بعد الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، وعودته الى أحضان عائلته في مستوطنة متسبيه هيلا في الشمال سالماً لا سيما وقفة الشعب الإسرائيلي وراء هذه الصفقة الحاسمة ودعمها، رغم الانتقادات الكثيرة التي وجهت صوبها، توجهنا الى منزل مجدي حلبي الجندي المفقود منذ ست سنوات والذي طال غيابه لنلتقي بوالديه نظمي وفهميه حلبي ولنستمع الى شعورهم وهم يشاهدون هذا المنظر والذي طالما حلما أن يتحقق مثله لابنهما مجدي. أردنا أن نستمع الى موقفهم والى رأيهم وشعورهم وهم ينظرون من بعيد الى التطورات في هذه القضية.

أردنا أن نستمع الى رأيهم إن كانت الدولة تعمل كل ما بوسعها لإيجاد طرف الخيط في قضية مجدي حلبي وذلك لوقف معاناتهم كما أوقفت معاناة عائلة شاليط. وقفنا نتمعن باللحظات القاسية التي تمر بها هذه العائلة وكيف أصبحت قضيتهم قضية خاصة يتناساها الجميع وهم يعودون في كل مناسبة ليذكرونا أن مجدي حلبي إبنهم لم يعد الى منزله ولعائلته فيصرخون ليسمع صوتهم عالياً ولتبقى القضية على طاولة العمل غير منسية.
نظمي حلبي تحدث بإسهاب عن أنه تمالكه شعوراً جيداً حين حُرر جلعاد شاليط، وإنه كان على اتصال دائم مع هذه العائلة وزار خيمتهم ووقف الى جانبهم لأنه يشعر ذات الإحساس، فقال لموقع المدار "نحن نفرح لعودة هذا الجندي لأهله ومنزله وقد وقفنا الى جانب هذه العائلة في أزمتها وأعطيناهم الدعم المعنوي الكافي".

ماذا كنت تقول لرئيس الحكومة بعد اتمام هذه الصفقة؟
نظمي حلبي: كنت وعائلتي عند رئيس الحكومة قبل ما يقارب الأربعة أشهر ويومها وعدني ووعد زوجتي وأولادي بأنه سيعيد مجدي في أقرب وقت الى منزله. واليوم أتوجه لحكومة إسرائيل بأن تصحو قبل فوات الأوان وأن تعطي حق الأولوية لمجدي حلبي بعد إتمام صفقة شاليط وأن تعمل جاهدة من أجل الوصول إلى حل في هذه القضية.

ما هو شعورك بعودة شاليط؟
فهميه حلبي: عودة شاليط أعطتني الأمل بأن يعود إبني كما عاد شاليط وأن أحضن إبني وأقبله كما فعلت أفيفا شاليط والدة الجندي جلعاد وأهله.

هل تحلم بعودة مجدي كما عاد شاليط وهل تعتقد أنه سيأتي يوماً يحصل هذا الأمر؟
نظمي حلبي:  نعم ان أملنا كبير بدون شك، ودائماً تحدثت أننا لم نتوقف للحظة عن البحث والعمل لإعادته وسنستمر بذلك. سنعمل بكل الجهد والطاقات والقوة ومهما كلف الأمر ليعود مجدي الى منزله وعندها سنقيم إحتفالاً لم يحصل مثله في دولة إسرائيل.
فهميه حلبي أوضحت لنا أنها تحلم بعودة مجدي إبنها وهذا هو الأمل الذي يعطيها القوة بالوقوف على رجليها ومصارعة الحياة والظروف الصعبة. تنتظر عودة مجدي إليها لتحتفل به رغم أنها لم تستمع حتى الآن الى صوته وحتى أنه لم يصل أي خبر منذ اختفائه.

في قضية مجدي، هل يوجد أي تقصير من قبل الدولة والأجهزة بالعمل للعثور عليه؟
نظمي حلبي: أنا أعرف أن الحكومة والأجهزة تعمل الكثير، لكنني أعتقد أنّ هناك تقصيراً، فلا يكفي ما يقومون به لإعادته عليهم أن يعملوا بطرق أخرى وأسلوب آخر لكي يعيدون مجدي وزملائه.
فهميه حلبي أضافت أنها تشعر بأن هناك تقصيراً ويجب العمل بشكل أفضل وقالت: أطلب منهم أن يعملوا بكل ما لديهم من طاقات لإعادة ابني إلي ولإخوته.

لو فرضنا أنه مخطوف ماذا كنتما تقولان للخاطفين؟
نظمي حلبي: لو كنت أعلم أن مجدي مخطوفاً لعملت ما بوسعي وقوتي للوصول اليه ولإعادته مهما كلفني الثمن، وكنت سأبذل جهدي بكافة الطرق والأساليب، وسأعمل ما يفوق بأضعاف عمل دولة إسرائيل في هذا المجال. لو كنت أعرف أنه مخطوفاً لتوجهت الى عدة جهات من سوريا ولبنان وسأستعمل وأجند كل العلاقات والمعارف مع القيادات الدرزية في الدول العربية.
وإذا كان مجدي مخطوفاً او محتجزاً، وهذا قد يكون وارداً ونأخذه بالحسبان، فأنا أتوجه للخاطفين بإعادته وذلك من الناحية الإنسانية لأن كل ولد سيكون غالياً على أهله وذويه وهو أغلى ما في الدنيا. عليهم استعمال الطرق الدبلوماسية من أجل إعادته ونحن سنبادر لدفع وتقديم كل ما يطلبونه مهما كلف الأمر.
فهميه حلبي: أتوجه للخاطفين بأن يشعروا ما أشعره وأقول لهم أنني أشتاق لابني، وانتظر عودته سالماً وعليهم أن يقدروا ما نعانيه منذ ستة سنوات من ألم وحسرة.

هل أنتم مع الصفقة التي توصلت اليها الحكومة لإخراج شاليط وعودته الى منزله ؟
نظمي حلبي: نعم، رغم النقاش الواضح حول هذه الصفقة فأنا أؤمن أن الدولة من واجبها إعادة جنودها الى أهلهم سالمين مهما كلف الأمر من ثمن وذلك من باب الإنسانية والاحترام للإنسان وشعوره.