من وحيد زياده – مراسل موقع المدار

في الحقيقة لا أعرف من أين أبدأ لأن الزيارة الأخيرة لي ولزوجتي معالي(من تاريخ 30.12.10 – 06.01.11)، الى العاصمة الإيطالية، روما، عشية رأس السنة الميلادية وعيد الميلاد المجيد(شرقي)، كانت في غاية الإثارة كما بدأت حيث أهديت تلك الرحلة لزوجتي لوصولها لليوبيل الفضي(25 سنة). روما في هذه الفترة لبست ثوبًا زاهيًا وزهيًّا من التزايين المتنوعة واللطيفة والتي ملأت شوارعها وملامحها بكل فخر واعتزاز وكأنها ترحّب أجمل ترحيب بالعيد المجيد والمناسبة الرائعة مما زاد رحلتنا بهجة وسرور. لا أريد أن أطيل عليكم لأني أوّد أن تتكلم الصور بدلاً مني ولكن لا بد من التطرق الى عظمة معالم تلك المدينة والتي تأسست في القرن الخامس أو السادس قبل الميلاد وأصبحت مع مر السنين عاصمة للإمبراطورية الرومانية العظمى ومنذ سنة 1871 عاصمة للمملكة الإيطالية قبل أن تتحول الى جمهورية في القرن العشرين. فخلال زيارتنا تعرفنا عن قريب على المدرج الروماني(الكولوسيوم) الذي يشهد له التاريخ منذ العام قبل الميلاد وتقول الاسطورة: ما دام الكولوسيوم قائمًا ستبقى روما قائمة وحين تسقط روما سيسقط العالم بأسره، ناهيك عن قوس النصر بجانبه والذي قلّده الفرنسيون وفيما بعد جورج واشنطن في نيو يورك، ودولة الفاتيكان التي أعلن موسوليني عن استقلالها سياسيًا عن ايطاليا عام 1929 ولا ننسى طبعًا البياتسا(ساحة) اسبانيا وعدد درجاتها ال138 المشهورة وشوارعها التي يؤمها أكثر من عشرة ملايين سائح سنويًا وبياتسا فينيسيا والتي فيها زُرنا قبر الملك فكتور ايمانويل وشاهدنا تاريخ معارك الرومان وايطاليا والقائد غاريبالدي إضافة الى قبر الجندي المجهول، ونافورة فونتانا تريفي المشهورة عالميًا بفنها الرائع وينبوعها المتدفق وبركتها الشهيرة والتي يرمي اليها السائح عملة نقدية على ثلاث مرات يتمنى في الأولى أن يتمكن بالعودة الى روما وفي الثانية والثالثة ما يريد حيث تشهد الأساطير على تحقق معظم الأمنيات وليس هذا وحسب بل علمنا من الايطاليين هناك أنه يتم كل ليلة اثنين بجمع العملات النقدية التي تُرمى في البركة حيث يصل معدلها العام الى 3000 يورو يتم تسليمها الى الحكومة ومنها الى جمعيات خيرية لمساعدة المحتاجين في ايطاليا.

خلال رحلتنا والتي استمرت لغاية الثماني أيام زرنا أيضًا قلعة كاستلو دي أنجلو الشامخة بجانب منطقة الفاتيكان ونهر التيبر العظيم والهادىء وكنائس عديدة منها: كنيسة سانت جوباني ثاني أكبر كنيسة في روما بعد الفاتيكان وهنا لا بد لنا أن نقدم أبهى باقات الورود للعم الطبيب شكيب زياده والذي يسكن هناك مع عائلته حيث ساعدنا كثيرًا في تدبر أمورنا في روما، أرشدنا وساهم في رسم البسمة العريضة على وجوهنا والتي اتسعت رقعتها أكثر عندما التقينا بالفنان السوري المحبوب، سلطان الطرب، جورج وسوف، والذي صادفناه في مطعم ألف ليلة وليلة لصاحبه السوري كميل وتحدثنا معه والتقطنا بعض الصور التذكارية بصحبته.

الجدير ذكره أن مدينة روما تتبع لمقاطعة لاتسيو ويسكنها حوالي 7 مليون شخص.