بعد 31 عاما من الفراق,خريجي ثانوية ترشيحا الفوج ال15 يلتقون في أُمسية تملئها الدموع وحنين الماضي
2010-07-30 14:08:26

حين يدور احيانا في مجتمعنا لقاءات أصدقاء أو مجرد حديث بين مجموعات في مجتمعنا,تُستعمل غالبا المقولة الدارجة "فش زي ايامات المدرسة", أو "ما احلى ايام زمان", وعلى هذا الأساس,وبمبادرة جبارة من الأخ فاضل مخول من البقيعة وبمساعدة نادرة الحاج,ابراهيم خوري وداليا عبليني,للقاء نوستالجي مؤثر جدا أٌيم في مطعم الورود لصاحبه سيمون شاهين(طريق تيفن),جمعوا خلاله رفاق دربهم في مدرسة ترشيحا الثانوية والذين تخرجوا منها قبل 31 عاما وبالتحديد,الفوج الخامس عشر للمدرسة سنة 1979. 

  هذا الأمر لم يكن سهلا بالمرة على مُنظمي هذا اللقاء,حيث عملوا منذ عدة أشهر للم شمل هذا الفوج الذي ضم قرابة ال120 طالبا وطالبة,وإستطاعوا أن يجمعوا قرابة ال60 منهم,فدروب الحياة ومشقاتها فرقت غالبيتهم,كل منهم في طريقه,ولكن ما أن إجتمعوا سوية,إنهمرت دموع الحنين والأشتياق لدى مُعظمهم,فبعضهم لم يرى أحد منهم الأخر منذ انهاء الدراسة الثانوية,وبعضهم التقوا في مناسبات متباعدة,ويوجد منهم من يلتقون من حين الى آخر.

 لو كان الأمر مُختصر في بلدة واحدة أو بلدتين لكان الأمر سهلا,لكن اللقاء شمل خريجون من عدة بلدات,ترشيحا,البقيعة,معليا,فسوطة,يانوح,كسرى,حرفيش,حيفا,طمرة,كابول,المزرعة,كفرسميع,كفرياسيف ووصلت حتى احدى الخريجات القاطنة حاليا في نيويورك ,وجاءت في زيارة عائلية للبلاد.

لبعض منهم ظروف خاصة وإعتذروا عن عدم مجيئهم,وهنالك الأخ كمال خوري من ترشيحا والقاطن في الولايات المتحدة,قد تحدث مباشرا مع رفاقه عبر النقال والميكروفون,وكانت لحظة مميزة حين صفق الجميع له عندما ألقى التحية عليهم. 

اللقاء كان مؤثرا وشيقا جدا,فبعضهم كذلك لم يُميز رفاقهم,ف31 سنة من الفراق ليست بالأمر السهل,ولكن ما أن التقت العيون وحنت القلوب, تحولت الأمسية الى عناق الأصدقاء,تبادل الحديث والذكريات التاريخية,ولذة اللقاء كان حين سرد كل منهم حكاية حياته منذ أن إفترقوا,فمنهم من تزوج وأصبح لديه أولادا وحتى احفادا,ومنهم من بقي عازبا ,منهم الطبيب,المحامي,مدقق الحسابات, المهندس أو الأعمال الحرة ومنهم المعلمة أو الممرضة والمديرة ومنهم كذلك من أصبح مشهورا في مجتمعنا أمثال عضو الكنيست السابق شكيب شنان من حرفيش الذي ساهم في إعطاء رونقا لامعا لهذه الأمسية بروح النكتة والمزاح الذي أبداهما, وكذلك المُطرب المعروف كمال سليمان الذي تواجد في بداية الأمسية وتركها لظروف عمله,لكنه أبدى رغبة كبيرة في إجراء لقاء آخر يجمعه مع رفاق الدراسة الثانوية. 

ظروف الحياة فرقت أجسام الحاضرين,لكن أرواحهم وقلوبهم بقيت مُجتمعة ورائحة الحنين الى الماضي طافت في أرجاء القاعة,ولولا ظروف الحياة,لكانوا قد إجتمعوا حتى ساعات الصباح الباكر,وحين آن وقت الفراق الجسدي من جديد,رفضوا الفراق وبقوا دقائق معدودة يتبادلون الحديث والذكريات,ولكن جميعهم إتفقوا على أن تعود هذه اللقاءات عن قريب فغالبيتهم سيحتفلون في العام المقبل بيوبيلهم الذهبي,وجميعهم تعاهدوا على لقاء آخر. 

 ولا بُد ان نذكر لحظة مؤئرة جدا من هذا اللقاء,فقسم من هذا الفوج قد فارقوا الحياة,ولكن رفاقهم لم ينسوهم,ووقفوا دقيقة حداد في بداية الأمسية تخليدا لذكراهم. 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق