القدس المحتلة: بقلم وعدسة الصحفية ديالا جويحان

شهد مسرح جامعة القدس (أبو ديس) عرسا جماعيا لعشرة عرسان من المدينة المقدسة حضره الشخصيات الوطنية الفلسطينية وحشد كبير من الأهل،ليلة الخميس(30-7)،وعلى أصوات الأهازيج الزغاريد والتصفيق والأغاني الشعبية والوطنية نزل عرسان العرس الجماعي المقدسي الأول من أعلى المدرج إلى ساحته بمرافقة الكشافة والورود وإطلاق البلاليين في سماء القدس لتصل للعالم أجمع متحدياً بعزيمتهم وإصرارهم باستكمال فرحة العمر للشبان والفتيات الفلسطينيات، وليؤكدوا بزيهم في ليلة زفافهم أن التراث الفلسطيني مازال قائم ولن يغيره التاريخ مهما تطاولت أيدي الاحتلال الإسرائيلي على هذه الأرض. وأقيم العرس الجماعي الأول الذي نظمته جمعية دار الرعاية الصحية والاجتماعية لرعاية الأيتام وبالتنسيق مع قاعات الفردوس، الذي افتتح بتلاوة آيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء.

تسعة شبان وتسع شابات من مدن القدس ورام الله وجنين وقلقيلية اختاروا ان تكون ليلة العمر من القدس وأن يكون زفافهم فلسطينيا شعبيا بعيدا عن التكاليف العالية، اما العريس العاشر وصل متاخرا بسبب الحواجز فاختاروا العرسان احياء التراث الفلسطيني من اخلال ارتداء العرائس الثوب المطرز بدلا من البدلة البيضاء، اما العرسان لبسوا البذلات الخفيفة ومنهم من لم يلبسها، وكان استقبالهم في مدرج جامعة القدس في ابوديس شرق المدينة بالاغاني الشعبية والدبكات، ثم افتتح بتلاوة آيات من القرأن الكريم والنشيد الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء. 

أعرب العريس بهجت مطير من سكان العيزرية عن فرحته الشديدة للمشاركة بالعرس الجماعي الذي يضم  احياءا للتراث الفلسطيني بعيدا عن التقليد المتبع في الأعراس اليوم.

بدوره أوضح العريس رمضان محمد سيدر من مدينة القدس، تشجيع الأهل ومساعدتهم للمشاركة في هذا العرس الجماعي، وأن العرس يوفر عليهم الالتزامات العالية.

أما العريس محمد نبيل الديسي من مدينة القدس قال:" أن الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها أبناء شعبنا الفلسطيني بشكل عام والمواطنين المقدسيين سيئة للغاية، مما أن تكاليف الزواج في هذه الأيام باهظة مما تعيق زواج العشرات من الشبان.

وشكر العريس طارق مطير من جبل المكبر:" وجمعية دار الرعاية الصحية والاجتماعية لرعاية الأيتام، على اهتمامهم بأوضاع الشباب الفلسطينيين ومساعدتهم باستكمال حياتهم الزوجية دون أن يعيقهم شيئاً.  

 بدوره تمني محافظ القدس عدنان الحسيني:" بأن تكون بداية حياتهم حياة أمل وخير وبداية للتغيير في ظروف الحياة الصعبة، وأضاف :"أن احتفال اليوم هو وفاء لمدينة القدس عاصمة الثقافة العربية التي تعيش ظروف صعبة حزينة وبهذا العرس الجماعي تفرح".

وقال :"أن هذا هو حال الشعب الفلسطيني يصر على العيش ويريد الحياة بالرغم من الأحزان والقهر اليومي"، مشددا على أن يكون العرس الجماعي سنة كل عام لمساعدة الشباب على الزواج في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

بدورها أهدت عفاف الدجاني رئيسة جمعية دار الرعاية الصحية والاجتماعية لرعاية الأيتام وعضو الهيئة الإدارية لجمعية الباءة، العرس الجماعي للأسرى الفلسطينيين ولأرواح الشهداء وعلى رأسهم الرئيس الراحل أبو عمار، وشكرت جميع من ساهم في إنجاح هذا العرس من قاعة الفردوس وجامعة القدس الذي أقيم العرس على مدرجها ومكتب المحافظ والأجهزة الأمنية والدفاع المدني وفرق الدبكة والكشافة.   في نهاية الحفل  تلقت درع شهادة شرف وتوجت بلقب جديد    سفيرة القدس للعمل الاجتماعي وباقة من الورود مبروك 

ألقى الشيخ يوسف شحادة كلمة  نيابة عن الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة، تحدث فيها عن أهمية الزواج وأهمية تخفيف المهور والتخفيف من أعباء الزواج وقال :"أن الأعراس الجماعية تذكرنا بالرئيس الراحل أبو عمار الذي كان دائما يذكر الشباب والقدس ولعل أحدا من أبناء العرسان يحمل علم فلسطين ليرفعه فوق أسوار القدس كما كان يتمنى".

وقالت  عفاف الدجاني:"اننا نعلن الانطلاقة باقامة الاعراس الجماعية من القدس لنؤكد انها عاصمة الدولة الفلسطينية ولن نتخلى عنها، كذلك لنؤكد على الوحدة بين مدن الضفة والقدس".

وأوضحت أهداف الجمعية التي وضعتها أمامها وأولها بناء الاسر الشريفة السعيدة حيث حددت عملها ضمن مساعدة الشاب المقبل على الزواج بسبب الظروف المعيشية الصعبة. ودعت الميسورين من ابناء الوطن والعرب والمسلمين المساعدة في مثل هذه الاعراس وتقديم الاموال والدعم لها، من اجل التخفيف عن كاهل الشاب.

هدايا العرسان

من جهتها اوضحت عفاف الدجاني رئيسة جمعية دار الرعاية الصحية والاجتماعية لرعاية الايتام والتي لقبت من قبل اهالي العرسان والجمهور وبحضور  محافظ القدس ومسؤول  وحدة القدس  في مكتب الرئيس بسفيرة القدس للعمل الاجتماعي انه سيتم اعطاء كل عريس "اونصة ذهب" للعرائس وساعات يد لكل منهما من مجوهرات وساعات السلايمه في شارع السلطان سليمان بالقدس، اضافة الى حفل عشاء لعرسان القدس  تبرع به مطعم المهباش وعرسان الضفه تبرع به مطعم القدس في العيزريه وثلاث صناديق ماء وعصير وكولا من الشركه الوطنيه لكل عريس والف قنيه ماء من محلات ابو زهره التجاريه واثواب العرايس تبرع بنصف ثمنهم محلات الاقصى  السنجلاوي في عمارة الاسراء رام الله  وايضا 4 اثواب هديه لرئيسة الجمعيه واعضائها  وحصل كل عريس على 40 صوره + سي دي  للحفل وكانت الحفله جميعها من ضيافه  وجميع الترتيبات على نفقة شركة مدار  وتبرعت جريدة القدس بنشر   جميع ما يختص للعرس من اعلانات  وجامعة القدس  تبرعت بمدرجها الشمالي   
من قلقيلية محمد برهم وسوسن فتوح  
 
العريس محمد برهم وعروسه سوسن فتوح من مدينة قلقيلية فقد رحبا بفكرة الزواج الجماعي للتسهيلات المقدمة للعرسان الجدد اضافة الى احياءه للتراث الفلسطيني البعيد عن التقاليد المتبعة اليوم، واوضحا مدى التشجيع من قبل الاهل لهذه الحفلات. 
  
لم يحالفهما الحظ لحضور حفل زفافهما!!!

اما العريس فضل العمر وعروسه وفاء العمر لم يحالفهما الحظ لحضور حفلة زفافهما، فقد وصلا الى الموقع بعد انتهاء العرس، حيث استغرقت رحلتهما من مدينة جنين الى موقع الحفل تسع ساعات، حيث انطلقوا الساعة الثانية عشرة ظهرا الا أن الحواجز أعاقت وصولهم مبكرا، وسرقت فرحتهم بهذا اليوم، وقامت باطلاق القنابل والغاز تجاههما على معبر قلنديا رافضه تمريرهما رغم توضيحهما للجنود بانهم سيشاركون في العرس الجماعي.  
 
وقال العمر:"رغم ان معبر التفتيش نغص علي وعلى زوجتي الفرحة وتكاد الدموع تنهار من اعيننا، لكن انصح الشباب الأقبال على الزواج الجماعي لتوفير علما انهما مرتبطان منذ عامين وبسبب الاوضاع المعيشية الصعبة لم يستطعان الوصول في الموعد المحدد الزواج.

 كما نتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم وتبرع  ولكل الحضور ولجميع العرسان والعرايس وذويهم ولقاعة الفردوس ولجامعة القدس  سائلين المولى عز وجل ان يحفظهم  لمساندة هذا الوطن .