القدس – أحتفلت الكنيسة الأرثوذكسية امس بتذكار القديسة البارة بيلاجية والتي ضريحها في القدس على قمة جبل الزيتون.عاشت هذه القديسة في القرن الخامس للميلاد حيث ولدت في مدينة أنطاكيه العظمى وكانت تنتمي الى عائلة وثنية وكانت بيلاجية سيئة السمعة أذ كانت معروفة بأنحرافها الخلقي. خطر ببال بيلاجية في يوم من الأيام أن تأتي الى الكنيسة فسمعت قراءة الأنجيل المقدس وسمعت أحد الأساقفة يعظ مفسرا ما جاء في الأنجيل ، فأخترق الكلام الألهي قلبها وأحست بثقل الخطيئة وقررت أن تترك متع هذه الدنيا وأن تكرس ذاتها لله.

ذهبت الى الأسقف وأعترفت أمامه بخطاياها والدموع تنهمر بغزارة من عيناها وقدمت كل ما تملك للأسر الفقيرة وقررت أن تأتي الى القدس لكي تكمل حياتها بالتوبة وبالنسك والتقشف ، وهذا ما حدث أذ فور وصولها الى القدس دخلت الى كنيسة القيامة وسجدت أمام الصليب باكية ثم ذهبت الى مغارة في جبل الزيتون وعاشت حياة النسك والتوحد هناك. رقدت في مدينة القدس ودفنت في مكان قريب من الكهف التي عاشت فيه وهو مكان ما زال باقيا حتى اليوم يؤمه الحجاج والزوار. ومع أن المكان اليوم بيد الأوقاف الأسلامية ويسمى مقام رابعة العدوية إلا أنه يسمح للزوار بالدخول اليه.

صباح اليوم وبمناسبة عيد القديسة بيلاجية أقيم قداس أحتفالي كبير في كنيسة الدير الأرثوذكسي على جبل الزيتون وهو الدير المطل على البلدة القديمة من القدس  في مشهد بانورامي جميل.ترأس الخدمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس يشاركه مصف الأكليروس الموقر وبحضور حشد من الرهبان والراهبات وأبناء الرعية والحجاج.بعد القداس أبتدأ الزياح من الدير الى ضريح القديسة حيث رُفع الدعاء هناك وسجد الجميع عند ضريح القديسة ملتمسين شفاعاتها وبركاتها. كما وصلت في نفس الساعة الدورات الأحتفالية لمقام القديسة بيلاجية من الأديرة الروسية الأرثوذكسية المجاورة وهي دير الصعود ودير القديسة مريم المجدلية.

بعد الزياح عاد الجميع الى كنيسة دير الصعود حيث أختتمت الصلاة وألقى سيادة المطران كلمة تحدث خلالها عن القديسة بيلاجيه التي نالت القداسة بعد دموع  غزيرة وتوبة وأنسحاق قلبيين ، فالقديسة بيلاجية بتوبتها الحارة أعادت الى نفسها والى كيانها وحياتها النعمة التي فقدتها بالخطيئة وأننا نطلب بركاتها وشفاعاتها وصلواتها من أجلنا. كما شكر رئيس الدير الأب أخيليوس وكافة الأباء والأخوات الراهبات على ما قدموه من أجل أن يكون الأحتفال اليوم بشكل لائق.

ثم أقيم في باحة الدير حفل أستقبال حيث وصل عدد من مطارنة الكنيسة اليونانية لزيارة دير الصعود وكذلك ضريح القديسة بيلاجية المجوار.