النائب بركة في تأبين القس شحادة شحادة :"عرفناك منذ أيام التجذر مخلصا وفيا لشعبك"
2010-12-27 20:19:42

أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في كلمته التأبينية للشخصية الوطنية المناضلة، القس شحادة شحادة، نائب رئيس الجبهة، أن فقيدنا الكبير، كان رجل دين نموذجي تقي ورع مؤمن بعقيدته، دون ذرة تعصب، فهو المخلص الوفي لشعبه وقضاياه وهمومه.

وقال بركة، في كلمته التأبينية، التي القيت مع انتهاء مراسيم الجنازة في كنيسة البروتستانت في كفر ياسيف، ربما يجب أن يمر وقت حتى نستوعب حجم المصاب فراقك، يا حبيب القلب ورفيق الدرب والموقف، يا معلم، المعلم الذي كنا نشعر بفخر حين تكون بجوارنا، نشعر أكثر أمنا وأكثر هدوءا.

لربما أخبرتك العائلة قبل أسابيع، حينما جددت الجبهة ثقتها بك في منصبك القيادي في صفوفها، ويومها، اضطررنا أن نرشحك دون أن نأخذ موافقتك، كما جرت العادة، وحينما رشحناك، انسحب المنافسون، فصوت لك مجلس الجبهة بالإجماع والتصفيق وقوفا، احتراما ومحبة.

أنت رجل الدين النموذجي، التقي الورع المؤمن حتى النخاع بعقيدته، ولكن لم تكن لديه ولا ذرة تعصب، أحببت شعبك بكل تلاوينه وتنوعاته، وسعيت دائما لوحدته وتراص صفوفه في معاركه.

قليلون هم الناس الذين بالإمكان تذكر متى كان أول لقاء وآخر لقاء معهم، فآخر لقاء كان، حينما زرتك في المستشفى وأنت على فراش المرض، مع زميلي الأخ رامز جرايسي، يومها تحادثنا معك، وما كان بإمكانك أن ترد، ولكن حينما ودعناك، رأينا دمعة في طرف عينك، فعرفنا أنك سمعتنا وفهمت حديثنا، ولكن المرض منعك من الحوار.

أما أول لقاء بيننا، فكان يوم الخامس والعشرين من شهر آذار العام 1976، حينما شهدت قاعة بلدية شفاعمرو اجتماع رؤساء السلطات المحلية العربية، للبحث في الإضراب الذي أعلنته لجنة الدفاع عن الاراضي برئاستك، يومها، كنت أعرف ان قسيس طائفة البروتستانت في مدينة شفاعمرو اسمه القس شحادة شحادة، إلا أنه لم يتسن لي معرفتك.

وحينما رأينا ان هناك محاولة للاعتداء على القائد الراحل توفيق زياد، اندفعنا بحماسة الشباب كي ندخل إلى القاعة، فأمسكتنا أنت وأخينا سامي تلحمي الجالس بيننا، وأمد الله بعمره، وقلت لنا "طولوا بالكو"، وكان الإضراب اضراب اجماع، لأنه حظي باجماع شعبنا.

يا ايها الصديق الحبيب ابو سمير، قم ولو للحظة، لترى الناس الذين عاشوا معك، وعشت في قلوبهم، جاءوا ليودعوك، لكنك ستبقى في قلوب الجميع إلى الأبد، لأنهم عرفوك منذ ايام التجذر والتحدي، أيام الصعاب، مناضلا وفيا مخلصا لشعبك، عزّت عليك وحدة شعبك، في عصر التشتت والترهل.

لأنهم عرفوك صادقا أمينا لمبادئك، كنت على قناعة كاملة بضرورة التعاون اليهودي العربي، واذكر انه في آخر اجتماع لك في هيئات الجبهة، توقفت عند هذا الموضوع، وكأنه وصيتك لنا جميعا.

يا ايها الحبيب الراقد هنا، اقول لك نم مطمئنا، فنحن سنواصل الطريق.

ويذكر أن الآلاف تقاطروا من كافة أنحاء البلاد، اليوم الإثنين، ومن هضبة الجولان السورية المحتلة، ليودعوا الفقيد الكبير، القس شحادة شحادة، أبو سمير، بأجواء الحزن الشديد، وهم يودعون الشخصية الدمثة، المخلصة التي أحبها الجميع.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق