الشاعر الفلسطينى محمود درويش في ذمة الله
2008-08-09 20:36:45

جاءنا قبل قليل خبر وفاة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش عن سن يناهز 67 عاما , وأكدت مصادر فلسطينية ان وفاة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، كانت في الولايات المتحدة حيث أجرى عملية جراحية.ويفيد مراسلنا بعدما اتصل مع ابو محمد سميح القاسم رفيق الدرب الشاعر محمود درويش وقال بأنة يعتذرعن الإجابة عن جميع الأسئلة لأنة في وضع لا يسمح لة في أن يجيب وسائل الإعلام بسبب ظروفه .

  

نبذة عن الشاعر الفلسطيني محمود درويش:

ولد درويش عام 1941 في قرية البروة قضاء عكا التي دمرت عام 1948 ليهاجر مع عائلته الى لبنان قبل ان تعود العائلة وتعيش في الجليل. وأجبر درويش على مغادرةالبلاد بعد ان اعتقل عدة مرات ثم عاد بعد التوقيع على اتفاقيات السلام المؤقتة.

 ويعتبر درويش واحدا من اهم الشعراء الفلسطينيين المعاصرين الذين امتزج شعرهم بحب الوطن والحبيبة وترجمت اعماله الى ما يقرب من 22 لغة وحصل على العديد من الجوائزالعالمية.

غالب مجادلة :   وفاة شاعر فلسطين  الذي أبى قلمه مفارقة أوراقه          

بعث وزير العلوم , الثقافة والرياضة غالب مجادلة ( المتواجد حاليا  في الصين ) برسالة تعزية الى عائلة الفقيد شاعر فلسطين محمود درويش بعد سماع خبر وفاته وجاء في الرسالة :
" بمزيد من الحزن والأسى فجعنا بهذا الخبر الذي وقع على مسامعنا كالصاعقة . لقد كان الشاعر محمود درويش أفضل من رسم صورة فلسطين الجميلة عن طريق الكلمات الشعرية , العالم العربي يقف صامت أمام هذا المصاب الاليم  , هذا الشاعر الكبير عشق قضيته وعشقه الناس  , شاعر أبى قلمة مفارقة أوراقه حتى اللحظة الأخيرة  لعشقه للكلمات النادرة لشاعر نادر الوجود  .

شاعر لم ولن يمت ما دامت أشعاره يرددها كل عربي كبير كان أم صغير, أشعاره أصبحت وستبقى تراث ثقافي وطني باق الى الابد رحمك الله وأسكنك فسيح جناته يا شاعر العرب محمود درويش  " . 

د.احمدالطيبي: فارس فلسطين ترجل قبل ان يكتب قصيدةالنصر
 
نعت الحركةالعربية للتغييرببالغ الحزن والاسى رحيل شاعرالامة وفارس فرسانها محمود درويش اثرعملية جراحية في القلب اجريت له في هيوستن تكساس.
وقالا لنائب احمدالطيبي رئيس الحركةان رحيل محمود درويش هوخسارة للشعب الفلسطيني والامةالعربية والاسلامية والانسانيةجمعاء.
لقد كان محمود درويش الاسم الحركي لفلسطين بتلالها ووديانها بفرحها وحزنها بحلوها ومرها في الوطن والشتات.
ان فلسطين بلامحمود هي فلسطين حزينة وان العالم بلامحمود هم عالم فاقد لابرزمعالمه الحضارية.
غاب عنا جسد محمود درويش ولن تغب عنا قيم الحريةوالمقاومة والشموخ والتحدي التي كان درويش رمزا لها.
رحم الله فارس فلسطين الذي ترجل قبل ان يكتب قصيدةالنصر...

وتقدمت الحركة العربية للتغيير باقتراح للجنة المتابعة العليا باعلان الحداد العام في الجليل والمثلث والنقب .

بلدية الناصرة نعي رئيس بلدية الناصرة ونوابه وأعضاء المجلس البلدي، ينعون باسمهم وباسم أهالي الناصرة عموما رسول الثقافة والإبداع الفلسطيني، الشاعر الكبيرمحمود درويش الذي غادرنا وهو في أوج عطائه، مخلفا تراثا ثقافيا وطنيا، ثوريا وإنسانيا، ساهم في رفع وتثبيت قضية شعبه ووطنه، في ضمير الإنسانية. خالدة تبقى ذكراك يا محمود رامز جرايسي رئيس بلدية الناصرة . 

 مؤسسة توفيق زياد والثقافة الوطنية والإبداع محمود درويش زيتونة فلسطين ومنارة للثائرين

 تحني مؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية والإبداع رأسها إجلالا لذكرى الشاعر الكبير محمود درويش، في يوم رحيل مبكر مفجع، وهو الزيتونة الفلسطينية الوافرة والشامخة دوما، ما كان لنفس وطنية إلا أن تغتني بثمارها، ثمار هي وقود للثورة والمقاومة.لمحمود درويش كانت علاقة مميزة، براحلنا الكبير توفيق زياد، منذ سنوات الستين توثقت من خلال لقائهما في صفوف الحزب الشيوعي، ولم تتوقف على مر السنين، وانعكست هذه العلاقة لاحقا على علاقة درويش بالمؤسسة، وفي يوم رحيل زياد كتب درويش نثرية حملت عنوان: "آخر أصوات العاصفة".

وفي الأسبوع الأخير من شهر أيلول/ سبتمبر العام 2000، حل درويش ضيفا على المؤسسة، وأقام أول ندوة شعرية له في الوطن بعد غياب سنين، في مدينة الناصرة، حضرها حشد كبير من جميع أرجاء البلاد، وكان انعقاد الندوة يوم 28 من ذلك الشهر، عشية بدء العدوان الاحتلالي على الضفة الغربية وقطاع غزة.
إن الكنز الأدبي والثوري الذي تركه درويش، سيبقى منارة لكل الثائرين من أجل الحرية، في حركة التحرر الفلسطينية وحركات التحرر العالمية، وستظل شاهدا ماسيا، على إنسان، ما وطأ أرضا قفراء إلا وأخصبها بأدبه الإنساني.
مرفق نثرية محمود درويش في يوم رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير توفيق زياد
 أوائل تموز/ يوليو 1994

 آخر أصوات العاصفة
 
في انطفاء توفيق زياد المفاجئ ينطفئ آخر أصوات العاصفة.
الغبار يعانق الغبار والشيء يشبه الشيء ولا مطر على المشهد...
بيد أن هذا المسافر، أمس، كانت طلائع عالمه القديم قد سافرت من قبل، وبقي هو حيث شاءت لغته... قابضا على شبكة الأعصاب التي تربط الفكرة بحاملها.
كم كان يتمزق أكثر، كلما رأيته أكثر:
كان يودع الذاهبين، من بشر وأفكار وأحلام، لكنه لم يذهب معهم إلى طقس الندم. إذ، لا يقاس صواب الفكرة بمدى نجاح الفكرة المضادة. ولا تقاس جدوى الحرية بمدى قدرة الاستبداد على الفتك والاستبعاد.
ولا تحاسب العدالة بمقياس قدرة الظلم على أخذ بعض المثقفين إلى جماليات لوم الضحية!.
وهو لم يمت من قبل في مرّة سابقة، كما يواصل الموت أحياء لا يعرفون أنهم موتى. ولم تأخذه الحيرة إلى التساؤل عن الأرض التي سيموت فيها ولا عن الطريقة التي سيموت بها...كان يريد أن يموت هناك، لأن في وسعه أن يموت هناك.
كان يعرف أنه سيموت في حادث التصادم التاريخي، على مفترق الطرق التاريخي، حيث يرتطم الثلاثة الكبار: الماضي والحاضر والغد، في فوضى الانعطاف.
بين أريحا، أقدم المدن مبنى، وبين القدس، أغنى المدن معنى، كان الشاعر الحائر فيه ينتشي بخط العودة على خطى المفارقات الناضجة.
كان يقود قطيع أحلامه المشتت إلى مرعاه المحاصر بالجفاف. ولكن حفنة من الحلم في قبضة يده كانت كافية لأن يغمض عينيه على ختام النشيد الدامي.. نشيده الطويل.
ونشيده، نشيد توفيق زياد، الذي نحته من عتبة بيته الفقير في الجليل، سرعان ما تحول إلى صوت الفقراء الحالمين برغيف نظيف وحرية عادية. لقد حفر اسمه الشخصي والجماعي، في آن، على جذع زيتونة صارت هوية، لأن الذائقة العامة عثرت فيه على مرآة واضحة لصورتها، وعلى معنى أوضح لكرامة السنديان فيها فقط. بل لأنه رمى في بحيرة الشعر الساكنة آنئذ، أحجارا حركت الموج، فلم تعد "أنا" الشاعر تقيم في داخله وحده، بل صار في وسعها أن تكون مشهدا عموميا تمر فيها السابلة.
هكذا ارتفعت درجة الحرارة في الكلمات وسار الشعر إلى طقسه الاحتفالي العام. وصار جزءا من حياة، حياة مأهولة بالسكان.. بأسمائهم وأشيائهم وغربائهم.
وكنا أصغر منه، أصغر منه قليلا. وكنا نعجب: أيتسع هذا الشعر لكل هذه الشوارع والساحات؟ أيتسع السجن، سجننا، لكل هذا الهتاف، لكل هذه النوافذ؟
وكنا نتعلم..ومن القصيدة إلى المظاهرة، من المظاهرة إلى الزنزانة إلى فضاء اللغة.. كان توفيق زيادة يصير إلى ظاهرة: إلى قائد وإلى بطل ورمز، يلهب الحماسة والمرح ويزوج الحرير للحديد، وكان هو، كما هو الحماسة والمرح، هو الحديد والحرير، وهو الحث على الحياة، وعلى حب الحياة حتى نشوة الصعاليك.
وكنا نتعلم.. وهو أحد أبراج القلاع الأخيرة، ذات الأجراس القصوى، المطلة على جهات اللازورد وعلى شمال الباقين، حيث هم، في عيد العلاقة الأبدية- الأخضر والأسود.. بين شعب وأرض وتاريخ.
هو العلامة الشاهقة على شمولية الواجب، وعلى وحدة المستويات المنسجمة في ذات الفرد. وهو أحد أسماء الجليل العالي، العالي إلى ما لا نهاية.
وفيه، أكثر مما في سواه، التموج الهادئ والعاصف بين صلابة الفرفحينة وبين سيولة الرخام!
 
فإلى من أشير بعد الآن؟
ومع من أضحك حتى آخر الشارع؟
مع من أكسر نظام الزجاج؟
مع من أستعيد الحكاية؟
ولمن أتهيأ للزيارة هنا، أو هناك؟
 
آن لي ان أعرف، وأن لي أن أعترف بأن أشياء كثيرة تموت فيّ، تموت فيّ على مهل على مهل، في أوج هذا الفراغ. ولم يعد للعاصفة صوت.

 محمود درويش

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق