تقرير زايد خنيفس

بتاريخ 1.1.1947 وعندما كان اهالي مدينة شفاعمرو والبالغ عددهم في حينه 3500 نسمة منهمكون بموسم قطاف الزيتون وصل الى البلدة الطبيب اللبناني الموحوم موفق ذياب وباشر عمله في دار سالم عبود الجديدة ولم يكن وصول الحكيم موفق ذياب صدفة بل نداء الواجب الوطني الذي كلف به من قبل وفد ضم اطباء وشخصيات مرموقة زار بيروت عام 1946 برز بين أعضاء الوفد الدكتور عمر الخليل والقاضي محمد العباسي البرادعي ورئيس لجنة اليتيم العربي موسى العلمي حيث طلب هؤلاء من المرحوم موفق ذياب الحضور إلى فلسطين من اجل تقديم المساعدة لأهله وفي وقت لم يكن هناك طبيب في المنطقة حيث حمل الحكيم في تشرين اول من العام ذاته وسافر من بيروت إلى حيفا والتقى مع جمعية انعاش القرية العربية في شارع "ستانتون" حيث اصر المرحوم رئيس بلدية شفاعمرو جبور جبور على حضور الحكيم موفق ذياب إلى شفاعمرو واتخاذها مركزا طبيا له ومنذ ذلك التاريخ وحتى وفاته في نيسان 2008 وبعد إطفاءه شمعة التسعين من عمره قضى المرحوم حياته في خدمة مجتمعه الشفاعمري والمنطقة وعمل ساعات طويلة لم يعرف فيها الراحة وخفف بإنسانيته من مصاعب من راجعه واروع ما تحلى به الحكيم اعفاء الفقير من الكشفية الطبية فكان عمله لوجه الله تعالى كما تنقل في السنوات الماضية وبالتحديد مع وصوله إلى البلاد بين القرى في دالية الكرمل وابطن وإجزم والطنطورة يعالج المرضى وفي عام 1954 افتتح عيادة في دير راهبات الناصرة في شفاعمرو وقد اصر على البقاء في شفاعمرو في أيام النكبة وبقى يكافح وحيدا في منطقة الجليل واتخذ من منزله مقرا لعمل الصليب الاحمر وكان يعمل احيانا عشرين ساعة يوميا ينتقل من قرية إلى قرية على حصانه واحيانا على دابته وتقديرا لعطاء الحكيم قررت ادارة بلدية شفاعمرو إطلاق اسم دوار منطقة الحديقة على سمه على ان يكون دوار الحكيم ويكون مقطع الشارع من الدوار غربا على اسمه وفاءا لمن اخلصوا وضحوا من اجل أبناء وطنهم.