بركة في لجنة التعليم: العنصرية في المدارس منبعها الكنيست
2011-02-03 11:29:48

*بركة بادر لبحث في لجنة التعليم لتنامي العنصرية في المدارس اليهودية ضد العرب 

*إغبارية: أعضاء كنيست هنا يريدون مساواة الضحية بالجلاد 

غنايم: المشكلة ليست بالطلاب بل بالمنهاج الدراسي أيضا 

طلاب يهود جريئون من مجلس الطلاب يتكلمون بقلق وبصراحة تامة عن أجواء خطيرة في المدارس 
 

شهدت لجنة التعليم البرلمانية جلسة بحث مميزة لقضية تنامي العنصرية في المدارس اليهودية، بمبادرة النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، بحضور عدد من النواب وطلاب يهود من مجلس الطلاب القطري، أثاروا اهتمام الحضور حينما تكلموا بصراحة وبقلق عن تنامي العنصرية في مدارسهم.

وجاء البحث على خلفية رسالة بعث بها 100 معلم لموضوع المدنيات لوزير التعليم غدعون ساعر يحذرونه فيها من تنامي العنصري، ولحق هذا تقرير صحفي تضمن اقتباسات مثيرة وخطيرة لمعلمين يهود حول ما يواجهونه في المدارس من أجواء عنصري ضد العرب، إذ ن مقولة "الموت للعرب" هي الأكثر شيوعا بين الطلاب.

وقال النائب بركة، إننا أمام معطيات ليست جديدة، بل إن الجديد فيها هو أنها تتصاعد باستمرار، ونقرأ من التقرير أن طلابا يختارون "تزيين" نماذج الامتحانات بدعوة "الموت للعرب"، وآخر يقف متمرجلا أمام طلاب الصف والمعلم ليقول إنه يريد أن يصبح عنصرا في قوات "حرس الحدود" ليرش العرب بالرصاص ويبديهم، والطلاب الذين يبررون مجزرة كفر قاسم، والقائمة تطول. 

"الموت للعرب" 

وتابع بركة قائلا، إن هؤلاء الطلاب لا يتعلمون هذا في المدرسة، بل هذا ما يعايشونه في المجتمع، والمجتمع يتلقى هذا من العنصرية المتصاعدة بشكل خطير في الحلبة السياسية والمؤسسة الحاكمة، وإلا كيف من الممكن أن يرد الشارع وهو يسمع خطابات أعضاء كنيست في غاية العنصرية، أو عندما يسمعون عن قوانين لا يستوعبها العقل الإنساني، لدرجة عنصريتها المباشرة ضد العرب.

وأضاف بركة، إنه في الأسابيع الأخيرة وحدها كنا أمام مظاهر عدة من هذه العنصرية المؤسساتية، مثل فتوى الحاخامات بعدم تأجير أو بيع بيوت اليهود للعرب، وفتاوى بعدم تشغيل العرب، وتصريحات ودعوات عنصرية يطول تعدادها. 

اشتر بيتا في العراقيب 

وهنا قاطع النائب المتطرف يعقوب كاتس النائب بركة قائلا، هل يُسمح لي بالسكن في قرية ومدينة عربية، فرد بركة قائلا، عن أي بيوت تتحدث، وهل في البلدات العربية بيوتا، فقط في الأمس، دمرت القوات الإسرائيلية للمرّة 11 قرية العراقيب، وأضاف ساخرا، فاذهب واشتري بيتا هناك.

وتابع بركة قائلا، إنه في ظل أجواء كهذه، هناك حاجة إلى رفع مستوى الوعي بين الطلاب من حيث القيم الديمقراطية وأسس المساواة، وهي قيم يجب ان تكون واضحة ومنغرسة في المنهاج الدراسي، ترافقها نشاطات تعزز هذه القيم. 

غضب غولدا مئير 

ثم حاول رئيس لجنة التعليم البرلمانية أليكس ميلر، من حزب يسرائيل بيتينو، التعبير عن موقفه المبرر لهذه العنصرية من خلال توجيه أسئلة للنائب بركة، وسأل مثلان ما إذا خطاب ونشاطات القيادات العربية في البلاد تدفع بمظاهر العنصرية هذه بين اليهود.

وهنا رد النائب بركة قائلا، إن سؤالك هذا يذكرني بمقولة رئيسة الحكومة الإسرائيلية السابقة غولدا مئير، حينما قالت، إنها غاضبة جدا على العرب، لأنهم يجعلون الشبان اليهود يقتلونهم.

ثم تكلم النائب العنصري كاتس، ساعيا لتبرير عنصرية الطلاب، فهاجم الدول العربية بادعاء أنها دكتاتورية، وأن إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة، وقال إن إسرائيل ليست كتونس ومصر والسعودية وباقي الدول العربية، وليست كنظام لينين وستالين، بل فيها ديمقراطية وحرية تعبير، وقال، "كما أن الشعب اليهودي طيب القلب خجول، يحب الناس ولا يكن لهم الكراهية.

 فرد عليه بركة قائلا، أنت موبوء بالعنصرية، هذه قمة العنصرية حينما تبرر عنصرية كهذه. 

إغبارية: حق الضحية بالرد على الجلاد 

وتكلم النائب د. عفو إغبارية كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، فقال إن كل الهجوم هنا على القيادة العربية يهدف إلى إيجاد مبررات لهذه العنصرية وليس لوضع اليد على الجرح، وكما يبدو فهناك من يرتاح لهذه الأجواء.

وقال إغبارية، إن خطاب القيادة العربية هو خطاب رد على سياسة التمييز العنصري وكشف بواطنها، وليس تحريضا على أحد، وإذا هناك من يرى في خطاب الرد والصد هذا هو تحريض، لكونه يكشف حقائق المؤسسة، فهذه مشكلته، والمشكلة ليست في خطابنا، بل في العقلية العنصرية التي تحكم وتقود.

وتابع إغبارية، يقول، لقد قلنا كل الوقت وهذا ما يتحقق أن العنصرية هي ضد العرب بالأساس، ولكنها لن تتوقف عندهم، ونحن نسمع أي تعامل عنصري مع المهاجرين الأثيوبيين، أو التمييز بين الطلاب الأشكناز والسفراديم والقائمة تطول.  

طلاب جريئون يكشفون حقائق 

وكان لمداخلتي طالبين من مجلس الطلاب القطري وقع كبير على الجلسة، فقد كشفا حقائق مذهلة أحرجت المدافعين عن أجواء العنصرية، وكان أولهما الطالب ألون حخمون من حولون، وهو مسؤول عن التنسيق بين مجلس الطلاب القطري والكنيست، وفقال، إن الطلاب في المدارس يتلقون هذه العنصرية من المجتمع والشارع، ولكن بالاساس من الكنيست، فعندما يبدأ الطلاب بجدل بين يمين ويسار، سرعان ما يصل الأمر إلى حد "الموت للعرب، والمشكلة ان هناك معلمين يعطون شرعية لمثل هذه التفوهات وهذه الأجواء.

وتابع الطالب حخمون قائلا، حينما يقول طالب "الموت للعرب، فنحن امام ثلاث حالات من رد الفعل، فإما أن المعلمة تسكت الطالب دون أي اجراء، وثانيا في حال تصدى طالب وانضم له آخر، فإنها تطلب سكون الإثنين، وثالثا، وهو أقصى ما يكون أن تعرب الطالبة عن امتعاضها وتسكت هي أيضا.

وشدد حخمون على أن الطلاب بتعلمون القيم الديمقراطية بشكل ميكانيكي، من دون محاولة إقناع لتترسخ هذه القيم في داخل الطالب وهذه مشكلة أيضا. 

وسائل الإعلام تغذي العنصرية 

أما الطالب نير حداد، من مدينة صفد، التي تنتشر فيها أجواء خطيرة فقال، إذ كنا في صف تعليمي فيه 24 طالبا، فإن 22 طالبا يكرهون العرب، وركز في حديثه على دور وسائل الإعلام، وقال إن الطلاب كالشباب عامة يتأثرون كثيرا من وسائل الإعلام، ووسائل الإعلام هذه تظهر العربي بوجه قبيح، وكم هم يكرهون اليهود، بينما لا تظهر جوانب أخرى في حياة المجتمع العربي، وهذا بحد ذاته يزيد من الكراهية والنقمة.

وتابع الطالب حداد يقول، إن الوضع خطير، فيكفي أن يهتف طالب واحد "الموت للعرب" حتى يجرف وراء آخرين. 

غنايم: المشكلة ليست بالطلاب 

وشارك في النقاش النائب مسعود غنايم، من كتلة العربية الموحدة، فقال، إن المشكلة ليست بالطلاب، فهؤلاء يعيشون في أجواء تدفعهم نحو العنصرية، والمشكلة هي في نهج وزارة التعليم والمنهاج، فلا يكفي تعليم الديمقراطية، بل يجب اتباع برامج ونشاطات، تطبق هذه التعاليم على ارض الواقع، وليس مجرد تمرير مواد تعليمية.

ودعا غنايم إلى اعادة النظر كليا في البرامج التعليمية والى كيفية التعامل مع الطلاب، لأن هؤلاء هم أجيال المستقبل، ومن خلال تقرأ المستقبل وما نراه هو أمر خطير.  

تراجع خطير في القيم 

وتكلم في الجلسة المربي شرف حسان، مندوبا عن جمعية حقوق المواطن، فقال، إن الملحوظ في السنوات الأخيرة تراجعا كبيرا في القيم الديمقراطية، والواقع أخطر مما يظهر في وسائل الإعلام.

وشدد حسان على أن المنهاج الدراسي الذي تقوده وزارة التعليم لا يكرس ساعات كافية لتعليم قيم الديمقراطية والمساواة، وقال إن المطلوب من الوزارة ان تطبق بشكل صحيح توصيات تقرير مهني قدم للوزير السابق يولي تمير في هذا المجال. 

مطالبة الوزارة بتقديم عرض لما يجري 

هذا وفي تلخيصه للجلسة طلب رئيس اللجنة ميلر من مندوبي وزارة التعليم اعداد تقرير خاص يعكس الحقائق، مع معطيات إذا أمكن، إلا أن ميلر رفض طلب النائب بركة بالطلب من وزير التعليم ان يقف هو شخصيا على رأس طاقم وزارته لوضع اسس جديدة تعليمية ومنهجية لتعليم قيم الديمقراطية والمساواة.

وبعد الجلسة توجهت طالبتين يهوديتين من مجلس الطلاب، إلى النائب بركة بعد أن لم تتح لهما الفرصة للتحدث، وتحدثتا بصراحة عما تواجهانه في مدرستيهما ومن الأجواء المحيط واشتكتا من الابتعاد الكبير بين الجمهورين.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق