النائبة ناديا حلو تنعي الشاعر الكبير محمود درويش
2008-08-11 12:03:27

بعثت النائبة ناديا حلو رسالة تعزية الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعائلة الفقيد شاعر فلسطين محمود درويش جاء في نصها:

  "بمزيد من الحزن والأسى أتقدم بأخلص مشاعر العزاء والمواساة بوفاة شاعر فلسطين المرحوم محمود درويش،الراحل في خدمة قضيته الوطنية والقومية والانسانية، فقيد الشعب الفلسطيني والأمة العربية على أسرها، والذي سيظل يضيء الطريق نحو الحرية والاستقلال.

 الشاعر محمود درويش أرسى لتجربته الإبداعية وضعاً اعتبارياً خاصاً، في المشهدالشعري العربي والعالمي، بما جعل منها لحظة مضيئة في تاريخ الشعر الإنساني. في هذه التجربة، خطت قصيدته كونيتها وهي تنصت الى قيم الحب والحرية والحق في الحياة، من غير أن تتنكر لدمها الخاص. هذا وسيبقى الناطق باسم الشعب الفلسطيني ومن حمل على أجنحة كلماته أعظم المعاني".

 

 محموِد درويش : كالكرمل بٍاق ٍ فينا

وإن غاب الجسد تظل الكلمات... فالكلمات اشد فعلاً وابقى دهراً ... بغياب محمود درويش فقد الشعب الفلسطيني والامة العربية وِاحداً من اعلامه، وفقد صوت الحق العالمي صوتاً بارزاً وقف معه وسانده... هذا الشاعر الذي كان فلسطينياً كما هي ذرات التراب التي ستحتضنه... وكان عربياً بعمق ذاكرة اللغة التي احبها واتقن نحتها.. واممياً عالمياً كما هي المحيطات التي جالها لإسماع صوت الفقراء واصحاب الحق المظلومين الذين نطق باسمهم.
فاض شعره حباً وانسانية، وكانت غربته عباءة عربية اصيلة، وكان التحامه بالمقاومة وصموده في حصار الانسانية.. رسالة الى أن للعدل والحق صوله وجولة لا بد ان تكون.. وأن البروة في بيروت, كما فلسطين في العالم باقية الى الازل.. وان دمار البيوت ونبش المقابر وتهجير البشر لن يغير من هوية المكان الذي سيبقى خالداً في كلمات درويش.

بفقدان محمود درويش تفقد القضية الفلسطينية علماً بارزاً، وصوتاً مدوياً من اجل العدل ولكن تبقى كلماته منارة تهتدي بها الاجيال نحو زعتر الجليل وخبز الامهات في ارض الوطن الذي ينتظر اللاجئين للعودة بحنين.

المؤسسة العربية لحقوق الانسان

سليم واكيم     رئيس الهيئة الادارية 

محمد زيدان    مدير عام    

                     

 

كلمة وداع للرمز محمود درويش

بقلم: إيمان – القدس
 
عندما أرسلت لي قبلتك الأخيرة يا محمود أخفيت عني أنها قبلة الوداع. إعتقدتُ أنها إشارة أخرى من إشاراتك المليون بأنك مسافر إلى إحدى مدن هذا العالم الذي صغر على حجم قصائدك، وستعود لتلهب مشاعرنا من جديد بأمسية هنا وجلسة هناك، وتتركنا دائماً في حيرة من أمرنا وتساؤل : ما الذي يخبئه في جاروره من مقطوعات ديوان جديد يا ترى ؟.
ولكنك على خلاف سفرياتك الماضية هذه المرة لم تعد، فاحتفظت بالقبلة في جيبي كآخر تذكار منك.
 
قبلتك سأطبعها على صفحة كل حجر في الجليل والمثلث والنقب والضفة والقطاع، وسأمررها على شوارع القدس وسورها العتيق حجراً حجراً كعاشق يغرق محبوبته بالقبل ليؤكد لها مدى هذا الحب.
 
قبلتك في جيبي، سأضعها على جبين كل طفل فلسطيني هو امتداد لأجيال كبرت على كلماتك التي طالما بثت فينا روح المقاومة والصمود، كل طفل من غزة حتى نابلس، من يافا حتى عكا، مروراً بأم الفحم حتى الطيبة وراهط ورجوعاً إلى بيت لحم ورام الله. فكل طفل في فلسطين هو ابن لمحمود درويش.
 
قبلتك سأرسمها على يدي كل أم ارتعش قلبها وهي تسمعك تقول: أحن إلى خبز أمي، فشعرت بأنها تصل إلى درجة القداسة وهي تتلقى قصيدتك هذه في عيد الأم، يضاهي جمالها ويفوق حلي الماس والذهب.
 
قبلتك في جيبي يا محمود، أسير بها طول البلاد وعرضها، أنثرها على أشجار اللوز الذي طالما أحببته، والزيتون الذي غازلته، والسنديان الذي ازداد روعة بمجرد أن نطقت اسمه. قبلتك أنثرها في مياه كل جدول وشلال، ثم أبعثرها في السهول والوديان والجبال.
 
تساءلت في قصيدتك الأخيرة " لاعب النرد " مَن أنا... فتأكد واعلم علم اليقين انك أنت نحن، ونحن أنت، ولو سألت أي عابر سبيل في وطننا العربي الممتد الواسع مَن هو محمود درويش لأجابك: درويش هو أنا...
 
أنت الحجر الذي يُلقى بالماء ليشكّل دوائر دوائر لتصحو الأسماك من سباتها العميق وتبدأ بالتفكير بأن تُحدث التغيير، وكم من تغيير قدناه وأحدثناه بفعل الحجر الذي ألقيته أنت يا درويش.
 
أنت الناي التي نعزف عليها ألحاننا الحزينة، وكم نحن شعب شرب الحزن حتى الثمالة والإدمان، وفي لعبة الربح والخسارة أنت دوماً الرابح حتى لو كان كل العالم خاسرين، لقد ربحت حبنا لك على مر السنين.
 
أنت الأبجدية التي نعلمها لأبنائنا قبل أن يبدؤوا بتعلم الأبجدية، أنت فنجان البابونج الساخن الذي يشفينا من مرض اليأس وينفث فينا روح الأمل.
 
أنت قصص حبنا والروايات التي قرأناها لنتعلم فنون الغرام، فزرعت فينا أقدس وأسمى أنواع الحب وأفهمتنا بكلماتك انه من سمات الشجعان.
 
أنت بنظرنا شجرة زيتون ثابتة متماسكة تأبى أن تطالها يد تحاول اقتلاعها من الأرض، وأنت بنظرنا عنب الدالية الشامخة المتمايلة التي تتباهى بجمال أوراقها تترنح من هبة كل نسيم عليل يحمل رائحة بلادي.
 
أنت القنديل الذي نهتدي به في الظلام الحالك تدلنا من أين المسار وبأي اتجاه تكون الطريق، وعندما أطلت علينا قصيدتك هذه علقناها على كل جدار لنتحدى بها سخافات هذا الزمن وسطحية الفنون والآداب المزيفة، وبمجرد أن التصقت بالحائط حتى شع نورها ولمعت منها الكلمات.
 
أنت من يحرك أحاسيسنا في عالم يفتقر للأحاسيس، وبتعابيرك نصحو من غيبوبتنا بعواصفك الرعدية، ببرقك وصاعقتك، كأنما تقول لنا " اصحوا يا بشر " !.
 
أنت من اقنعتنا بأن الحياة هنا ممكنة رغم كل جراحاتها وصعابها وعقباتها وعثراتها، فصقلت منا شعباً يؤمن بالتحدي والصمود، يأبى الركوع والخنوع. أنت لوّنت الحلم في ليالينا، وأنت استفززت فينا الذاكرة لكي لا ننسى أبدا أرضنا الخضراء ولا التلة ولا المغطس، ونبعاً يفيض حباً وربوعاً رائحتها كالعنبر.
 
قبلتك ما زالت في جيبي يا محمود، فلماذا قررت الرحيل باكراً وأنت من خطط الأزمنة والمواعيد ؟ ألم تتمكن من تأجيل موعد السفر حتى لا تتركنا مع شعور من اليُتم ؟ من سيشكو همومنا للأفق بعد اليوم ومن سيكتب مذكراتنا لتحفظها صفحات التاريخ ؟
 

قبلتك قبلة صمود وتحدٍ وأمل وحب ووفاء ووطن. أمد يدي إلى جيبي، أشد عليها بأصابعي، إنها هديتك الأخيرة لي، سآخذها معي إلى كل مكان وأعدك أنني قبل أن أموت والحق بك سوف أزرعها لتنبت منها دولة فلسطين.

 

من سميح القاسم الى محمود درويش

الى محمود درويش

على ورق السنديان

وُلدنا صباحاً

لأم ندى وأبٍ زعفران

* * *

ومتنا مساءً


بلا أبوين

على بحر غربتنا

في زوارق منورق السيلوفان

* * *

على ورق البحر،


ليلاً،

كتبنا نشيدالغرقْ

وعدنا احترقنا بنار مطالعنا

والنشيد احترق

بنارمدامعنا

* * *

والورق


يطير بأجنحةٍ من دخان

* * *

وها نحن يا صاحبي،


صفحتان،

ووجهٌ قديمٌ يقلِّبنا من جديدٍ

على صفحات كتاب القلق

وها نحن. لا نحن

ميت ٌوحيٌ

وحيٌ وميت

«بكى صاحبي»

على سطح غربته مستغيثاً

«بكى صاحبي»

وبكى، وبكيت

على سطحِ بيت...

* * *

ألا ليتَ... ليت

ويا ليتَ... ليت

وُلدنا ومتنا على ورق السنديان...

امجد المن - عندما تسيطر الأيديولوجية

عندما تسيطر الأيديولوجية الدينية والسياسية بمفهوم فكر الألغاء , ينغمس الفكر الانساني الضيق في تكفير الأخر وألغائه , محاولاً في ذلك اضغاء سياسته الدكتاتورية بالحزب الواحد والفكر الواحد.. ما يقوم به المتطرفون في العالم الأسلامي لا يحمل في طياته عدواة ضد الأخر من هو خارج الدين الأسلامي , انما مردوده ينعكس في بادئ ذي بدء على انحصار الفكرية والروحية الأسلامية بقالب التطرف والوحداوية من دون الأنفتاح على الفكر الأخر لمجرد القاء النظرة الثاقبة لتعلم ما يمكن تعلمه للأستفاده من تطوير الذات وروحيتها ..ما يترك في القلب غصة المرارة هو التهجم على الشاعر محمود درويش بعد وفاته ...مهما تفارقت نظرتنا السياسية والقومية كنا اسرائيليون او فلسطنيون , عرب او يهود , ابناء هذا العالم وكينونتة , فعلينا ان نعطي للرجل حقه من خلال ما انتج من شعرٍ يرق القلب لسماعه , عندما تغنى به مرسيل خليفة وماجدة الرومي وغيرهم , لما يحمل من معاني انسانية , وأيضا تدمع العين لقراءة مفردات الحنان لكنف الوطن وحنان الأم ووجدان الأب ويرهف القلب هو الأخر لشعر مفرادته الجمالية بأمتياز ..محمود درويش بشعره غنى للأنسان والأرض من دون ان يحصر نفسه في قالب واحد ووحيد , فهو بشعره حاول ان يكون الأنسان في كل ابعاده الثقافية والأجتماعية , الأنسان الذي ينطلق من الفكر الذي يحاول كشف شفيف للوجدانية وشيء من النور الذي يتكشف تدريجيا نظرا لارتباطه الروحي بما هو ميتافزيائي ، وتجميعه كل مستويات المشاعر في قالب الشعر الأبداعي ذات الأبعاد الأخلاقية القيمة والحياة الجمالية ...

رحم الله الشاعر الكبير محمود درويش

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق