من هذه الأعشاب".        
وأوضحت مديرة مكتب منظمة أرامل وايتام قوات الأمن، سهام زغير، أن حياة الأرملة حياة صعبة وقاسية كونها تحل مكان الأب أيضا وتحمل مسؤوليات وأعباء كثيرة وهي بحاجة ماسة لامتلاك سيارة ولا يعقل ان تحرم من دينها بسبب الرخصة، لان ذلك يعتبر ظلما وان سواقة السيارة أستر وأشرف وأفضل من التنقل في سيارات الأجرة أو وسائل نقل أخرى، وعلى أصحاب القرار ايجاد الحل المناسب الذي يرضي كافة الأطراف، وطالبت زغير كافة النساء اللواتي يمتلكن رخص سواقة الاتحاد معا لإلغاء هذا القانون المجحف.
وأكدت المربية ليلى فراج في مداخلتها على أن المرأة الدرزية هي بانية المجتمع بأسره .. وعليه فإنه يترتب على الموحد صياغة المفاهيم بطرق وأساليب حضارية ، تحمل كل النظريات العلمية والفلسفية والفنية والثقافية من منطلق التعريف بالحوار البناء الذي على أسسه قامت المصطلحات والمفاهيم في عقيدة الموحدين الدروز، وأضافت:" نحن في زمن متعثر بالتقاليد ، جعلنا ننسى أن 80%  من أراضينا التي ورثناها عن أجدادنا قد تم الاستيلاء عليها، وجعلنا ننسى أن وضع التعليم عند الدروز قد وصل الى أدنى المستويات، وجعلنا ننسى الأوضاع المأساوية التي تعاني منها المجالس المحلية الدرزية ، وجعلنا ننسى استشراء البطالة في قرانا الدرزية ،
وجعلنا ننسى أن البنى التحتية في قرانا الدرزية هي الأسوأ فالأسوأ، جعلنا ننسى هويتنا الدرزية، وجعلنا ننسى قضية هدم البيوت المبنية على أرض أجدادنا بحجة عدم الترخيص ، وجعلنا ننسى قضية الانتحار التي صارت ترافق اسم أبناء الطائفة الدرزية ، وجعلنا ننسى النساء المعنفات ، ومتعاطي المخدرات، والجنود المسرحين , والشباب رافضي الخدمة الاجبارية ، وطلاب الجامعات ، والفيسبوك ومشاكله ، والمعاقين ، وقرية الأولاد في حرفيش والتي يزداد عدد قاطنيها يوما بعد يوم الأمر الذي يدل على زيادة تفكك الأسرة الدرزية، جعلنا ننسى السؤال حول مصير بناتنا اللاتي يتركن قرية الأولاد بعد جيل الثامنة عشرة، وجعلنا ننسى أن نوفر لبناتنا فرص العمل في قرانا، نسينا كل مشاكلنا وما آل إليه وضعنا من تحقير وتقزيم وإذلال وإهانة، وتبعنا سخائف الأمور، واستطردت فراج قائلة:" رقي المجتمع يقاس برقي وحضارة أفراده .. وكما قال معلمنا كمال جنبلاط في كتابه " الديموقراطية الجديدة :" إن الفرديات القوية والشخصيات الخلاقة القديرة هي مصدر فعل التقدم في المجتمع، لذا فمن واجبنا أن نسعى بهدف تحقيق ديموقراطية اجتماعية صحيحة، الى بناء نظام اجتماعي يفسح المجال لإبراز القيادات الحقيقية على كل مستويات التسلسل الاجتماعي، أي أن نسعى الى انشاء نظام يؤمّن أفضل بيئة تنظيمية وأقصاها فاعلية على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ". وناشدت فراج في ختام مداخلتها افراد المجتمع المعروفي قائلة:" آن أوان التغيير فقد بلغ السيل الزبى . دعونا نبدأ التغيير من ذواتنا ..  نقارن بين سلب الأمور وايجابها .. نحكم ضمائرنا وعقولنا .. نختار الأصوب دون التخويف والترهيب بالعقاب والحرمان الديني . لقد آن الأوان لردم الهوة بين أفراد طائفتنا العريقة من متدينين أو سياسيين أو اجتماعيين أو رجال أو نساء أو أطفال ، علنا نغير الاتجاهات السائدة التي تحدد الفروقات المرسومة خطأ والتي فرضت علينا خاصة النساء، أن نعيش ضمن دوائر مغلقة ومحسورة حيث لا حرية ولا عدالة ولا مساواة ولا مشاركة..  متناسين أهمية رسائل التوحيد وقيمتها الجوهرية ، التي أكدت على حرية المرأة الدرزية ومشاركتها في الحقوق والواجبات، تعمقت الفجوة بين ما ننشده ونرجوه وبين الذي نلقاه على أرض الواقع، والمسؤولية تقع على أعتاقنا جميعا من رجال ونساء ، متدينين كنا أم غير متدينين . بوصلة الطريق بين أيدينا ولكننا نجهل استعمالها كي توصلنا الى شاطئ الأمان .. ليس لأننا لا نبغي ذلك انما بسبب الخوف الذي اعترانا على مر الأيام . الخوف من المواجهة .. الخوف على الكرسي، والراتب والمكانة الاجتماعية أو الدينية . تمركزت مراجلنا على النساء المتدينات فعوقبن وبعدن وحرمن من دينهن لأنهن عملن " قعدة تبولة "  يوم فرح ابنتها أو لأنها وافقت أن تلبس ابنتها بدلة بيضاء يوم عرسها . دعونا نعيد النظر في القرارات التي اتخذت في قضية السياقة في زمان لا  يمت بصلة لزماننا هذا ونحاول أن ندرك حقيقة إن السيارة هي من ضروريات الحياة وليس من كماليات الحياة مثلما كانت مرة . اسمحوا لي هنا أن أوجه كلمتي الى شبابنا وشباتنا ـ قادة المستقبل وأقول:" لا تقامروا بكرامتنا أكثر. لا تتعلقوا بسخائف الأمور وتتركوا جواهرها للرياح ضاربين بها عرض الحائط . لا  تقفوا على الأطلال أكثر فليس الفتى من قال كان أبي .  ابدأوا بالتغيير بدء بالسياقة حتى الأمور الأكبر فالأكبر .  لا  تغضوا الطرف عن الأمور الصغيرة وتهمشوها فمن يفعل ذلك يسهل عليه الاستخفاف بالأمور الكبيرة . خافوا الله ولا تخافوا العبد لأنه من يخاف العبد سلطه الله عليه . تذكروا دائما ان لا  صغيرة مع الاصرار ولا كبيرة مع الاستغفار .
وجاء في مداخلة الشيخ زيدان عطشة، المبادر لتأسيس مجلس الأمناء أنه لا توجد أقلية دينية او قومية في العالم دون أطر تنظيمية، وإن وجدت اقلية دون إطار تنظيمي فإن مقامها ومكانها مستهدف ومهمش من قبل الأكثرية الحاكمة الى درجة الانحطاط والتغييب. فإن كنا نعرف هذه الحقيقة، يجب علينا ونحن مطالبون ان نخاف على حاضرنا ومستقبلنا واستقرارنا، خاصة وان حكومات اسرائيل تحرك ما يسمى بقيادات الدروز عن طريق التحكم عن بعد، فهذه الأوضاع تنذر ان اينما تآمرت قيادات الاقلية المفروضة من قبل السلطة على الاقلية ونحن نتحدث عن طائفة الموحدين الدروز فخطر استقلالنا على عتبات بيوتنا. لذا فنحن ننشد زيادة الوعي والتوعية وتعميق اليقظة لكي نحاور حكومات اسرائيل من منطلق معرفتنا بحيث نوايا الاكثرية المبيّتة عند حكومات الاكثرية والتي تحاول تطبيقها عن طريق عملائها الذين يسمون انفسهم قيادة، فهذه الخيانة الدينية والاجتماعية والاخلاقية. واختتم الشيخ عطشة قائلاً:" يحق للطائفة التوحيدية الدرزية ان تتفاخر بما أنجزه أبناؤها وبناتها في حقول التعليم ومن واجب كل موحد ان يعتز بدور الفتاة الأم التوحيدية في تربيتها لأجيال عديدة جمعت بين أدب الحياة وطموحات المستقبل. فإن كانت عند أخواتنا النساء هذه الطاقات التربوية والمواهب المدفونة والعطاء المديد ألا يحق لها ان تكون في مقدمة القيادة الدرزية؟؟ أليس واجب علينا دعمها وتشجيعها لتعمل كما فعلن سابقاتها من السيدات المصونات عبر تاريخ الموحدين الدروز في القرن الاخير في سوريا ولبنان؟ وناشد عطشة تجنيد هذه القدرات والطاقات للانضمام الى مجلس أمناء الطائفة الدرزية الذي بقي الطريق الوحيد لرفع الظلم ومحابة الهيمنة لفتح آفاق جديدة، واسعة وعصرية ونحن بأمس الحاجة الى التكاتف لاستعادة هيبتنا وتعزيز ايماننا التوحيدي القويم لضمان كياننا الذي أصبح لعبة للانتهازية والترخيص، فمجلس الامناء هو بابكم ومدخلكم الى عالم جديد لبعث روح التوحيد والسعي مع التجديد.         
وألقى الشاعر سلمان دغش قصيدة خاصة بهذه المناسبة نقتبس منها: 
لله رب العرش جل جلاله                                                      رب السماء مدبر الاكوان
نحيا حياة أخوّةٍ وصداقه                                                       عهدًا يصون كرامة الانسان
درزية سنية اختان                                                             مسيحية من خيرة الجيران
جميع مَن مِن حولنا من اخوة                                                 لا فرق في الاسماء والاديان
*****
ان الثقافة لا تباع وتقتنى                                                    صور معلقة على الجدران
بل انها سهر بكل تجلد                                                      لا يحرمن منها الشريك الثاني
فمن النساء نسائنا قد نلنها                                                  بالعزم بالتدقيق والايمان
ومن الرجال من اعتلى في علمه                                          ليكون فينا بيضة القبان

 

 


المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق