مقابلة مع اميرة عراف حول تأثير حرق النفايات على البيئة
2011-12-23 14:24:53

ضمن الحملة التي تديرها وزارة حماية البيئة ضد ظاهرة حرق النفايات في البلدات العربية، والتي تمس بجودة البيئة وصحة الإنسان، بالأخص ظاهرة حرق أصحاب المحلات التجارية للنفايات داخل الحاويات القريبة منهم بادعاء أنهم يتخلصون بهذه الطريقة من النفايات. للوقوف على إسقاطات حرق النفايات على جودة البيئة والحياة، أجرينا هذا اللقاء مع السيدة أميرة عرّاف من مركز العدل البيئي في جمعية الجليل.  

في بداية حديثها تطرقت السيدة عرّاف من جمعية الجليل لظاهرة الحرق المنتشرة في الوسط العربي وقالت: "ظاهرة حرق النفايات التجارية والصناعية منتشرة جدًا وخصوصا داخل السلطات المحلية العربية. من يتجول داخل السلطات المحلية يمكنه ملاحظة مشهد غير نادر-أقل ما يقال- للحرق داخل البلدات وخارجها. كما أن الظاهرة منتشرة أكثر خارج البلدات؛ وذلك بهدف التخلص من النفايات بعيدا عن ناظر المارة وسكان المنطقة، فالناس وأصحاب المحلات التجارية  يفضلون حرق النفايات خارج البلدة. هذا الواقع لا يشير إلى وضع أقل سوءا للظاهرة، ففي أغلب الحالات، مكبات النفايات قريبة جغرافيا للبلدات العربية.

هذا الواقع مدعوم من خلال نتائج البحث الاجتماعي-الاقتصادي الثالث الذي أجرته جمعية الجليل والذي يشير إلى أن 69.5% من السكان العرب في البلاد يتعرضون للدخان الناجم من حرق النفايات على أنواعها.

ما هي الإسقاطات البيئية لحرق النفايات داخل البلدات أو الأماكن المأهولة بالسكان؟
بشكل عام، تؤدي ظاهرة حرق النفايات لأضرار عدة: أضرار صحية، أضرار بيئية وأضرار اقتصادية. تلقى هذه الأضرار بُعدًا خاصًا آخر في البلدات العربية بسبب الخصائص المميزة لتلك البلدات.

بما يخص الأضرار البيئية- تشير الأبحاث إلى وجود علاقة بين السكن قرب منطقة حرق النفايات وبين التأثير الصحي لذلك. من بين تلك التأثيرات سرطان الأطفال والكبار على حد سواء، أمراض في جهاز التنفس، أمراض القلب، تأثير على جهاز المناعة، ازدياد حالات الحساسية وعاهات الولادة- وذلك بسبب تناثر مواد سامة كثيرة للأثير عند الحرق مثل؛ الرماد المتطاير، الرماد المنخفض والديوكسين. تلك التأثيرات تزداد سوءًا عند التواجد قرب موقع حرق النفايات. أما بخصوص الأضرار البيئية- فحرق النفايات يؤدي لتلوث الهواء، تلوث الأرض والمياه ويضر بالحيوان والنبات. أما على المدى البعيد،  فالحرائق تساهم بارتفاع ظاهرة الاحتباس الحراري. وبما يخص البلدات العربية، فالحرق يضر أيضا بكروم الزيتون والمشهد الطبيعي العام، ويعيق إمكانية التطور الاقتصادي للمناطق القريبة من مواقع النفايات. كما أن حرق النفايات يحدث دخان، رائحة كريهة وتكاثر للباعوض، إضافة للمس في صحة وجودة حياة السكان القاطنين بالقرب من تلك المواقع.

أما بما يتعلق بالضرر الاقتصادي- فحرق النفايات يضر ببساتين الزيتون القريبة من البلدات العربية، فهو يضر بكمية وجودة الزيت والزيتون. إضافة لذلك، مواقع حرق النفايات غير القانونية تؤدي إلى هبوط في قيمة العقارات الموجودة بالقرب منها، وخسارة مساحات أرض تحرق فيها النفايات بشكل غير قانوني. ضرر اقتصادي آخر يتمثّل بتكلفة إطفاء الحرائق. إلى جانب كل هذا، ظاهرة حرق النفايات تنطوي عليها تهديد على السلامة والأمان، فالحريق المنتشر والممتد قد يمس بالممتلكات والأرواح.

ما هو الضرر الناجم عن حرق أصحاب الكراجات مثلا للمواد الصلبة والسائلة والتي تحوي بقايا زيوت آو شحوم السيارات؟
حرق نفايات الكراجات خطر جدا, وخصوصا أن تلك النفايات مكونة من شحوم،  إطارات سيارات. يرافق حرق مواد كتلك انبعاث ملوثات سامة وخطرة على صحة الإنسان ومضرة بالبيئة.

هل ترى حاجة لتوعية جمهور الوسط العربي لمنع ظاهرة حرق النفايات بالقرب من أماكن سكناهم؟ وكيف نمنع هذه الظاهرة؟
ظاهرة حرق النفايات ليست بعابرة أو هامشية في المجتمع العربي، لذلك هناك حاجة لرفع وعي المجتمع العربي في البلاد للحد منها. باديء ذي بدء، هناك حاجة  لدحض آراء وأفكار مسبقة وخاطئة حول حرق النفايات، مثل الاعتقاد الخاطئ بأن الحرق يحلل النفايات ويدمر الملوّثات الموجودة في المواد المحروقة. إضافة إلى ذلك، فرغم أنّ رفع الوعي لأضرار حرق النفايات يشكل شرطًا أساسيًا في تغيير الأنماط السلوكية، إلا أن ذلك وحده لا يكفي. فإلى جانب ذلك يجب إقامة بنى تحتية وتوفير الآليات المناسبة لإخلاء النفايات على أنواعها.

تنهي جمعية الجليل هذه الأيام مشروع "تخضير المصالح التجارية" والذي يجسد أهمية الدمج بين رفع الوعي وتوفير الآليات العملية. يطمح المشروع لرفع الوعي البيئي بين أوساط المصالح التجارية على أنواعها، إضافة لذلك يدمج المشروع الجانب العملي الذي يشمل توفير آليات عملية لتنفيذ أفكار بيئية؛ كتوفير المياه، توفير الكهرباء، زيادة استخدام مواد متحللة والتوفير في استخدام مواد غير متحللة مثل الكرتون، الورق وما شابه، إخلاء نفايات تحت رقابة وبطريقة منهجية لشحوم الكراجات وغيرها.
ما هي النصيحة التي تقدمها لأصحاب المصالح التجارية لتجنب هذه الظاهرة في بلداتنا؟
ننصح أصحاب المحلات التجارية تبّني نمط تفكير للمدى البعيد- عند إخلاء النفايات يجب الأخذ بعين الاعتبار المصلحة العامة. على صاحب المصلحة أن يتخلّص من نمط تفكير غير مبالي مثل "هذا لن يحدث معي". ينبغي على المواطن الذي يشاهد حاويات النفايات مليئة أن يخبر السلطة المحلية- قسم الصرف الصحي.

نحن نبارك الحملة التي تقودها وزارة حماية البيئة. الحملة مهمة وضرورية لمحاربة ظاهرة حرق النفايات. إلا أنه لا يكفي رفع الوعي  وإنما هناك حاجة ماسة لتمكين السلطات المحلية من الناحية اللوجستية للنجاح بالقضاء على هذه الظاهرة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق