في حين أحيت الجماهير العربية الفلسطينية الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض الخالد، من خلال الإضراب العام والشامل وتنظيم المظاهرات والمسيرات المحلية والقطرية التي أقرّتها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وفي الوقت الذي استجاب فيه أهالي عكا لإضراب المدارس وأنجحوه، قامت لجنة التجّار في عكا من خلال قيادتها الحالية وأعضائها والغالبية العظمى من التجّار بالالتفاف على هذا القرار الوطني وفتحوا محالهم التجارية، متجاوزين بشكل مرفوض الإجماع العام المحلي والقطري ومحدثين أذى كبيرًا لسمعة مدينتنا وهويتها وكل مساعينا لدعم صمود عكا تجاريًا واقتصاديًا وسكنيًا.

إننا، كقوى تمثّل كل الأحزاب والتيارات السياسية المركزية، نرفض بشدّة عدم استجابة التجّار للإضراب، ونستنكر قيام قيادة لجنتهم بالعمل على إقناع التجّار بعدم الإضراب، والخضوع للضغوط التي تمارسها البلدية والشركة الاقتصادية في عكا، ونرى في هذا الفعل خنوعًا مخجلاً وغير مبرّر، ولا نقبل أية أعذار أو تبريرات له.

إننا في عكا جزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني ومن الجماهير العربية، ولا يمكننا أن ننفصل عن مجتمعنا وقرارات قيادته، لقد وقف مجتمعنا العربي معنا في محنتنا وخصوصًا خلال الاعتداء علينا في أحداث يوم الغفران 2008، وساندنا أهلنا اقتصاديًا وإعلاميًا ومعنويًا، ونذكر أنّ الحركة الإسلامية وحدها قدّمت أكثر من نصف مليون شيكل لتصليح البيوت التي اعتدي عليها وأحرقت وطرد سكانها في أحداث الغفران، هذا الدعم جمع من كافة قرانا ومدننا العربية، عدا عن دعم الجمعيات العربية المختلفة على كلّ الأصعدة. كما زارتنا الوفود الداعمة من الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل على مدار السنة، أتوا إلى عكا ليس كسياحة مجرّدة بل من منطلق التضامن الواعي والدعم المقصود، وتشرّفنا باستقبال مئات الآلاف لمدينتنا في الأعياد والمناسبات المختلفة ودعمهم للتجّار تحديدًا وإقامتهم لمخيمات العمل التطوعي لترميم المقدسات والبيوت، وما فعله التجّار هو إنكارٌ للجميل.

لقد قرّرت لجنة المتابعة العليا تنظيم الإضراب في يوم الأرض، أهمّ مناسبة وطنية لشعبنا، لأننا نواجه كعرب في هذا الوطن حملة عنصرية شعواء تنال من حقوقنا وتهدّد وجودنا، ولرفع صوت الاحتجاج ضد هدم البيوت في العراقيب واللد ويافا ومخططات مصادرة الأراضي في وادي عارة وترشيحا، وضد تهويد مدينة عكا التي نعاني فيها أزمة سكن خانقة ويتهدّد حيّ بربور مخطط خطير لمصادرة الأرض والترحيل. هذه قضايانا وقضايا شعبنا، فهل تجّار عكا ليسوا من أبناء هذا الشعب؟

نحن نحمّل لجنة التجّار مسؤولية أي تراجعٍ مستقبلي لدعم مدينة عكّا، ونطالب رئيس اللجنة وأعضائها بالاعتذار الفوري والتراجع عن هذا النهج المرفوض والإعلان عن التزامهم المستقبلي بقرارات لجنة المتابعة العليا والقيادة السياسية لمجتمعنا العربي.

نحن نعتذر كقوى سياسية واجتماعية أمام الجماهير العربية عن هذه الغفوة ونلتزم بإبقاء مدينة عكا عربية صامدة وملتزمة بالقرارات الجماعية للجماهير العربية وأننا سنكثّف من جهودنا ومساعينا الوحدوية المشتركة لضمان هذا الالتزام.

الحركة الإسلامية -عكا الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة-عكا التجمع الوطني الديمقراطي-عكا للأستفسار :الشيخ محمد سالم رئيس الحركة الاسلامية في مدينة عكا  0526509901  اياد برغوت عن حزب التجمع في عكا :0525128116  احمد عودة عن الجبهة :0504372914