فخامة رئيس الدولة السيد شمعون بيرس المحترم

فضيلة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية المحترم

رجال الدين الأفاضل

سعادة الوزير أفيشاي برافرمان المحترم

رئيس اللجنة القطرية السيد رامز جرايسي ورؤساء البلديات والسلطات المحلية المحترمين

الوزير السابق السيد صالح طريف المحترم

عضو الكنيست السيد حمد عمار المحترم

القائم بالأعمال ,نواب الرئيس وأعضاء المجلس البلدي المحترمين

الضيوف الكرام مع حفظ الألقاب للجميع

أيها الحفل الكريم

نحتفل وإياكم في هذا الحفل الكريم، مع حدث مميز ألا وهو مرور مائة عام على تأسيس أول مجلس بلدي لمدينة شفاعمرو، هذه المدينة التاريخية المجيدة، والتي سطع نجمها في سماء المنطقة كمدينة محافظة على تراثها وارثها الحضاري والثقافي وكمؤسسة خدماتية رائدة. 

شفاعمرو، امتداد تاريخي عريق، ارتبط اسمها تاريخياً بعمرو بن العاص وصلاح الدين والمعري وظاهر العمر، وانجبت حديثا كوكبة من العلماء والأدباء والمفكرين، شفاعمرو التي ألهمت الشعراء والكتاب فكانت نورا للكلمة ومنارة للفكر، شفاعمرو التي لمع اسمها في المنطقة حتى أنها لقبت "لؤلؤة الجليل".

نحتفل اليوم بالذكرى المئوية الأولى لإقامة أول مجلس بلدي في شفاعمرو في عام 1910، وإن دل هذا على شيء فانه يدل على المكانة الادارية والجغرافية التي تمتعت بهما شفاعمرو ، اضافة الى عمقها التاريخي. فشفاعمرو لا يختزل تاريخها بمائة عام، انما يعود تاريخها الى مئات بل آلاف السنين، والآثار العظيمة والنادرة المتوفرة فيها خير شاهد على ذلك.

اخوتي، أخواتي، ايها الحفل الكريم

تميزت شفاعمرو دائما وعبر تاريخها الطويل بالنسيج الاجتماعي الخاص بها. حيث عرفت حاراتها وأزقتها التعددية الدينية والاجتماعية والسياسية قبل أن تكتشف التعددية، لقد عاش في شفاعمرو المسيحي ومعه المسلم ومعه الدرزي ومعهم اليهودي حتى وقت ليس ببعيد، عاشوا معا بوئام ومحبة وتعاون، في ظل انتمائهم لهذه المدينة العريقة. وقد سجل عدد من أبناء شفاعمرو المخلصين من كتاب وباحثين تلك المآثر في كتبهم التي حفظتها الذاكرة التاريخية لأبناء بلدنا الكبار سنا وشأنا، وتشكل تلك المآثر أفضل العبر والدروس الاجتماعية للأجيال القادمة، والتي تحثنا على التمسك بتلك القيم الأصيلة التي رسخها أجدادنا وآباؤنا. وبهذه المناسبة ونحن نستذكر في احتفالاتنا ونسجل تلك المآثر ما أحوجنا نحن أيها الأخوة في هذا البلد الطيب، ومن كل المشارب والانتماءات ألا ننسى انتماءنا الأول والكبير وهو انتماؤنا لشفاعمرو، كم يجدر بنا أن نتعالى عن خلافاتنا الصغيرة وأفكارنا المتعددة والمشروعة وميولنا الشخصية الطبيعية، لكي نعود لحضن أمنا التي تجمعنا كلنا دون فرق أو تفضيل، حضن أمنا شفاعمرو، فمهما حاولنا أو تباعدنا أو تساءلنا ليس لنا إلا حضن واحد ومصير واحد ألا وهو شفاعمرو.    

إن مسيرة قرن للمجلس البلدي تميزت بوجود ادارات عملت قدر استطاعتها من أجل تطور هذا البلد ودفعه للأمام، وما زال ينتظر شفاعمرو الكثير مما تستحقه، ومنذ اليوم الأول لاستلامنا هذه الأمانة بدأنا العمل ومن خلال منظورنا ورؤيتنا للعمل البلدي حيث وضعنا نصب أعيننا، وفي سلم أفضلياتنا الاستثمار في الانسان الشفاعمري، أغلى ما نملك. يهمنا الطفل كما يهمنا الكهل ولا تقل أهمية عنهما المرأة، ولذا بادرنا لإقامة أول مجلس نسائي بلدي في المدينة، يعمل الى جانب البلدية وبالتنسيق معها من أجل تطور المجتمع، كما ازداد اهتمامنا ورعايتنا للمسنين، هذا الجمهور الذي يمثل الآباء والأجداد والذي يستحق منا كل رعاية وتكريم. كما التفتنا الى الأطفال والفتيان، أجيال المستقبل، ولهذا كان في أول اهتماماتنا، بناء المدارس والحضانات، ليس بناء ماديا فحسب، بل بناء الانسان فيها، لذا كثفنا من اهتمامنا التربوي، ودعونا الادارات والهيئات التدريسية من خلال زياراتنا ولقاءاتنا الى العمل والتضحية في سبيل بناء انسان شفاعمري متعلم، مثقف والأهم منتم لبلده وشعبه وحضارته. ونريد من خلال هذا التواصل أن يشعر كل شفاعمري بانتمائه لبلده وأن يكون محبا له مفاخرا به، يعمل ويضحي من أجله كما يعمل ويضحي لبيته.

فخامة الرئيس أيها الحفل الكريم 
كما تعلمون نحن لا نعيش في جزيرة معزولة أو في مكان مغلق. نحن مواطنون في دولة نعرف ونحترم قوانينها، وأثبت المواطنون العرب وعيهم من خلال التعاون مع الدولة ومؤسساتها، فهم حافظوا على لغتهم وهويتهم وثقافتهم العربية، لكنهم انسجموا مع الواقع الجديد وتعايشوا معه، لكن الفجوة ما زالت واسعة، ومن واجب المسؤولين أن يسعوا ويواصلوا السعي من أجل سد الفجوات والنواقص، كي يطمئن المواطنون العرب ويشعروا فعلا أنهم متساوون مع اخوتهم اليهود. ونحن نرى فيك يا فخامة الرئيس خير من يمثل الصوت العقلاني والواقعي داخل السلطة الحاكمة، وعليك نعلق الآمال الكبيرة ومن خلال موقعك في رئاسة الدولة في دفع العمل نحو تحقيق المساواة والعدل، خاصة وأن لدينا قضية ما زالت معلقة وننتظر تدخلك الشخصي فيها، وهي اغلاق ملف الشبان الشفاعمريين المتهمين بقتل المجرم نتان زادة، لكي نضع حدا لمعاناة العائلات وتهدأ النفوس