موجة من الإحتجاجات والاعتصامات الشعبية العامة تعم البلاد في الأيام الأخيرة وتطالب الحكومة الاسرائيلية ، والمؤسسات المدنية العامة بتحقيق العدالة الاجتماعية، وتقديم الحلول المناسبة لعدة مشاكل ومصاعب يعاني منها المواطن ضمن ظروف معيشية صعبة باتت لا تحتمل، مثل رفع الأسعار وجباية الضرائب المرتفعة ( منها غير استحقاقية كما يدعي البعض! ) وعدم حصول المواطن العربي على كافة حقوقه المدنية والاجتماعية، ووضع العراقيل أمامه تحت غطاء قوانين أُستُنبطت فقط كي تعرقل مسار حياة إبن الأقليات، ولتمنع منه توسيع بقعته الإستراتيجية ! وعلى وجه الأخص فيما يتعلق بتراخيص البناء وتوسيع الخرائط الهيكلية في عدة بلدان وقرى عربية، وعلى وجه الأخص  في القرى الدرزية! .

قرية حرفيش منذ أعوام وهي تخوض صراع دائم مع السلطات المدنية ولجان التنظيم القطرية حول الأزمة السكنية التي يعاني منها أبناء القرية لعدم إعطاء المستحقين قسائم بناء بموجب ما ينصه القانون وبالتحديد فيما يتعلق بالجنود الدروز المسرحين، إضافة لعدم إعطاء التراخيص والتسهيلات اللازمة للمواطنين الذين يحق لهم بناء بيوتهم في أراضيهم وملكهم الخاص بحجة أن القطع والقسائم الخاصة خارجة عن نطاق الخارطة الهيكلية للقرية، ومن جهة أخرى المؤسسات واللجان التنظيمية  تعمل على عدم تقديم التأشيرات المطلوبة لهذا الغرض تحت غطاء قوانين ووضع عراقيل تنظيمية غاية في التفاهة البيوقراطية! التي ما أوْجِدَت إلا لتحد من توسيع الدائرة الحدودية للقرى العربية  والدرزية، وتعطيل تقدمها التطوري بشكل عام .

في ظل تفاقم الوضع  في قرية حرفيش أقيمت لجنة خاصة على يد بعض أبناء القرية لمتابعة مجريات الأمور، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة للأزمة السكنية بشكل خاص، وذلك بإستغلال كل ما هو متاح من سبل النضال السلمي والقانوني، وتكثيف المطالب، والضغط على المؤسسات والسلطات المسؤولة حتى يتم تحقيق الهدف المنشود.

أعضاء لجنة المتابعة هم السادة: مدير قسم التربية والتعليم في حرفيش السيد فواز حسين – المهندس المعماري السيد وفي سلامة - المحامي السيد طليع بدر – مدير " دورية الأهالي " في حرفيش السيد فؤاد شرف – السيد علي سابق – الاستاذ السيد رائد عامر – ومدير مركز الشبيبة في حرفيش السيد جمال فارس.

في يوم الأحد  الموافق 2011 / 7 / 31  نَصبَت لجنة المتابعة خيمة اعتصام في المدخل الغربي للقرية لتكون بمثابة شعار ومقر للتعبير عن المطالبة في العدالة الاجتماعية وتحقيقها على أرض الواقع وليتم من خلال وقوف سكان القرية جنباً الى جنب ويداً بيد، والتعاضد حول مطالبة الجهات المسؤولة في حل الضائقة السكنية في القرية، وذلك عن طريق تظاهرات حضارية احتجاجية سلمية وقانونية، بعيدة عن أي شكل من أشكال العنف. بناء على ذلك دعي يوم أمس الإثنين سكان القرية للتجمع في الخيمة ولرفع شعارات تطالب في تحقيق العدالة الاجتماعية.

في صباح يوم أمس بادر بعض سكان القرية  في الحضور الى خيمة الاعتصام.. وكانت أول التجمعات عضوات المشروع النسائي " بيت غَزْل ستي " حيث حضرت العضوات الى الخيمة تترأسهن مديرة المشروع الآنسة عفاف غانم، وذلك لهدف دعم المبادرين ولجنة المتابعة في موقفهم المشرف، والمشاركة في الاحتجاج الشعبي بشكل عام. في الخيمة كان للسيدات حديث مع رئيس المجلس المحلي السيد صالح فارس من خلاله أعربت النساء عن وقوفهن مع أبناء القرية ، وطالبت السيدات رئيس السلطة المحلية أن يعمل جاهدا لحل الأزمة السكنية التي يعاني منها سكان القرية، وفي المناسبة قام السيد صالح فارس بإطلاع  النساء على العديد من الأمور وشرح لهن الخطوات التي تقوم بها السلطة  المحلية لحل الأزمات والمشاكل التي تمر بها القرية بشكل عام .

أيضا في ساعات  صباح  يوم أمس حل ضيفا على خيمة الاعتصام الأمين العام للحزب الشيوعي في إسرائيل السيد محمد نفاع الذي حضر خصيصا ليتضامن مع أبناء حرفيش في نضالهم الصادق والعادل.

تحت نداء متكرر وجهته لجنة المتابعة لسكان القرية.. تجمعت مجموعة من سكان القرية مساء أمس الإثنين في خيمة الإعتصام للمشاركة في موقف أولي احتجاجي سلمي وقانوني يهدف الى أخذ موقف صارم وبداية احتجاجات متكررة ومتابعة خطوات فعلية  تتبعاً للأحداث حتى يتم تقديم الحلول اللازمة والتسهيلات المطلوبة للأزمة السكنية في القرية من قبل الجهات المسؤولة واللجان التنظيمية اللوائية.

شارك في الإعتصام العديد من سكان القرية من مشايخ وشباب، وجهاء وشخصيات من المجالات الاجتماعية والتربوية ، وأعضاء من الجمعيات والحركات الشبابية في القرية. كما ودأب رئيس السلطة المحلية السيد صالح فارس على مواكبة الاحتجاجات والتعاضد مع لجنة المتابعة وسكان القرية في نداءهم الصادق، وبناء على ذلك.. السلطة المحلية في حرفيش أضربت عن استقبال الجمهور وتقديم الخدمات الاعتيادية، وأعلنت الأضراب كما فعلت بعض السلطات المحلية في بعض القرى والبلدان الأخرى.

عضو لجنة المتابعة السيد  فواز حسين افتتح الاحتجاج بكلمة شكر  بها سكان القرية على حضورهم وتكاتفهم في هذا النضال الصادق لحل الأزمة السكنية، ومن ثم أطلع الحضور على بعض الخطوات الأولية التي وضعتها اللجنة ضمن برنامجها والتي يجب أن يلتزم بتنفيذها سكان القرية من أجل تحقيق المطالب وحل الأزمة السكنية في حرفيش. بعد كلمة السيد فواز الافتتاحية ألقيت عدة كلمات ومداخلات من قبل السادة: عضو لجنة المتابعة المهندس وفي سلامة - رئيس المجلس المحلي السيد صالح فارس - الأستاذ الكاتب  نمر نمر - الأستاذ يوسف شنان – عضو لجنة المتابعة الأستاذ رائد عامر – عضو لجنة المتابعة المحامي طليع بدر، جميع المداخلات تمحورت في صلب الموضوع ألا وهو مطالبة الحكومة والجهات المسؤولة في حل الأزمة السكنية في حرفيش .

خلال الإعتصام فُتح المجال أمام الحضور للتعبير عن رأيهم وعما يخالج صدور أصحاب الحق المسلوب! وعلى وجه الأخص الأوساط الشابة والجنود المسرحين المحرومين  من بناء بيوتهم حتى على أرضهم وفي ملكهم الخاص! وفي خضم التجمع الاحتجاجي أعرب جميع الحضور عن أهمية متابعة مثل هذه الاحتجاجات السلمية، ومن هذا المنطلق جدد أعضاء لجنة المتابعة دعوتهم لسكان القرية  للحضور غدا وللتواجد المستمر في خيمة الاعتصام وفي الأيام القريبة للتنسيق ولوضع الخطوات القادمة لبرنامج الاحتجاج .