من  حارث عيسى – الطيرة

الجو السائد في جميع البلدات والقرى العربية يسوده  الحزن والغضب ويتوحد بجميع أطيافه السياسية لهول المصاب، يتشح بالسواد وتتردد على مسامع الجميع كلمات الإدانة والشجب، وحالة السخط والحنق وذلك بعد أن اتضحت معالم الصورة بأكملها لما جرى فجر يوم الاثنين 31/5/2010 عندما تمّ اقتحام سفن الإغاثة المتجهة إلى غزة قادمة من تركيا وعلى متنها المئات من نشطاء السلام المتضامنين مع أهل غزة المحاصرين منذ أشهر طويلة، وهم من مختلف الجنسيات العربية والعالمية.

في الطيرة لم يختلف المنظر عن ما جرى في مختلف  المناطق، وكان التحرك سريعاً حيثُ سارع عشرات النشطاء السياسيين من مختلف الأحزاب والأطر للتعبير عن تضامنهم الكامل مع نشطاء السلام الذين شاركوا "بأسطول الحرية" في سبيل كسر الحصار المفروض على قطاع غزة وتعرضوا لاعتداء وحشي أودى بحياة العديد منهم، وذلك بتنظيم تظاهرة سلمية رفع بها المتظاهرون شعارات شجب واستنكار للطريقة التي تعامل بها الجيش الإسرائيلي مع قضية قافلة الحرية.

هذا وكانت  لجنة المتابعة العليا قد قررت في وقت سابق من هذا اليوم خلال اجتماعها الطارئ إدانة هذه الجريمة بشدة، باسم الجماهير العربية الفلسطينية وقياداتها في البلاد، وخصوصا أنّ عملية القرصنة تمّت في المياه الدولية، وأنّ المشاركين في أسطول الحرية هم من المدنيين. كما حملت لجنة المتابعة العليا المؤسسة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة لهذه الجريمة وتبعاتها على كل المستويات. وأيضاً حذرت اللجنة السلطات الإسرائيلية من استفزاز المتظاهرين في المدن والقرى العربية كحق طبيعي وشرعي.

وفي البيان الذي أصدرته الحركة الإسلامية والجبهة والتجمع وتمّ نشره وتوزيعه خلال التظاهرة أكدت مدينة الطيرة بكل قواها السياسية وقوفها في الصف الوطني إلى جانب سائر البلدات العربية في البلاد ودعم الإضراب العام يوم الثلاثاء 1/6/2010 تعبيراً عن السخط والغضب على الجرائم الإسرائيلية البشعة، وتنديداً باستمرار الاحتلال والحصار على قطاع غزة