"بعد مرور عشر سنوات على أحداث أكتوبر 2000، وسبع سنوات على نشر لجنة اور توصياتها، يبدو أن الاهتمام الجماهيري بتوصيات هذه اللجنة وتداعيات أحداث أكتوبر، قد دفع إلى الزاوية. إذ نسمع من حين لآخر عن قرار جديد للمحكمة بشان تحقيقات قسم التحقيق مع الشرطة "ماحاش"، يحدد أنه لا يوجد داع لتقديم رجال شرطة للمحاكمة على خلفية سلوكهم إبان الأحداث. ففيما تقابل هذه الشبهات، عادة بلا مبالاة في الشارع اليهودي، يتم فتح الجرح الذي خلفته أحداث أكتوبر. من هذا المنطلق رأينا من الواجب أن نعقد مؤتمرا مركزيا يعيد للوعي العام أهمية هذا الموضوع، ويفحص تداعيات الأحداث ونتائج اللجنة من مسافة عشر سنوات على وقوع الأحداث ومن وجهة نظر أكاديمية ومنظور مهني".

هذا ما قاله أريك رودنيتسكي، مدير المشاريع في برنامج كونراد أديناور للتعاون اليهودي العربي، حيث سينظم يوم الخميس في الأسبوع القادم مؤتمر تحت عنوان "عقد على أحداث أكتوبر 2000". سيعقد المؤتمر بين الساعات 09:00- 17:00 في أوديتوريوم بيت هتفوتسوت في جامعة تل أبيب.

وكانت لجنة أور قد حددت في ملخص تقريرها: "أنه في أحداث أكتوبر 2000 اهتزت البلاد". وأشارت اللجنة إلى سلسلة عوامل وأسباب عميقة خلفت احتقانا في الوسط العربي في إسرائيل وكانت ماثلة في خلفية النتائج الخطيرة للأحداث.  وأشارت اللجنة إلى أنه بين هذه العوامل، كان هناك الإهمال الحكومي لمعالجة قضايا الوسط العربي من جهة، والتصعيد في صفوف الوسط العربي من جهة أخرى. وقد وصف أعضاء اللجنة معالجة الحكومة لقضايا الوسط العربي باعتبارها "قضايا داخلية مهمة وحساسة للغاية تتصدر جدول أعمال الدولة"، أوصوا بمراجعة شاملة في كل ما يتعلق بتعامل الشرطة مع المواطنين العرب.

وأوضح رودنيتسكي أن هدف المؤتمر هو فحص التطورات التي وقعت في العقد المنصرم وتمس بمكانة الأقلية العربية والعلاقات اليهودية العربية في الدولة، وأيضا بحث ومناقشة توصيات لجنة أور على محك العمل والزمن. ومن بين الأسئلة التي ستطرح للفحص والنقاش في المؤتمر: إلى أي حد تمّ تبني وتنفيذ توصيات لجنة اور من قبل حكومة إسرائيل في العقد الأخير؟ ما هي العبر التي استخلصتها شرطة إسرائيل من الأحداث؟ إلى أي حد تمثل أحداث أكتوبر 2000 علامة فارقة في مسيرة تطور الوعي القومي والوطني عند الأقلية العربية في إسرائيل؟ ما هي البدائل المتوفرة للعلاقات بين اليهود والأقلية العربية في الدولة؟

وأشار رودنيتسكي إلى أنه سيشارك في المؤتمر محاضرون كبار من الجامعات ومن منظمات المجتمع المدني، وبضمنها مركز عدالة. وسيلقي البروفيسور شمعون شمير، الذي كان عضوا في لجنة أور، كلمة افتتاحية  كما سيشارك في المؤتمر عضو الكنيست عفو إغبارية، من الجبهة، وعضو الكنيست أوريت زاريتس من كديما اللذان يترأسان سويا اللوبي البرلماني لتطوير العلاقات اليهودية - العربية في إسرائيل.