هادي زاهر أخي  العزيز سعيد.. أسعد الله أوقاتك، أما بعد. بودي الإعراب عن وجهة نظري حول فعالياتك المباركة التي نريدها أكثر كثافة، ذلك لعدة أسباب، منها لأن السلطات الإسرائيلية وبعد أن فصلتنا عن أبناء شعبنا استفردت بنا وضاعفت في اضطهادها لنا.. أمعنت في حجبها لمستحقاتنا وفي تضيقها الخناق علينا بدلا من توسيع مسطحات قرانا لاستيعاب الجيل الجديد.. تركت قرانا بدون تصنيع ليبقى شبابنا فريسة البطالة وتمادت على ما تبقى لنا من ارض الأمر الذي جعلنا في أسفل السلم الثقافي والاقتصادي، وإزاء كل ذلك وغيره وجب علينا التصدي لهذه السلطات بحدة.. طبعاً نحن لا نعقد الأمل على أعضاء الكنيست الذين يندرجون ضمن المشروع الصهيوني الذي يبغي السيطرة على الأرض.. نحن ندرك تماما بان عضو الكنيست من هؤلاء  قد يظفر ببعض الفتات. ولكنه عندما يتعلق الأمر بالقضايا الجوهرية.. عندما يتعلق بالأرض يتهرب تحت مختلف الحجج.. من هنا نعقد الأمل الكبير عليك كونك تندرج ضمن الإطار القومي الذي يرى في كل الطوائف العربية شعب واحد .

أخي العزيز سعيد كم افتخرنا بك قبل أيام عندما كنت عضو الكنيست الوحيد الذي قدم للتضامن معنا في مظاهرتنا الأخير المتصدية لمصادرة أراضينا في ( الجلمة والمنصورة ) والتي أقيمت في مدخل قرية عسفيا.. وقبل ذلك كم كنا سعداء عندما تحديت حكومة  القهر ورتبت لأهلنا زيارة لسوريا.. لقد قمت بعمل إنساني وبطولي لا يقدر بثمن،  وهو تمكين لقاء الشقيق مع شقيقة  بعد فراق حوالي 60 عاما.. بل تمكين الابن لأن يلتقي مع أمه وأبيه  قبل أن يغادروا الحياة.

أخي العزيز سعيد بودي أن الفت انتباهك لأمر تعرفه جيدًا، وهو أن الاهتمام بأمر عادة ما يأتي على حساب الاهتمام بأمر أخر.. وهنا تحديداً اهتمامك بكتابة القصة القصيرة.. (وإنتاجك منها غزير ما شاء الله)  يأتي على حساب اهتمامك البرلماني.. من هنا عليك في هذه الفترة بالذات أن تتفرغ كلياً لعملك البرلماني.. نحن بحاجة إليك هناك.. إن ساحتنا الأدبية لن نخسر كاتباً عملاقاً إذا أجلت مشروعك الأدبي من اجل أن تقوم بأداء الرسالة التي أوكل إليك تأديتها في الوقت الحاضر على أكمل وجه، خاصة وان إنتاجك الأدبي على مستوى متواضع، ولو ألقينا نظرة على كافة المجالات ولنأخذ مثلاً الشاعر فاضل علي نجد انه تنازل عن نظم الشعر كي يتقن كتابة قصة الأطفال أكثر.. كاتب هذه السطور يستطيع أن ينظم القصيدة ولكن عندنا ما يكفي من شعراء لذلك أهتم بكتابة القصة القصيرة والمقالة النقدية الساخرة التي تنشر في موقعكم بشكل دائم وأمل أن لا تتوقفوا عن النشر بعد هذه المقالة.. ولو أخذنا المجال الفني، ما زلت أذكر قول أم كلثوم والتي بررت به عدم احترافها للتلحين بعد أن لحنت لنفسها لحنين،  قالت: " أفضل أن أكون درجة أولى في مجال فني وأحد على أن أكون درجة ثانية في مجالين " 
أخي العزيز سعيد أتابع نشاطاتك في مجال التصدي لبرامج السلطات، وفي  مجال التشريع الاجتماعي والتي تمتنع وسائل الإعلام الإسرائيلية عن النشر عنها بما فيه كفاية لسبب معروف.. انك عضو برلمان جيد ونحن لا نكتفي بذلك؟!! نريدك عضو برلمان جيد جدَا.. بل ممتاز..  لا تقل لي أن هناك تناقض في رسالتي هذه، فرسالتي تأتي من باب (العشم) الكبير كي ترمي بكامل ثقلك في هذه المرحلة في عملك البرلماني والأمور الأخرى لاحق عليها؟!! وذلك نتيجة لوضعنا الخاص وكونك تختلف عن الآخرين ممن ذكرتهم ضمناً.. 

أخي سعيد أنت تدرك تماما بان السلطات ربت جيلًا على الولاء من خلال البرامج الدراسية الخاصة ومنذ صفوف الدنيا حتى أن بعضنا رغم كونه مضطهدًا يعتقد بأنه يعيش في بحبوحة؟!! كما أن البعض يجد للسلطات المبرر لمصادرة أرضه؟!! وهناك من يسمي أولاده على اسم مغتصبي أرضه؟!!.. هل ذلك من عجائب الدنيا السبع؟!!.. إننا أمام عملية غسل دماغ رهيبة.. غسيل الدماغ هذا مسح من ذاكرة الكثيرين كافة الموبقات التي ارتكبت بحقنا وعلى رأسها اغتيال عدد من الجنود دروز داخل معسكراتهم واختفاء آخرين.. ( يجب فتح هذا الملف ) أخي العزيز ان السلطات أبقت بل ضخمت تجاوزات أحداث سنوات الثلاثين من القرن الماضي فأنستنا الحاضر وأضحينا نعيش في بئر مخلفات الزمان من شيء كان وشيء ما كان.. وأمام سيكولوجية مريضة.. وهنا نحن لسنا بحاجة لإضاعة وقتك في كتابة القصة القصيرة، هذه  المهمة يمكن لغيرك أن يقوم بها.. نحن بحاجة إلى وضع خطة لمواجهة هذه الإشكالية الخطيرة.. خطة يساعدنا على تنفيذها أبناء شعبنًا كي ننهض قبل أن ندفن روحياً وإنسانيا.. وفي ظل بساطة شعبنا وتقاعسه عن إيصال 25 عضو برلمان ضمن أطرنا الوطنية.. وفي ظل التشريعات العنصرية الفاشية الباغية (خوزقة) كل ما هو عربي.. في ظل ذلك نحن بحاجة إلى أن يبذل كل عضو برلمان جهودًا أكثر من مضاعفة، لسد الفراغ وتقليص الضرر القادم المبرمج ضد أبناء شعبنا كله . 
أخي العزيز سعيد نريدك في كل ساحات النضال.. لا نريد أن نترك الميدان لحميدان كما يحدث كل عام في مقال النبي شعيب عليه السلام حيث يحضر أعوان السلطة ويلقون الخطب  التملقية ويحضر أحد المسؤولين الحكوميين كي يهدد الدول العربية وحركات التحرر في الوطن العربي من المقام الشريف.. أخي علينا أن نحضر هذه المناسبة وغيرها ونعمل كل ما يخدم أهلنا . 
 
حضرة الأديب الكبير الأستاذ هادي زاهر المحترم عضو إتحاد الكتّاب العرب – حيفا الحائز على جائزة "لجنة التفرّغ" في وزارة الثقافة، ممهورة بتواقيع: الوزيرة ليمور ليفنات أدام الله فضلها - الرئيس سعادة القاضي فارس فلاح أطال الله في عمره - السكرتير المحامي مصلح قبلان أدام الله بقاءه تحيّة عشششششميّة وبعد . ألموضوع: رسالة شكر وامتنان وتقدير وعرفان 

لا أريد أن أطيل عليك خوفا على وقتك الماسيّ رغم أنك متفرّغ، فإني أبعث إليك خالص شكري وامتناني وتقديري وعرفاني على الفضل الذي أسبغته عليّ في رسالتك (مقالك) وخصوصا أنه مرسل لموقع عرب ال-48 القوميّ، وكان سيزيد شكري وامتناني وتقديري وعرفاني لو كنت تفضّلت وكتبت مقالا نقديّا لما أسميته قصصي القصيرة هذا طبعا إذا كانت تستحق نقدا من أديب لامع متفرّغ مثلك فكان هذا سيزيدني شرفا، إلا إذا كانت "قصصي" لا تستأهل نقدا من عملاق أدبيّ وفي هذا خسارة كبرى لي. على كلّ حال:

أولا: أستميحك عذرا أني تطاولت على حقل الأدباء العظماء.ثانيا: موقعنا لا يستغني عن قصصك "الطهحسينيّة" وعن مقالاتك "العبّوديّة" فلا تخف، وسنبقى ننشرها رغم التعب الذي تسببه لنا في تصليحها إملائيّا ولغويّا وقواعديّا. ثالثا: أعدك وعدا صادقا أن لا أمدّ يدي "من اليوم وطالع" على قلم لكتابة قصّة إلى أن أنضج، وإن نضجت وكتبت لن أنشرها إلا بعد أن أعرضها عليك لترشدني. رابعا: لو كان "محركك" الحقيقي ما جاء في رسالتك (مقالك) لكنت لعنتك بدل أن أشكرك تماما مثلما لعنتَ الناقد نور عامر عندما قال عنك "لو تستريح لكان أفضل لك". خامسا: رحم الله مارون عبّود حيّا وميتا.مع فائق العشششششم سعيد نفاع