فاتن ملحم من كفرياسيف 16عام درزيه تتجند لسلاح البحريه
2010-09-07 13:46:54

قد تبدو رسالة  هذه عصبية ولكنها في الحقيقة هي رسالة حب الأب لابنته.. الشقيق لشقيقته رسالة منبعثة من قحط القلب وقحط الرأس، رسالة تنبع من الغيرة على أخت.. ابنة لنا وبغض النظر عن الموقف السياسي المبدئي الذي سنتطرق إليه، أكتب هذه الرسالة بعد أن بادر إلى الحديث معي أحد الشباب الغيورين من دالية الكرمل سائلاً: أنت فلان؟ ثم قدم لي صحيفة " معاريف"وقال بحسرة شديدة:  تفضل أنظر وكتب لنا في زاويتك الأسبوعية عن هذا الموضوع، كان عدد  يوم الثلاثاء 31-8-2010 وقد جاء في صحيفة " أن الفتاة فاتن ملحم من كفر ياسيف أبنه ال16 عاماً أنظمت إلى المدرسة الداخلية لتهيئة ضباط سلاح البحرية . لقد وضعت المادة التي كنت قد أعددتها لزاويتي جانباً وقررت أن أوجه رسالتي هذه.


أختي العزيزة فاتن أسعد الله أوقاتك أما بعد:
بعد قراءتي للخبر انزعجت كثيراً شأني شأن الكثيرين وقررت أن أوجه لك هذا النداء، أعتقد انك بطبيعة الحال تدركين بأنك تحدثين ثغرة وتخلين بثوابتنا الأساسية بحظوتك هذه كما أنك مدركة تماماً بان الإطار الذي تنظمين إليه فيه الكثير  من الأمور التي تتعارض مع قيمنا وتقاليدنا الحميدة، أننا نقيم إدراكك وموقفك  هذا خاصة وأنك اشتراطت بعدم ممارسة الضم والقبل مع زملائك في هذا الإطار، ولكن غاب عنك أمور أخرى كثيرة كثيره، قد تكون نزوة الشباب وحب الشهرة قد وضعتا غشاوة أمام عينك وجعلتك لا ترين الأمور بشكلها البانورامي، جعلتك تنظري إلى المكعب من الأمام، لذلك شاهدتي وجهه الأمامي فقط،  وكان عليك أن أنظري إليه من الزاوية لأنك عندها سترين عدة جوانب تماماً كالمصور الذي يتخذ موقعه المشرف  من الزاوية كي يلتقط أكثر ما يمكن من الشكل، ولو انتهجنا هذه الطريقة وأخذنا الأمر من عدة جوانبه نجد بان كافة جوانب هذا الموضوع غير جيدة وتعالي لنستعرضه وفقاً لهذه المعادلة، فحتى من باب التجارة إذا صح التعبير فهي عملية خاسرة، فقد ثبت بشكل لا مجال فيه للشك بان السلطات لا تفرق بين من يخدمها وبين من يعاديها، ونحن في الكرمل كما في كل القرى نعاني من هجمة عدوانية على أراضينا، أما إذا توقعك بأنه ستسهل أمورك فهذا بالتأكيد سيحدث كي تكوني المصيدة التي يتم من خلالها اصطياد فتيات وجرهم  إلى الجندية وقد أبرز الخبر ذلك بوضوح .


أختي الغالية أقولها بكل صدق، وأكررها أختي الغالية أعيدي حساباتك  فأنت فتاة متفوقة في دراستك تطمحين أن تصبحي طبيبة كما أشار الخبر، وما زلت  في بداية عمرك والحياة  مشرعة أمامك على كل الجهات، فهذا الإطار ليس لك، مجالات النجاح كثيرة يمكنك أن تحققين ذاتك من خلال دراستك، لا تكسري الجرة التي تحوي تقاليدنا وثوابتنا أن هذه الجرة ما زالت بالرغم من  تصدعها  متماسكة فلا تكسريها  وتقولي أنا حرة.
 لا تتحدي مشايخنا الإجلاء..
 لا تقومي بعمل يغضب الله وعبيده..
 لا تكوني أنانية..
 لا تجعلي سعادتك الزائفة العابرة تدمي قلوب كثيرة..
أختي الغالية فاتن الساعة الآن الخامسة صباحاً، اقسم بالله العلي العظيم بأني لم أنم هذه الليلة
 فلا تجعلي من  يؤيد خطوتك هذه  يقول مستقبلاً " يا ريت اقدر أطول أكواعي كي اقرقطهم" وقد حدث ذلك مع كل من تورط، أن ضمائر من يؤيد خطوتك هذه سوف تؤنبهم حتى مفارقتهم هذه الحياة الفانية الخالدة؟!!!!!   فكري جيدا بما أقول..  بل فكروا جيداً، إن "من غلط ورد لا يرد" و " الاعتراف بالخطأ فضيلة " لا تدعوا الشيطان يغريكم. "فماذا تستفيدون لو ربحتم الدنيا وخسرتم أنفسكم" إن كل الأمور تبدأ "أولها دلعة وأخرها ولعة"  تقود إلى جهنم .
أختي الغالية فاتن إذا كان الهدف هو لفت الانتباه والشهرة فنحن نتكفل بان نجعل نجمك يسطع قمراً لا يغيب إلى جانب القمر الذي يحضر ويغيب؟!!.. وسنحافظ على أن يبقى اسمك على مسمى أختاً عزيزة لنا نرفع رأسنا بك وترفعين رأسك بنا . لان الله عز وجل خلق أناملك لمهمات إنسانية وليست للمهمات قتالية، ولا تتكئين على كون إن هناك من الفتيات المسلمات والمسيحيات من تجندن للشرطة والجيش ومنهم من وصلت إلى رتبة كولونيل.


 لا تتكئين على أن نسبة المجندين من الشباب الدروز الذين يجرون إجباريا هم فقط  8% من المجندين العرب الذين يتجندون اختياريا ويخفون حقيقة انتمائهم.  وأعلمي بأنك تجندين في جيش غاشم، يحرق أطفال شعبنا  وشيوخه من رجال ونساء و بواسطة  الفسفور الأبيض والقنابل والعنقودية وكافة القنابل المحرمة دولياً.
 تجندين في  جيش يحتجز النساء الحوامل على الحواجز كي يجهضن كما أعترف الجنرال" لفين"..
تجندين في جيش يقتلع الأشجار ويجرف الأرض..


 تجندين في جيش يهدم البيوت يسرق المياه ويصادر القوت.. أختي العالية إن العملية ليست لعبة ذاتية تعبثين بها كما إن هذا الجيش هو ثالث أسوأ جيش مر عبر التاريخ البشري كله، أن الإمبراطور نابليون عندما حاول احتلال المدينة التي تجاورك - مدينة عكا - وعجز عن ذلك قال له قائد جيشه: "إننا إذا سددنا منافذ مياه الشرب سنجعل المدينة تستسلم بسرعة البرق"
، فقال له نابليون: "إذا كان سيأتي انتصاري بواسطة قتل الأطفال والنساء والعجزة بواسطة تعطيشهم فلا أريد هذا الانتصار"
 أختي الغالية أن هناك محتلين رغم بطشهم الشديد يملكون شيئاً من الأخلاق ولكن هدا المحتل ليس لديه  لحية ممشطة.
 ليس لدية الحد الأدنى من الضوابط الأخلاقية. تراجعي ولا تكوني شريكة في الجريمة ولله ولي التوفيق . 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق