توفيق سلامة سكرتير المجلس الديني الدرزي الأعلى

قام ظهر يوم أمس - الأحد - فضيلة الرئيس الروحي , الشيخ أبو حسن موفق طريف برفقة الشيخ القاضي أبو كامل نعيم هنو وثلة من الإخوان بزيارة إلى عروسي الكر مل , ألدالية وعسفيا  للاطمئنان والتهنئة بزوال خطر الحريق الهائل الذي أكل الأخضر واليابس وكاد أن يحرق القريتين . وقد زار أولا دالية الكرمل  حيث استقبله مشايخ البلدة  في مقام سيدنا أبو إبراهيم عليه السلام, وقد هنيء فضيلته أهالي البلدة بزوال خطر الحريق وطلب أن يكون عبرة واعتبار لنا جميعا وحث على التوبة والتقرب من الخالق معتبرا أن نجاة أهالي الكرمل جاء بفضل الله تعالى وببركة الأماكن المقدسة  المنتشرة في الكرمل والمشايخ ألأفاضل وشدد على التمسك بحبل ألله والدين والابتعاد عن كل ما فيه إساءة للخالق , فالله يمهل ولا يهمل, وقد أعرب فضيلته عن قلقه المتواصل على مصير أهالي الكرمل في ظل هذا الحريق الذي لم تشهد إسرائيل مثله مما جعلها عاجزة أمامه حتى طلبت المساعدة من الدول الصديقة التي مرت في مثل هذا الامتحان وحصلت على خبرة من هذه التجارب , وكان دائما على اتصال مع أهالي الكرمل ورؤساء المجلسين السيد وجيه كيوف والسيد كرمل نصر الدين منتظرا إشارتهم لتقديم المساعدات لأهالي البلدتين إذا , ما اقتضى الأمر , وقد أشاد فضيلته بمواقف الرئيسين الجبارة وجراءتهما وتكذيبهما ودحضهما للإشاعات التي تناقلتها وسائل الإعلام العبرية بدون ضمير ولا حياء ولا تقدير ورشقها شباب الكر مل بالتهم الباطلة في سبب نشوب هذه الحرائق التي أدت إلى أضرار فادحة و وخاصة احتراق حافلة بمن فيها من ضباط امن من حرس السجون وعددهم 41 شخصا , والتي كانت في طريقها لمد يد العون للمحاصرين من قبل النيران , وقد عبر فضيلته  ومن حضر اللقاء من المشايخ عن استنكارهم العارم  وسخطهم الكبير على وسائل الإعلام العبرية وبعض المراسلين الإسرائيليين الذين أرادوا المس بكرامة الطائفة الدرزية  موجهين لأبناء الطائفة في الكر مل ألاتهام بإشعال هذا الحريق الهائل , وطالب فضيلته الدولة بتقديم أولئك المراسلين للمحاكمة لأنهم تجاوزوا الخطوط الحمراء ومسوا بمشاعر الطائفة الدرزية التي ما زالت قلوب أبناءها تعتصر من الألم على فقدان خيرة شبابها في حادث الحافلة التي التهمتها النيران, وأيضا على فقدان خُضرة الكر مل الذي اعتنى  به ألكرمليون على مدار مئات السنين معتبرينه بيتهم ألأوّل , وألقى بالّلوم على اللذين تقاعسوا في ألإسراع لإخماد هذا الحريق من الجهات المختصة , خاصة وأن بعض ألأهالي وغيرهم أبلغوا السلطات عن نشوب الحريق عند نشوبه . 

 ثم قام فضيلته بزيارة ميدانية لام الشقف ومزارالسيدة الطاهرة الست سارة لينظر عن كثب على آثار الحريق الذي كاد أن يلتهم  حقول الزيتون  الذي زاد عمرها على  600 عام, وتحقق من أن هذا الحريق ما كان ليخمد إلا بقدرة الله ,  ثم انتقل فضيلته ومرافقوه إلى قرية عسفيا حيث استقبله مشايخ البلدة في مقام سيدنا أبو عبد الله  عليه السلام وبعد الاستماع إليهم قام بزيارة ميدانية إلى الأماكن التي اقتربت فيها النيران إلى أراضي وبيوت القرية , والتي توقفت في أللحظات الأخيرة دون أن تحدث إضرارا  تذكر في الأرواح والممتلكات. بعدها توجه فضيلته إلى مقر إدارة العمليات قرب جامعة حيفا حيث يشرف ألمكان على أراضي الكرمل ليشاهد الأماكن التي التهمتها النيران وليبدي دعمه ومساندته لطواقم العمل المتواجدة هناك ,وكان قد اصطف هناك الكثير من المحطات التلفزيونية العالمية للنقل عبر وسائل الإعلام بالصوت والصورة عما جرى  في جبال الكرمل ثم ودع فضيلته ومن معه المرافقين من الكرمل داعيا المولى عز وجل أن يحمي الكرمل وأهل الكرمل من مثل هذه المصائب حاثا مجددا على اخذ مثل هذا الحادث على انه عبرة ليتقرب ألناس من الله ومن الدين. .