يعرض مسرح الميدان العرض الإنشائي التركيبي "ههنا الآن" يوم الجمعة 11.02.2011 في الساعة الثامنة مساءً ضمن برنامجه المسرحي الجديد "الجمعة في الميدان"، والذي التزم من خلاله الميدان تقديم عروض مسرحية وفنية في كل يوم جمعة بشكل مستمر.

لماذا يعتبر العرض "ههنا الآن" عرضًا إنشائيًا تركيبيًا هو الأول من نوعه في مشهد المسرح العربي المحلي، وما يعنيه هذا المصطلح أصلاً "إنشائي تركيبي"؟

يحاول المخرج وصاحب الفكرة فراس روبي في هذا العرض أن يوصل فكرة ما مستوحاة من المجموعة الشعرية الأخيرة للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي"، والتي صدرت بعد رحيله في عام 2009. يخاطب درويش في هذه المجموعة هواجس الإنسان الفلسطيني الذي طالما أراد التشبث بالحياة وأرغم رغمًا عنه الرحيل منها؛ أراد أن يختار الحب بينما تخلى الحب عنه؛ أن يمسك بجسده الفاني وجسده خانه وتركه إلى غير رجعة.

تُسمع طيلة العرض "ههنا الآن" كلمات القصيدة "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي" بتسجيل بصوت الفنان عامر حليحل، وعلى صوته وصوت الموسيقى المرافِقة يجسد كل من الراقصة الشابة منى مشيعل والممثل بشار مرقص المشاعر والأحاسيس التي يشعر بها المشاهد عند سماعه الكلمات الأبدية التي كتبها محمود درويش عندما شعر باقتراب الموت الحتمي الذي طالما داعبه وتملص منه بأعجوبة.

يُعرض في خلفية المسرح طيلة العرض مقطع فيديو آرت بتمثيل مرقص ومشيعل، يأخذ المشاهد إلى نواحٍ بعيدة تصل إليه الروح والجسد معًا ليلتقيا نهائيًا في نقطة اللا مكان واللا زمان.

تشابك هذه العناصر الفنية الثلاثة؛ الرقص والشعر والفيديو آرت، يجعل من العرض "ههنا الآن" عرضًا إنشائيًا تركيبيًا، مركبًا من ثلاثة عناصر فنية تقدم في آن واحد لتخدم فكرة واحدة، تأخذ المشاهد إلى فلك فني جديد يخرج من نطاق الخشبة المسرحية التقليدية.

العرض "ههنا الآن" هو فكرة وإخراج فراس روبي، تصميم حركة لرابعة مرقس- روبي، أداء منى مشيعل وبشار مرقص، فيديو آرت محمد خليل، سينوغرافيا رامي عارضة، ومن إنتاج اللاز- مسرح مازن غطاس.