جرى مؤخرا، احتفال مهيب بمناسبة مرور عام على رحيل فارس الكلمة، الشيوعي العريق، رئيس تحرير "الاتحاد" الدكتور أحمد سعد، حيث تقاطرت جماهير غفيرة من المثلث وحيفا وعكا وشفاعمرو ووفود من مختلف قرى الجليل، وشملت أعضاء كنيست وكتاب وشعراء ورؤساء وأعضاء مجالس، ورفاق ورفيقات وقادة الحزب والجبهة والشبيبة وإدارة وتحرير "الاتحاد"، وأقارب وأصدقاء، غص بهم نادي الصداقة في كفرياسيف، مؤكدين بحضورهم المميز أن أبا محمد قد رحل بشخصه لكن ذكراه العطّرة تغمر نفوس ووجدان أبناء شعبه وكل محبيه، مقدرين دوره وشموخه وعطاءه وإخلاصه لمبادئه وشعبه، متسربلا الأممية ومحبة الناس كل الناس.. 
هذا وقام وفد بوضع أكاليل من الزهور على مثوى الدكتور سعد. واختصر الموقف المؤثر النائب محمد بركة، قائلا: نقف اليوم أمام مرقد شيوعي أممي من الطراز الأول أفنى حياته في خدمة المبادئ والقيّم الأممية. واليوم لم نأت لنودع، بل جئنا نجدد العهد بالحفاظ على طريق الحزب والجبهة، طريق احمد سعد ورفاقه، ثم تطرق بركة لبعض المهام والأعمال التي كانت تشغل بال الراحل احمد سعد. مضيفًا، أن من أجل كل هذا لا يسعنا إلا ان نقول لك أيها الرفيق احمد، نم قرير العين مطمأنا فالطريق بخير والرفاق بخير ونحن حتما نسير في طريق مضفرة.

ستبقى مثالا ساطعا ونبراسا مضيئا

اما المهرجان الخطابي فتولى عرافته د. كميل خوري سكرتير فرع الحزب الشيوعي في ابوسنان وتم افتتاحه بالوقوف دقيقة صمت بعد عرض فلم تناول مقاطعًا من حياة ونضال احمد سعد لجانب رفاقه من قادة وجماهير الحزب الواسعة. ثم عدد خوري بعض المهام التي القيت على الراحل سعد وأنهى خوري كلمته قائلا: رحلت عنا ايها الرفيق لكنك باق فينا بروحك وفكرك وعطائك وأبحاثك، قائدا امميا شيوعيا. 

سنحتفل بمئة عام على تأسيس حزبنا الشيوعي

السكرتير العام للحزب الشيوعي الرفيق محمد نفاع تطرق في بداية كلمته الى مسقط رأس الدكتور احمد سعد، قرية البروة المهجرة، والتي أنجبت القادة والمقاتلين والمبدعين وذات النسيج الاجتماعي الذي يحتذى به وأبت يد الغدر والتشريد الا هدمه.. 
وتابع الأمين العام كلمته بالإشارة الى انعقاد مؤتمر السادس والعشرين للحزب في أواخر هذا العام والاستعدادات والترتيبات الجارية للاحتفال بعد سنوات قليلة بمرور مئة عام على تأسيس الحزب الشيوعي، متوخيا من الأجيال الشابة والأقلام الوطنية والمخلصة التجنّد والوقوف في وجه كل من يحاول تزييف وتسويف هذا التاريخ الناصع، وذلك حفاظا على الأمانة التاريخية، والتي تجنّد الى نصرتها فقيدنا الدكتور احمد سعد، وبرحيله ترك فراغًا كبيرا في مختلف المرافق والأعمال والنشاطات، ونحن على ثقة بأننا جميعا على قدر من المسؤولية، نواصل الطريق. 

سيبقى صوت "الاتحاد" مجلجلا

اما كلمة الاتحاد فقدمتها رئيسة التحرير عايدة توما ـ سليمان حيث قالت: عندما تغيب قامات وهامات مرفوعة تبقى ظلالها المستفيئة بشمس الحق والعدالة ترسم أطيافا على الأرض وفي عيون وأذهان البشر ، هكذا يحضرنا غيابك يا رفيق ، يا أبا محمد ويا البرناوي اللاجئ ، متمسكا بمجمل مركبات هذه الهوية التي ألصقتها لك عنوة ، في جزئيتها يد التهجير والقمع الصهيونية التي طالت أفراد شعبنا وشتته ، وفي جزئيتها الأخرى  تلك التي اخترتها طواعية ومبدئية ورؤية سياسية عميقة في انتمائك لهذا الخط الأممي الطبقي الأصيل خط الحزب الشيوعي الإسرائيلي .

وأنهت رئيسة التحرير الى القول : " قاومت بكل ما أوتيت من قوة ، وسنقاوم يا رفيق وستبقى راية الحزب خفاقة عالية ، وسيبقى صوت "الاتحاد" مجلجلا وسنحافظ عليها ببؤبؤ العين ونحميها . ونعدك في هيئة تحرير "الاتحاد" أننا سنكمل الطريق وسنطور الصحيفة وستبقى صحيفة الجماهير التقدمية المتنورة ، الوطنية والأممية .
غرس طاب غارسه فطاب

  الدكتور عيسى نقولا رفيق وصديق وزميل الدكتور احمد سعد حيث اتى على ايام الدراسة التي جمعت بالاضافة له كل من: احمد سعد، محمد بكري، حسن متاني، نقولا دلة، درور ايرغة، الياس طوبي، عفو اغبارية، إبراهيم الحنا، وجابر خوري في جامعة لنينغراد مدينة الثلج والتماثيل ورفع الجسور فوق نهر النيفا وما يبعثه كل هذا من مرح وسرور في النفوس. وانتهى نقولا بالذكريات بعد العودة الى البلاد قائلا: كنت اسأل من أي بحر تغرف يا رفيق احمد واي نهر يمد قلمك المدرار بهذا المداد الذي لا ينضب، كان ردك دائما آية في التواضع وكنا نعرف انها القضية التي نذرت نفسك لها القضية التي طبعت مسحة الحزن في عينيك، مأساة شعبك العامة ومأساة (بروتك) الخاصة فنم قرير العين يا دكتور احمد فأنت غرس طاب غارسه فطاب.   

مرّجع في اتخاذ المواقف

بعد ان توجه، رئيس مجلس أبو سنان المحلي، علي هزيمة بالعزاء الى العائلة الصغرى والعائلة الكبرى المتمثلة بالحزب الشيوعي والجبهة وكل الشعب بفقدان د. احمد سعد قال، ان أبا محمد كان أخا وصديقا مخلصا تعرفت عليه كقائد متمرس عركته الحياة، كسرنا معا، في لجان أولياء الأمور في سنوات الثمانين حواجز منع الشيوعيين وأنصارهم من دخول المدارس، واستطعنا إفشال مؤامرة الدمج الثانية بيننا وبين يركا وجولس وجث ويانوح ووقفنا في وجه الفتنة، والكل يعرف ان الدور الأبرز في تلك المرحلة يعود لأحمد سعد وحزبه وجبهته.
وأضاف هزيمة :عرفنا احمد سعد نصيرا للمظلومين لم ينس يوما بلده البروة وأهاليها المشردين، كان يحرس في المناسبات الوطنية، كيوم الأرض وغيره، على ان تشارك ابوسنان شعبها، النضال والتطلعات المستقبلية. وتخليدا لذكراك الطيبة فسوف يحمل احد شوارع ابوسنان الأساسية اسم احمد سعد. 

تحدى القهر بمزيد من نهل العلم

وأكد نزار زريق سكرتير فرع الحزب الشيوعي في كفر ياسيف أن الراحل احمد سعد كان يعتبر أبو سنان وكفر ياسيف بلدا واحدا وكان دائما يقول هذه عين وهذه أختها والحزب والجبهة في كلا البلدين بالنسبة له موقع نضال واحد . وأضاف : ان حياة احمد سعد تختزل قصة شعب بأكمله  ونبراسا لجيل الشباب. 
واختتم زريق كلمته بالقول، من يدري وبما نشهده من احداث بالعالم العربيفقد قد نحتفي يوما بمثل هذه الذكرى الجللة بحضور السفير الفلسطيني وفي مكان ليس ببعيد من هنا يدعى البروة. فنم قرير العين يا رفيق وستبقى ذكراك خالدة تواصل معنا طريق المستقبل. 

امميا مناصرًا للمظلومين

بدورة الشاعر سليمان مرقس القى قصيدة تطرق في ابياتها الى السيرة الطيبة لأحمد سعد ورأيه الصائب ودوره في رئاسة تحرير الاتحاد أمميا مناصرا للمظلومين. 
كما قدمت الشابة الصغيرة حلا نصرة كلمة نثرية وبعض الابيات الشعرية قيلت في سعد.  

مرفوع الهامة دفاع عن مبادئه

مفيد سعد شكر باسم العائلة الحضور وكل من سعى وساهم في احياء الذكرى، متطرقا الى بعض معاناة العائلة واستقرارها مع غيرها من العائلات، بعد التهجير، في قرية يركا المضيافة، وبقي البرناوي مرفوع الهامة والقامة يدافع عن مبادئه وحزبه  يقول كلمته جهارا وفي الوقت ذاته يصغي ويتلقى كل كلمة صائبة محترما الرأي الآخر وكل شيء من شأنه يرفع المستوى ويعمق الوعي ويخدم القضية ويشحذ النضال.