ثلاثة مبادئ أساسية لا يتنازل عنها الدروز الدين والأرض والعرض
2008-04-27 17:09:52

حكومات إسرائيل لم تبد أية حساسية لمبدأ الأرض, هكذا كان في بيت جن ويركا ومنطقة التوفنية (تيفن) وألان في الكرمل. في معظم النضالات السابقة فشلت السياسة الإسرائيلية في مصادرة الأراضي. وهكذا سيكون اليوم. الوزير بنيامين بن العيزر يعرف أكثر من أي وزير أخر في حكومات إسرائيل أهمية الأرض عند الدروز وفقط هو الوحيد الذي يستطيع أن يصد هذا الأمر وغير ذلك ولا أبالغ سترتوي ارض المنصورة والجلمة بالدماء.




خرج يوم أمس السبت ألاف الدروز في مظاهرة ضد محاولات مصادرة الأراضي يرافقهم الم وشعور خيانة الدولة لأبنائها الدروز, شعور بالتعقد والمرارة وإطلاق شعارات لم تسمع من قبل في قرانا.

يكفي فقط وجبة غنية بالغباء السلطوي للبدء في تخطيط مشاريع "قومية" مثل خط الغاز, عابر إسرائيل وخط سكة الحديد على أراضي الدروز خاصة أسبوعين قبل إحياء ذكرى الشهداء.

الغريب في الأمر أن المشاريع "القومية" لا ترى وتعبر أبناء الأقليات, ويشعر الدروز بأنهم مواطنون صالحين فقط عندما يرتدون البزة العسكرية ويدافعون عن الدولة ولكن عندما يعود هذا الجندي إلى بيته يجد أمر بهدم منزلة, أمر مصادرة أراضية وتمييز مدني مستمر.

عندما حضر الدروز إلى المظاهرة في المنصورة رأوا في طريقهم كيف ترصد الدولة ملايين الشواقل في إقامة المصانع في بلدة "التطوير" يوكنعام, مئات المصانع المتطورة, ألاف وحدات السكن, وفقط سفر خمس دقائق من هناك تم دمج قريتين لخلق مدينة ولدت ميتة وأطلقوا عليها في إسرائيل اسم مدينة الكرمل والمصنع الوحيد فيها, مصنع للنسيج, أغلق قبل حوالي الشهر.

هذا الدمج البغيض الذي تسمع منة صرخة التمييز قد يؤدي الى دفع الشباب تشويش يوم إحياء ذكرى الشهداء في عسفيا. يتوجب على حكومة إسرائيل أن تدرك جيدا أن الجيل الصاعد بغض منذ فترة من شعارات "إخوة في السلاح" و "حلف الدم".

نطلب معاملة متساوية لمواطن متساو. حان الأوان ليفهموا أن أحداث البقيعة لم تقع صدفة. هناك شعور باستهتار من قبل السلطة حتى ولو أغلقوا ملفات التحقيق مع رجال الشرطة الذين أطلقوا النار الحية, واستمر عشرات الوزراء بزياراتهم للحمائل التقليدية. يجب الإدراك أنة قام جيل شباب سيكون لصوته صدى كبير قد يخلق "انتفاضة" يصعب التحكم بها.

ما يقلق هو أنة في كل يوم يقوم جسم أخر تصبوا أعينة على أراضينا, سلطة حماية الطبيعة, إدارة البارك, المشاريع القومية, مناطق عسكرية, ولكن النتيجة واحدة وهي مصادرة الأراضي وشد الخناق.

في سنوات الخمسينات, أربع سنوات بعد قيام الدولة دعاني والدي المرحوم للمشاركة في جنازة دفن "ألستن" قطعة سلاح أوتوماتيكية كانت بحوزته وهناك قال لي هذه الجملة المهمة "انتهت الحرب" وبعد 46 عاما اضطررت أن أقول لوالدي, في اليوم الذي انتهت فيه معركتك بدأت معركتي على وجودي وهويتي في دولة اليهود.

كان والدي يمتطي حصانه مرتين في الأسبوع متوجها إلى كفار يهشوع في سهل يزراعيل بهدف التجارة مع زملائه الفلاحين من خلال درب ضيقة كانت تربط المحرقة مع السهل.

واليوم أبشرك يا أبي العزيز بأنني سرت في هذا الدرب للمشاركة في مظاهرة المنصورة وان أحفادك وأحفاد زملائك من أبناء دالية الكرمل قاموا بترميم هذا الدرب.

وعلى ما يبدو حتى ألان لا يفهموا في إسرائيل أن النضال على الأرض هو نضال على الوجود والهوية وسوف يفهمون ذلك. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق