افتتاح مؤسسة محمود درويش في كفرياسيف بمشاركة رئيس الوزراء الفلسطيني د. سلام فياض
2010-06-12 22:26:48
افتتح رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، السبت، مؤسسة محمود درويش للإبداع في قريةكفر ياسيف بمدينة الجليل شمال إسرائيل وعلى بعد كيلومترات من مسقط رأس الشاعرالراحل.
وحضر أكثر من 500 فلسطيني بينهم مثقفون وسياسيون وفنانون وأعضاء كنيست عرب وإسرائيليون إضافة إلى عائلة درويش، حفل افتتاح المؤسسة التي ستعنى بمتابعة الأعمال الثقافية الشعرية والروائية وكافة أشكال الكتابة تحت اسم الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض خلال افتتاح المؤسسة "نحن اليوم نلتقي في رحاب سيد الكلمة وفارسها، الذي أسس لفلسطين مشروعها الثقافي الإبداعي، ونقش بحروف لغته الفريدة مشروع الوطنيةالفلسطينية المعاصرة".
وتوفي الشاعر الفلسطيني درويش في التاسع من آب عام 2008، واصدر أكثر من 40 مؤلفا شعريا، وقد تميزت إصداراته باللغة القوية والمؤثرةوالثورية ولقبه الفلسطينيون بشاعر الثورة.
ويعد من ابرز شعراء القرنين الحالي والماضي، ومن أبرز مؤلفاته كزهر اللوز أو أبعد، مديح الظل العالي، يومي اتجرح فلسطيني، في حضرة الغياب، أنت منذ الآن غيرك.
وقال فياض إن "الحدث الذين لتقي من أجله اليوم يشكل امتداداً عضوياً لمسيرة المشروع الثقافي الفلسطيني،المستمد من مكانة درويش، وابداعه وجذور نشأته، واستمراراً لنهوض فكره الثقافي على الصعيدين الوطني والإنساني. كما يمثل أيضاً محطة هامة على درب الابداع والانفتاح الذين يشكلان روح الثقافة والحداثة والقيم والمثل الإنسانية السامية".
وستعنى المؤسسة التي تم افتتاحها اليوم كنوع من التخليد للراحل درويش بتوثيق جميع أعمال درويش الشعرية ومقتنياته الخاصة اضافة الى اقامةالمهرجانات والمسابقات الثقافية.
وولد الشاعر درويش في قرية البروة في منطقةالجليل شمال اسرائيل، ثم رحل مع اللاجئين الفلسطينيين عام 48 إلى لبنان قبل أن يدرس في مدرسة كفر ياسيف التي تم خلالها اليوم افتتاح مؤسسة درويش للإبداع.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

فياض: لن نكون أسرى الخيارات الإسرائيلية بين الحصار أو الانفصال
شدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على ضرورة الاسراع في انهاء الانقسام وحالةالانفصال المأساوية، واستنهاض كامل طاقات شعبنا الموحدة في مواجهة الاستيطان والحصار.وقال: "من هنا ومن على منصة درويش أعلن أننا لن نكون أسرىالخيارات الاسرائيلية بين الحصار أو الانفصال. فلا للحصار ولا للانفصال. فكلناموحدون في مواجهة الحصار، وعلينا أن نكون موحدين أكثر ضد مخاطر الانفصال... فوحدةالوطن هي الطريق للحرية والاستقلال، وهي الطريق لبناء دولة فلسطين، في قطاع غزة وفيالضفة الغربية وفي القلب من ذلك كله القدس الشرقية العاصمة الأبدية لدولتنا، وهيالطريق لحماية حقوق شعبنا كافة، وعلينا جميعاً ان نرتقي لمستوى المسؤولية والأمانةالتي حمّلنا إياها شعبنا".وأكد فياض على أن الجماهير
العربية وقفت دوماً في طليعة قوى السلام في إسرائيل، وكانت دوماً، ورغم ما لحق بهامن ظلم وقمع وتمييز، السبَّاقة في بلورة ودعم طريق السلام العادل بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي، السلام الذي يضمن انهاء الاحتلال عن كامل الأراضيالفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، ويؤمن للشعب الفلسطيني حقوقه التي كفلتها الشرعيةالدولية، وفي مقدمتها حقه في العودة، وفقاً للقرار 194 والمبادرة العربية للسلام،وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدد رئيس الوزراء خلال كلمته على أن نجاح العملية السياسية فيتحقيق أهدافها يتطلب إعادة المصداقية لها، وتصويب مسارها. وقال: "لا يمكن لهذا أنيتم إلا بالقدر الذي يتحمل فيه المجتمع الدولي بنفسه مسؤولية إنهاء الاحتلال،وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لإنهاء أطول احتلال شهده التاريخ الحديث،وضمان حق شعبنا في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتهاالقدس الشريف.
وأضاف "نقول للجميع: إن الحل لن يكون إلا على أساس قراراتالشرعية الدولية والاعتراف بحقوق شعبنا الوطنية". وكما قال درويش "إن أيديناالجريحة ما زالت قادرة على حمل غصن الزيتون اليابس، من بين أنقاض الأشجار التييغتالها الاحتلال، إذا بلغ الإسرائيليون سن الرشد، واعترفوا بحقوقنا الوطنيةالمشروعة، كما عرفتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حق العودة والانسحاب الكامل منالأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967، وبحق تقرير المصير في دولة مستقلة ذاتسيادة، وعاصمتها القدس. إذ لا سلام مع الاحتلال ولا سلام بين سادة وعبيد". وقال "أضيف: لا سلام مع الاستيطان، ولا سلام دون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينالمستقلة، ولا سلام مع أي مسٍ بمكانة الجماهير العربية في اسرائيل".
واعتبرفياض إلى أن افتتاح مؤسسة محمود درويش للابداع في كفر ياسيف في الجليل، يشكلامتداداً عضوياً لمسيرة المشروع الثقافي الفلسطيني، المستمد من مكانة درويش،وابداعه وجذور نشأته، واستمراراً لنهوض فكره الثقافي على الصعيدين الوطنيوالإنساني. كما يمثل أيضاً محطة هامة على درب حمل رسالتيّ الابداع والانفتاح اللتينتشكلان روح الثقافة والحداثة والقيم والمثل الإنسانية السامية، وقال: " نؤكدالتزامنا الكامل للنهوض بالمشروع الثقافي الفلسطيني، وأصالته التي أسس لها درويشوكل الرواد، وبآفاقه الإنسانية الرحبة والمنفتحة على العالم وثقافاته، ونعتبرهمكوناً أساسياً من مكونات تجسيد الهوية الوطنية في دولة فلسطين، وتعبيراً عن روحمشروعنا الوطني، وقلبه النابض. فالدولة التي نسعى لإقامتها، هي دولة القيمالانسانية النبيلة، التي تعتبر الابداع ركناً بارزاً في فسيفساء بنائها الجميل،وتطلق روح القدرة على الانجاز والثقة بالقدرة على تحقيقه، والتي لن يكتمل البنيانبدونها".وأضاف "لن تكون الثقافة التي حمت الهوية حجراً يهمله البناؤون.فإذا كانت الثقافة هي حارسة الهوية، فلن تجسد الهوية في دولة فلسطين دون الثقافةصرحاً بارزاً، وليس حجراً منسياً".

كلمة رئيس الوزراءسلام فياض في افتتاح مؤسسة محمود درويش للابداع - كفر ياسيف
يسعدني ويشرفني أن أكون معكم في هذه المناسبةلافتتاح مؤسسة محمود درويش للابداع. وأشعر بسعادة خاصة، وأنا بينكم اليوم في كفرياسيف، التي تعود إلى 3000 سنة قبل الميلاد، وتحتضن أقدم المدارس في الشمال، وخرجتالعديد من الشعراء والفنانين والمبدعين، وعلى رأسهم محمود درويش.
نلتقي فيرحاب سيد الكلمة وفارسها، وربيع الابداع لجمال الفراشة ونعومة زهرة اللوز، وعمقجذور الزيتون التي تحمي أرضنا كما تحمي قصيدته أصالة ثقافتنا. لقد أسس لفلسطينمشروعها الثقافي الابداعي، ونقش بحروف لغته الفريدة مشروع الوطنية الفلسطينيةالمعاصرة الذي أسس له وقاده الخالد ياسر عرفات. وبين راحتيهما، وفي قلبيهما، كما فيحدقات عيونهما، كانت القدس قبلة مشروعنا الوطني والثقافي الانساني، كيف لا؟ وهيعنوان الاخلاص الأبدي لرسالة الأنبياء، الذين رفعوا على مدى التاريخ راية الانسانيةوقيمها السامية، بل وقاوموا كل اضطهاد مهما كان لونه أو طبيعته. وسيظل وفاؤنا للقدسرمز الوفاء لرسالة الأنبياء. فهي مفتاح السلام للبشر، وأمل أطفال فلسطين بالحريةوالكرامة، وهي درة التاج وعنوان العدل والسلام والابداع.
نعم، لقد تجاوزدرويش بإبداعه وعذوبة روحه جدران العزلة الفكرية والثقافية، وانتصر بانسانيتهلانسانيتنا وأعاد صياغة فلسطين لتكون أم البدايات وأم النهايات. فكما لا يمكن فصلفلسطين عن تاريخها وابداعات شعبها، فإنه أيضاً لا يمكن عزل نهضتها المتجددة نحوالحرية والانعتاق عن أشعاره وكلماته ومشروعه الثقافي المتجسد في وصيته لشاعر شابيواصل حمل رايته نحو الحرية والإنسانية الرحبة، أو لشابة ترسم رقصة الأمل، أو فلاحيحمي زيتون الأرض ويزرعها سنابل، لتتواصل رحلته الممتدة من البروة الأولى في تيهالتشرد وعنفوان التجدد والبحث عن الأمل، لتتواصل فصول الرواية التي لا تنتهي، بلتتجدد بجمال أكثر زهواً في تلة تطل على مشارف القدس، تزهر فيها أشجار اللوز، وتحتضنذكراه وميلاده، حضوره وغيابه، أشعاره وآماله، لا، بل آمال شعب مصمم على الحياة،والتي أعطى لها ولكلماتها معنىً جعل ما على هذه الأرض يستحق الحياة، يا سيد الكلمةوصانع فضائها.

إن الحدث الذي نلتقي من أجله اليوم يشكل امتداداً عضوياًلمسيرة المشروع الثقافي الفلسطيني، المستمد من مكانة درويش، وابداعه وجذور نشأته،واستمراراً لنهوض فكره الثقافي على الصعيدين الوطني والإنساني. كما يمثل أيضاً محطةهامة على درب حمل رسالتيّ الابداع والانفتاح اللتين تشكلان روح الثقافة والحداثةوالقيم والمثل الإنسانية السامية.

وهنا، فإننا نؤكد التزامنا الكامل للنهوضبالمشروع الثقافي الفلسطيني، وأصالته التي أسس لها درويش وكل الرواد، وبآفاقهالإنسانية الرحبة والمنفتحة على العالم وثقافاته، ونعتبره مكوناً أساسياً من مكوناتتجسيد الهوية الوطنية في دولة فلسطين،و تعبيراً عن روح مشروعنا الوطني، وقلبهالنابض. فالدولة التي نسعى لإقامتها، هي دولة القيم الانسانية النبيلة، التي تعتبرالابداع ركناً بارزاً في فسيفساء بنائها الجميل، وتطلق روح القدرة على الانجازوالثقة بالقدرة على تحقيقه، والتي لن يكتمل البنيان بدونها. وأقول: لن تكون الثقافةالتي حمت الهوية حجراً يهمله البناؤون. فإذا كانت الثقافة هي حارسة الهوية، فلنتجسد الهوية في دولة فلسطين دون الثقافة صرحاً بارزاً، وليس حجراًمنسياً.

إنه لشرف كبير بالنسبة لي أن أتواصل معكم مباشرة، في رحاب محموددرويش، ومن خلالكم مع كل أبناء شعبنا الذين صمدوا على أرضهم، هنا في الجليل والمثلثوالنقب، والذين انتصروا لهويتهم العربية الفلسطينية، وتمكنوا بفعل هذا الصمودالبطولي، رغم كل سياسات التمييز والظلم الذي لحق بهم، من كسر حواجز العزلةوالتشكيك، ومحاولات التشويه الظالمة وفارغة المضمون التي لحقت بهم في مرحلة ما بعدالنكبة... فالدرس الذي انتصرت به الجماهير العربية هنا، وجعلته نموذجاً نتعلم منهونحتذي به، تمثل في الثبات على الأرض والصمود في وجه كل محاولات الطمس والالغاء.وهذا بحد ذاته يستحق منا، ومن كل الشعوب العربية، كل التقدير والثناء. فخلاصة هذهالتجربة الغنية شكلت ومازالت تشكل نموذجاً للصمود والثبات لشعبكم في الأرضالفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وإصراره على التمسك بحقوقه الوطنية المشروعة، وفيمقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وتفاني هذا الشعب في نضاله المتواصل لنيل حقوقه كافةبقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعبالفلسطيني.

نعم، هذا هو الدرس الأهم وخلاصة التجربة التي يحق للجماهيرالعربية في اسرائيل أن تعتز بها وتفخر. فهذا الدرس يشكل الإسهام الأهم الذي قدمتهالجماهير العربية للحركة الوطنية الفلسطينية ولنضال شعبنا المتواصل لنيل حقوقهالمشروعة. ويكفيكم فخراً أن هذه الجماهير هي التي أنجبت محمود درويش، أحد أبرزأعمدة الوطنية الفلسطينية، كما انجبت القادة الأوائل من الرواد، الذين حملوا الرايةدفاعاً عن شعبهم وحقه في البقاء والحياة على أرضه... وفي مقدمتهم القادة توفيقطوبي، واميل توما، واميل حبيبي، وتوفيق زيَّاد، وكل الرواد القادة،... قادة مدرسةالصمود وتحدي الظلم، والتي حمل درويش صوتها ومعاناتها وحقها الطبيعي في الحياة إلىكل أرجاء الكون.

واسمحوا لي هنا أيضاً أن أتوجه بالتحية إلى كل قوى السلاموالديمقراطية المناهضة للاحتلال، في اسرائيل. وليس من باب المجاملة أقول: إنالجماهير العربية وقفت دوماً في طليعة قوى السلام في إسرائيل، وكانت دوماً، ورغم مالحق بها من ظلم وقمع وتمييز، السبَّاقة في بلورة ودعم طريق السلام العادل بينالشعبين الفلسطيني والاسرائيلي، السلام الذي يضمن انهاء الاحتلال عن كامل الأراضيالفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، ويؤمن للشعب الفلسطيني حقوقه التي كفلتها الشرعيةالدولية، وفي مقدمتها حقه في العودة، وفقاً للقرار 194 و المبادرة العربية للسلام،وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدسالشرقية.

إن نجاح العملية السياسية في تحقيق أهدافها يتطلب إعادة المصداقيةلها، وتصويب مسارها. ولا يمكن لهذا أن يتم إلا بالقدر الذي يتحمل فيه المجتمعالدولي بنفسه مسؤولية إنهاء الاحتلال، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلةلإنهاء أطول احتلال شهده التاريخ الحديث، وضمان حق شعبنا في تقرير مصيره وإقامةدولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف. ونقول للجميع: إن الحللن يكون إلا على أساس قرارات الشرعية الدولية والاعتراف بحقوق شعبنا الوطنية. وكماقال درويش "إن أيدينا الجريحة ما زالت قادرة على حمل غصن الزيتون اليابس، من بينأنقاض الأشجار التي يغتالها الاحتلال، إذا بلغ الإسرائيليون سن الرشد، واعترفوابحقوقنا الوطنية المشروعة، كما عرفتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حق العودةوالانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967، وبحق تقرير المصيرفي دولة مستقلة ذات سيادة، وعاصمتها القدس. إذ لا سلام مع الاحتلال ولا سلام بينسادة وعبيد". وأضيف: لا سلام مع الاستيطان، ولا سلام دون القدس الشرقية عاصمة لدولةفلسطين المستقلة، ولا سلام مع أي مسٍ بمكانة الجماهير العربية فياسرائيل.

لقد اعلنت السلطة الوطنية في آب الماضي برنامجها "فلسطين: انهاءالاحتلال وإقامة الدولة" الذي أتى من واقع التجربة الملموسة لشعبنا وحقوقه الطبيعيةفي الحرية والاستقلال والعودة. فهذا البرنامج ببساطة يشكل أداة فعل لهزيمة اليأسوالاحباط، وانتصار الثقة بالنفس والقدرة على الانجاز، والتي نراها يوميا مع كل طفلةتشق طريقها للمدرسة، ومع كل طريق يعبد، وكل مصباح يضاء، ومع كل عيادة تؤمن العلاجللمرضى، ومع كل مشروع يعزز صمود شعبنا ويقربه من لحظة الخلاص من الاحتلال. ومع ذلكوقبله وبعده، مع كل فرصة إبداع تمنح لفنان أو شاعر أو كاتب أو مسرحي أو سينمائي،وفي بيئة قادرة على حماية هذه الابداعات، وتطويرها. فثقل الاحتلال وممارساته لنيجعلنا نغفل عن واجبنا في رعاية ودعم المشروع الثقافي والنهوض بكامل مكوناته.فالمشروع الثقافي هو البوصلة التي تمكننا من الاّ نضل الطريق.

إن برنامجانهاء الإحتلال وبناء الدولة، أيها السيدات والسادة، ليس مشروعاً خيالياً بعيدالمنال، بل هو فعل مقاوم عنيد، وورشة حقيقية للعمل الجاد والمنظم، بدأ يتحول إلىورشة تعزز الانجاز وتعجل في تحقيقه. وما نحتاجه دوماً هو تضافر العقول والجهودوالأيادي. فلا وقت لدينا لانتظار العالم حتى ينصفنا، ولا وقت لدينا حتى تفيق غطرسةالقوة من عنجهيتها. فما نسعى إليه هو الخلاص من المرحلة الانتقالية، وقيودهاالمجحفة، وليس الدخول في مراحل انتقالية جديدة. نعم، إن ما يسعى اليه شعبنا، وتعملالسلطة الوطنية على تحقيقه، هو الخلاص التام من الاحتلال ومراحله الانتقالية،والدخول في عهد جديد هو عهد الحرية لشعبنا، عهد الدولة المستقلة كاملة السيادة،وعاصمتها الأبدية القدس الشريف... عهد السلام الحقيقي والأمن الراسخ لشعوبالمنطقة.


إن جوهر برنامج عمل الحكومة، يرتكز أساساً على استكمال بناء مؤسساتدولة فلسطين وبنيتها التحتية، تمهيداً لاقامة الدولة، وبما يوفر في الوقت نفسهمقومات الصمود لشعبنا ويعزز قدرته على حماية أرضه. وهذا المسار يتكامل عضوياً معمسار المقاومة الشعبية السلمية لاستنهاض عناصر القوة الذاتية، وإسناد مسار النضالالسياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية مع كافة الأطراف الدولية وفي كافةالمحافل. وتمثل هذه المسارات الثلاث في مجملها حلقات مترابطة وركائز أساسية لانجازمشروعنا الوطني.
نعم، إن التنامي الملموس لحالة الوعي والالتفاف الشعبي حولالمقاومة الشعبية السلمية، والجهد الوطني المبذول لبناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتهاالتحتية، كمسارين متلازمين، يتكاملان مع مسار النضال السياسي لتوسيع قاعدة الإجماعالدولي، ونقله من تأييد حقوق شعبنا العادلة، ودعم خطة سلطته الوطنية لإقامة مؤسساتدولة فلسطين، إلى تدخل فاعل ومباشر في العملية السياسية لضمان انهاء الاحتلال،وتمكين شعبنا من تحقيق أهداف مشروعه الوطني. "فالبقاء مقاومة"، وتعزيز قدرة شعبناعلى البقاء في مواجهة المشروع الاستيطاني الاحتلالي يمثل المربع الأول في اي جهدحقيقي يستهدف انهاء الاحتلال. وإن هذا الأمر يترافق مع ما نشهده من تنامٍ واضح فيالوعي الدولي بشأن المشروع الاستيطاني الإسرائيلي، بكل ما يمثله من خطر على أيةامكانية لضمان تحقيق حل عادل ودائم يكفل لشعبنا حقه في العيش بحرية وكرامة في وطنله. ويبدو ذلك جلياً في المواقف الدولية المتنامية والتي تم إعلانها في بيانالاتحاد الأوروبي في شهر كانون أول العام الماضي، وبيان اللجنة الرباعية في موسكوفي شهر آذار من العام الحالي، بكل ما تضمناه من عناصر قوة أساسية مساندة لحقوقناوقضيتنا العادلة. إذ أعلن العالم بوضوح أنه لا يعترف بضم القدس الشرقية، وأن وضعالقدس يشكل قضية أساسية من قضايا الوضع النهائي، ويجب حلها وفق مرجعية واضحة تقومعلى قرارات الشرعية الدولية، وقواعد القانون الدولي، وعلى أساس حدود الرابع منحزيران عام 1967. كما أكد دعمه الواضح لخطة السلطة الوطنية الفلسطينية في مجالالبناء والإعداد لقيام الدولة،.. فالعالم يقف اليوم موحداً مع حق شعبنا في العيشبحرية وكرامة في دولة مستقلة له. وفي هذا كله عناصر قوة إضافية لشعبنا في هذهالمرحلة من مراحل نضاله الطويل، علينا أن نحسن استثمارها، ونتحرك وفقها، وبما يمكنشعبنا من انجاز حقوقه الوطنية، بما فيها حقوقنا في القدس الشرقية كعاصمة لدولةفلسطين.


إن تحقيق هذه الأهداف يتطلب الإسراع في إنهاء الانقسام وحالةالانفصال المأساوية، واستنهاض كامل طاقات شعبنا الموحدة في مواجهة الاستيطانوالحصار. ومن هنا ومن على منصة درويش أعلن أننا لن نكون أسرى الخيارات الإسرائيليةبين الحصار أو الانفصال. فلا للحصار ولا للانفصال. فكلنا موحدون في مواجهة الحصار،وعلينا أن نكون موحدين أكثر ضد مخاطر الانفصال... فوحدة الوطن هي الطريق للحريةوالاستقلال، وهي الطريق لبناء دولة فلسطين، في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفيالقلب من ذلك كله القدس الشرقية العاصمة الأبدية لدولتنا، وهي الطريق لحماية حقوقشعبنا كافة، وعلينا جميعاً ان نرتقي لمستوى المسؤولية والأمانة التي حمّلنا إياهاشعبنا.
وفي الختام، أحيي جهودكم وأبارك لكم هذا الانجاز، وأؤكد لشعبنا أنالسلطة الوطنية سترعى وتدعم كلالمبادرات الكفيلة بمواصلة اندفاعه الفكر والثقافةوالفنون والآداب والإبداع بكافة مكوناتها، وذلك بهدف تكريس هويتنا الثقافية، وتعميقوحدة المثقفين في الداخل والخارج، ولمواجهة كل أشكال الإلغاء والتغريب والاستلاب،ولتطوير علاقتنا الثقافية مع عمقنا العربي ومحيطنا الإنساني.
هذا عهدنالكم. فقوتنا تكمن في توفير المناخ الحرّ للإبداع، بكل مكوناته، باعتبار الحريةشرطاً للحصانة الوطنية... هذا هو وفاؤنا لدرويش وروحه المحلقة في سمائنا... وهذا هوالتزامنا لشعبنا، ولن نحيد عنه.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق