أحتفال مهيب في كنيسة القيامة في القدس بمناسبة عيد رفع الصليب المكرم
2010-09-28 16:46:35
القدس – أُقيم صباح امس الأثنين قداس أحتفالي كبير في كنيسة القيامة في القدس بمناسبة عيد رفع الصليب المكرم.
ترأس الخدمة غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث يشاركه عشرة مطارنة ، كما شارك العشرات من الكهنة والشمامسة وحضرت الخدمة جموع الحجاج الأرثوذكس الآتين من اليونان وقبرص وروسيا ورومانيا والبلاد الكرجية وغيرها أضافة الى المسيحيين المقدسيين.
أقيم القداس الأحتفالي في كنيسة نصف الدنيا ومن ثم أبتدأ الزياح بخشبة الصليب المقدس حيث حُمل الصليب الأثري لهرقل والذي يزيح فقط في هذا اليوم.
أنطلقت الدورة الأحتفالية من كنيسة نصف الدنيا الى مغارة الصليب حيث المكان الذي أكتشف فيه الصليب من قبل القديسة هيلانة والذي رفعه بطريرك القدس مكاريوس في القرن الرابع للميلاد.
وهنالك أقيمت خدمة رفع الصليب ومن ثم أستمرت الدورة حول القبر المقدس وصولا الى الجلجلة حيث أقيمت هناك خدمة رفع الصليب مجددا وفق ترتيب خاص بكنيسة القيامة.
بعد القداس والزياح توجه الجميع الى الدار البطريركية حيث ألقى غبطة البطريرك كلمة معايدة مرحبا بالحجاج من المطارنة والكهنة والمؤمنين.
يُذكر أن هذا العيد يرتبط مباشرة بكنيسة القيامة لأن فيها المكان الذي أكتشف فيه الصليب المقدس لدى زيارة القديسة هيلانة للقدس. ناهيك عن أن كنيسة القيامة تحتضن المكان الذي فيه تألم وصلب ودفن وقام السيد.
يُذكر أيضا أن صليب هرقل التاريخي والأثري الذي يزيح في هذا اليوم فيه أكبر قطعة من الصليب المقدس الذي صلب عليه المسيح. حيث يتبارك به المؤمنون الذين يأتون من كل حدب وصوب للصلاة في هذا اليوم المبارك.
نبذة تاريخية
في عام 616 أنقضت على كنائس فلسطين هجمة شديدة بقيادة الملك كسرى أحد ملوك الفرس، ففتح القدس ودمر ونهب الكثير من المدن الفلسطينية وغنم الغنائم بما فيها خشبة الصليب المعروضة في كنيسة القيامة التي أبقتها هيلانة.
ولما أعتلى ملك الروم كرسي الملك في القسطنطينية سعى إلى الصلح مع الملك كسرى لكن الأخير لم يرضى ان يعقد صلحاً مع هرقل مهما تساهل في الشروط.
هاجم هرقل جيوش الفرس بجيش جبار وهزمها الواحد بعد الآخر وفر كسرى طالباً النجاة فقتله ابنه شيروه وأسرع الأخير في مفاوضة هرقل، وكان أول شرط في عقد الصلح استرجاع خشبة الصليب والتي كانت في حوزة الفرس لآكثر من ستة عشر سنة، فتسلمها هرقل وجاء بها إلى القدس ليردها إلى مكانها عام 629.
دخول الجلجلة
 دخل هرقل المدينة حاملاً خشبة الصليب على منكبه لابساً التاج والأرجوان ولكنه لما دنا من الجلجلة وحاول التقدم شعر بمانع غير منظور يمنعه من السير، فتعجب هو وموكبه وسألوا البطريرك زكريا فقال: انظر أيها الملك هل يليق بأن تحمل صليب الفداء وأنت تتفاخر بالألبسة الملكية الفاخرة، حيث حمله الفادي الألهي بالتواضع والهوان تحت سياط وسيطرة الجنود في طريق الآلام، فخلع الملك التاج والأرجوان وحتى الحذاء وأرتدى لباساً رثاً وواصل المسير بالصليب المقدس إلى الجلجلة ووضعه هناك.
عادات وتقاليد احتفالية
ولهذا العيد طقوس خاصة ومنها اشعال النار. قصة اشعال النار كما يسردها الكثيرين هي : انه عند اكتشاف صليب المسيح أراد القيمون في القدس ايصال الخبر المفرح إلى الملكة هيلانة في القسطنطينية، فكانت أفضل وسيلة هي إشعال النار على رؤوس وقمم الجبال. فكانت كل المنطقة ترى النار مشتعلة تقوم بإشعال النار في منطقتها إلى أن وصل الخبر إلى الملكة هيلانة. فمن هنا جاء هذا التقليد الذي ما زال قائما حتى يومنا هذا في كافة المناطق المأهولة بالمسيحيين.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق