أصدر معهد ترومان للدراسات بحثاً شاملاً يمتد على نحو 200 صفحة بعنوان " انهيار السلطات المحلية العربية : اقتراحات للبناء من جديد " وهو بحث من إعداد البروفيسور عزيز حيدر وشارك في طروحات البحث نخبة من الأكاديميين والمختصين العرب في المجالات المتعلقة بالأمر.
وبناء عليه تناولت الإعلامية إيمان القاسم سليمان، ضمن برنامجها " فنجان قهوة " المذاع في صوت اسرائيل، وتنتجه ريتا تيودوري، موضوع الحكم المحلي العربي على ضوء الأزمة المالية التي يشهدها العديد من المجالس والبلديات، وحل عدد كبير منها يقترب من نصفها، وتنصيب لجان معينة لإدارتها.
ومن بين ما جاء في البرنامج وجود مشكلة في توزيع المهام والمسؤوليات بين الحكم المحلي والحكم المركزي، وواجب تدعيم السلطات المحلية لإقامة اقتصاد ذاتي في داخلها من خلال إقامة مناطق صناعية وتطوير المرافق السياحية والاستثمار.
ومن بين الأسباب التي أدت الى انهيار وحل المجالس هو تقصير الوزارة في الرقابة والتوجيه وكشف الفساد حين وجد، فجاءت الصحوة متأخرة بعد أن وصلت ديون سلطات محلية لقرى لا يتعدى عدد سكانها العشرة آلاف نسمة إلى ملايين الشواقل.
وكان مطلب المشاركين في البرنامج ان يكون التعامل مع المجالس المحلية من قبل الحكم المركزي على أساس مهني وليس على أساس سياسي.
وتم التداول في كيفية انتخاب رؤساء السلطات المحلية، حيث ما زالت الاعتبارات العائلية والحمائلية تفرز نتائج الانتخابات مما يؤدي الى وصول أشخاص غير مؤهلين الى كرسي الرئاسة، فتدفع البلد الثمن طوال فترة رئاسته. يجب ضمان إدارة سليمة للمجالس المحلية ورفع نسبة الجباية من اجل الحصول على الميزانيات الوزارية المتعلقة بهذه النسبة مما يتطلب تكاتف جميع ابناء البلد.
ولم يغفل المشاركون في البرنامج عن دور وزارة الداخلية والمالية في رفع هبات الموازنة وبناء خطة شمولية لإشفاء السلطات المحلية العربية، ودعمها مالياً لأن مدخولها يقتصر على ضرائب الارنونا من المساكن الخاصة لإنعدام المناطق الصناعية، وهي مدخولات متواضعة غير كفيلة بالنهوض بالسلطات المحلية وتطويرها وإخراجها من أزمتها.
وفي إطار الاتهامات المتبادلة بين السلطة المحلية ووزارة الداخلية، طالما يحاول كل طرف إثبات فشل الطرف الآخر فإننا لن نتقدم بالعمل.