إقبال كبير على العرض الاحتفالي لمسرحية "نافخ البوق"- أحدث أعمال مسرح الكرمة في حيفا
2008-07-28 14:13:54
شهد العرض الاحتفالي، الذي أقامه مسرح الكرمة في حيفا لأحدث أعماله المسرحية- "نافخ البوق"، مؤخرًا، إقبالاً كبيرًا من جانب الجمهور العربي في المدينة وخارجها، والذي ضاقت به مدرجات قاعة المسرح. كما أن العمل نفسه لاقى إعجاب المشاهدين، سواء من حيث موضوعه أو من حيث مستواه الفنيّ.

والقى الناقد انطوان شلحت كلمة استعرض فيها المسرحية من نص أدبي وإخراج وتمثيل كما تحدثت المحامية وفاء فاهوم عن أهمية المسرح وأسلوب المسرحيةالناقد والساخرووزعت على الممثلين والمخرج وطاقم المسرحية باقات ورود في اختتام العرض الاحتفالي.

 
مسرحية "نافخ البوق" مأخوذة عن قصة أجنبية للكاتب روبرت براونينغ، وقد أعدها للمسرح وأخرجها نبيل عازر، وصمم موسيقاها ريمون حداد وملابسها كيتي أيوب، وتولى إدارة إنتاجها قاسم شعبان، وأشرف على تقنياتها عنان أبو حاطوم والياس حداد.
 
وشارك في أدائها كل من خالد عواد وسعيد سلامة ولبنى بقاعي وصافيناز خطيب ورنين الشاعر.
 
تجري أحداث المسرحية في قرية "كفر جوا"، التي يعاني أهلها من القارص والهسهس، ولا يكون في وسع أحد، ولا حتى رئيس المجلس المحلي، صاحب النفوذ والقوة، أن يقضي عليها.

 

لكن يبدأ التغيير عندما تأتي إلى القرية، ذات يوم، نافخة بوق (عازفة) غريبة. ويتضح أنها بمجرّد أن تعزف تختفي الحشرات كليًا ويرتاح الناس من وطأة مضايقاتها.
 
غير أنها بالمقابل تشترط على رئيس المجلس أن يبني مركزا ثقافيا في غضون سنة واحدة، وإلا فإنها ستعيد الحشرات إلى القرية.
 
يوافق الرئيس، ولكن بضغط من المقربين منه يحوّل بناية المركز الثقافي إلى قاعة أعراس، وهكذا يحرم أهل قريته من مشروع حضاري، ويستعيض عنه بآخر لا تعاني القرية نقصًا فيه،  فتكون النتائج وخيمة وقاسية جدا على الجميع.
 
تطرح المسرحية مشكلة التناقضات الحادة التي يعيشها مجتمعنا الفلسطيني في داخل إسرائيل، وعجزه عن حل مشاكله وتضييعه فرصا كثيرة لو استغلها كانت تؤدي إلى تقدمه وتطوره .

 

ويمكن القول إنه بالإضافة إلى الظلم والتمييز اللاحقين به، فإن مصائب ومشاكل هذا المجتمع تتفاقم بسبب تعلقه بالقشور، ولهاثه وراء المظاهر الخارجية، وتمسكه بقيم سلبية مختلفة تبقيه مجتمعا غير ديمقراطي يجعل من الانتخابات، مثلا، سببًا للخلاف والكراهية بين الناس وتعميق النزعة العائلية والطائفية، بدلاً من التنافس على خدمة الجميع.
غير أن الأخطر من هذا هو عدم إعارة الثقافة والوعي الثقافي الأهمية المطلوبة، باعتبارهما الوسيلة الأمثل للتطور، والأمل الوحيد للتقدم.
 
وبالتالي فهو يبقى مجتمعا غارقا في مستنقع الحياة الراكدة، يحك ويهرش، يبكي ويضحك، متأرجحًا بين المآتم والأعراس، التي تصبح ممارسته الثقافية الوحيدة.
 

وبهذه المسرحية يكون مسرح الكرمة قد تمكن من إنجاز ثلاثة أعمال جديدة خلال الشهرين الفائتين. وقد بدأت سلسلة عروض لمسرحيتين سابقتين للصغار. ومن المتوقع أن تبدأ العروض الرسمية للمسرحية الأخيرة، المخصصة لجمهور الكبار، في شهر رمضان القريب، وذلك في مختلف أنحاء البلاد.

 

وأعرب المدير العام للمسرح، المخرج قاسم شعبان، عن ارتياحه من هذا الإقبال الكبير للجمهور، والذي يشكل تحديًا يحث إدارة المسرح على تقديم المزيد من الأعمال الفنية المتميزة، من خلال التعاون مع مبدعين مسرحيين جدد في مختلف المضامير.  

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق