مدير مدرسة الهدى الأهلية المربي إياد عامر في حوار صريح وشامل
2010-05-07 16:12:23

ليس سهلا أبدا  أن تتحاور مع  رجل تربية  من الطراز الأول كالمربي إياد عامر, يحمل حبا وعشقا بقلبه  ونورا وإيمانا  وثورة  من اجل النهوض بجيل واعِ مؤمن مثقف وصالح.  ولكنه ممتع جدا ولا سيما بما تلامس  ما لديه من ثقافة واسعة شاملة متنورة,  وقدرة على استيعاب  جميع الآراء المختلفة  عنه   إيمانا منه  أن الإسلام قبل كل شيء حياة ومعاملة  واحترام وتقبل الآخر  بل ونصرة المظلوم في كل حال من الأحوال.

رانية مرجية  وهاجر أبو غانم 

السيرة الذاتية

  ولد في  قرية كفر قاسم لأسرة مكونة من 10 أبناء, درس الابتدائية في مدرسة الغزالي في كفر قاسم ليكمل دراسته الثانوية في المدرسة الشاملة في كفر قاسم في عام 1981. ليلتحق بكلية بيت بيرل حيث حصل على شهادة BED وشهادة التربية في العلوم الطبيعية  تخصص بيولوجيا - كيمياء, ثم التحق بجامعة  بار ايلان وحصل على اللقب الثاني في موضوع اللغة العربية بامتياز ليكمل دراسته للحصول على اللقب الثالث في اللغة العربية والحضارة الاسلامية, كما انه حاصل على ماجستير ثانِ في الادارة والقيادة التربوية (ניהול ומנהיגות בחינוך) من مركز التعليم الآكاديمي في اور يهودا.  كما انه يحمل شهادة مترجم للغتين العربية والعبرية.

والجدير بذكره أن المربي إياد عامر بدأ حياته العملية  كمدرس  في  مدرسة ابن سيناء بعرعرة  النقب, حيث عمل هنالك بجد ونشاط لمدة أربعة سنوات  متتالية وذلك خلال السنوات 86-90.

ومن هنالك انتقل للتدريس بمدارس كفر  قاسم  وتخصص بالإرشاد  وحصل من جامعة تل  أبيب على شهادة  مرشد قطري  للعلوم  وعمل من سنة 1991 لغاية سنة 1996 كمرشد للمعلمين  في مدارس المركز والشمال, وفي  سنة 19981999 بدأ العمل كمحاضر ومرشد تربوي في كلية  احفا, واستمر بذلك حتى عام  2006.

هذا ويعمل الاستاذ إياد عامر,  اليوم كمحاضر ومرشد تربوي في كلية بيت بيرل  إضافة إلى انه مديراً لمدرسة الهدى الأهلية  في الرملة,  وليس سرً على أحد أن  للمربي اياد عامر نشاطات إنسانية دينية إبداعية  جمة, فقد شارك بعشرات الندوات الدينية والاجتماعية في أغلب مدن وقرى فلسطين إضافة  لنشر العديد من المقالات  الدينية والتربوية  التي قام  بكتابتها,  هذا ويشارك سنويا  بقوافل العمرة إلى السعودية, ويساهم في أعمال الخير والإصلاح بين الناس من خلال لجان الإصلاح  أو المحاكم الشرعية في البلاد. 

مدرسة الهدى  في تطور مستمر

تأسست مدرسة الهدى عام 2006 وضمت في البداية حوالي 128 طالبا, وقد قامت جمعية الهدى بتأسيسها بعد أن خاضت مضمار الروضات  الإسلامية في مدينة الرملة  حيث توزعت روضاتها في الأحياء المختلفة في حي الرباط وحي الجواريش وفي قلب مدينة الرملة. وكان إقامة مدرسة  إسلامية أهلية حلم قد راود جمعية الهدى  منذ تأسيسها عام 1994, حتى منَ الله  علينا بالتقدم لمناقصة أعلنت عليها بلدية الرملة وقمنا بتأجير مبنى المدرسة الحالي الذي كان يسمى سابقا بمدرسة سيناي وهكذا ازداد عدد  المنتسبين إلى المدرسة حتى وصل اليوم إلى 430 طالبا موزعين على الصفوف   ابتداءً من الصف الأول وانتهاءً بالصف العاشر  وأضاف الاستاذ للمدينة انه بنيتنا الاستمرار لإكمال  الحلقة  التي تميّز هذه المدرسة وهي أن يدرس الطالب فيها من الروضة  حتى ينهى المرحلة الثانوية  ويحصل على شهادة بجروت كاملة.

ان ما يميّز هذه المدرسة اضافة لما ذكر هو كادرها التعليمي وطاقمها المثابر النشيط المجتهد والمتخصص, فيعمل في المدرسة اكثر من 36 معلماً ومعلمة في كافة التخصصات, بالاضافة الى كوادر الموظفين الآخرين. 

عن الصعوبات والتحديات

مثلنا مثل الذي يبدأ أي عمل كان, فان البداية تكون صعبة, وهكذا في البداية, لقد واجهتنا  صعوبات جمة  تتعلق بإعداد  وتهيئة  المبنى الحالي حيث تقدم المتبرعون وأصحاب الخير ليتبنوا مشروع ترميم  هذا المبنى وإعداده  إعدادا كاملا يتلاءم مع متطلبات الوزارة ومتطلبات العصر حيث أعدت الصفوف  إعدادا كاملة لتتاح الفرصة للطالب ويعطى الجو التعليمي الملائم  كما وواجهتنا صعوبات في الأعداد الهائلة التي تصل إلى المدرسة لاستيعابهم  فبحكم أن المبنى محصور بعدد من الصفوف لم نتمكن من استيعاب الكثير من الطلاب الذين حضروا للتسجيل ولهذا دأبت جمعية الهدى على شراء المبنى القريب والمحاذي للمدرسة والذي يعرف بمستشفى سيناي حيث تم إرساء   المناقصة لصالح الجمعية وهذا يمكن ان يعتبر عاملا مساعدا لفترة مؤقتة من أجل  استيعاب الراغبين بالالتحاق بالمدرسة لتحويلها إلى مدرسة ثانوية تتلاءم  ومتطلبات المرحلة الثانوية. 

  تقبل الآخر والمحافظة على القيم والأخلاق والتراث العربي

  تعتني مدرسة الهدى بإبراز جوانب الأخلاق الدينية والإنسانية التي تكاد تنعدم في هذه الأيام وبالذات لكوننا نعيش  في مدينة مختلطة  فيها من العرب المسلمين والمسيحيين  وعرب البدو  والفلاحين والمدنيين  إلى جانب اليهود بكل طوائفهم, هذا الأمر يحتّم  علينا إرساء القواعد المتينة لتغيير النواحي الخلقية السيئة  وإبدالها بأخلاقيات تقبل  الآخر مهما كان وتتماشى مع الآراء المختلفة مما يُسهّل  عملية التعايش في هذه المدينة بين كافة  أفرادها. إننا نعتني بالتواصل المباشر مع الأهل  ونؤمن بأن الدور الذي يلعبوه له أثرة المباشر الايجابي على المسيرة  التعليمية وعلى الأبناء في نهاية  المطاف, ثم نحاول أن نخلق النشأ  والجيل الذي يواكب  متطلبات العصر خاصة ونحن في عصر التفجر العلمي  والتكنولوجي  فلا بد لكل مربٍ أن يكون على اطّلاع ودراية  بما يحتاجه الطالب  حتى نخرّج مواطناً صالحاً في مجتمعنا.

 

 

تركز مدرسة  الهدى على  النشاط والفعاليات اللا منهجية  خلال السنة وذلك  ترسيخاً للقواعد التربوية التي تضعها لنفسها بداية كل عام. ومن الأمثلة التي تشهدها مدرسة الهدى, فعاليات تربوية  محضة  تتعلق بأيام اللغات  والعلوم والرياضة والتي تشهد الدمج بين المواد النظرية والمواد التطبيقية, كما أنها لم تنس أن ترسّخ في نفوس أبنائها روح العلاقة مع الوالدين من خلال  فعالية البر بالوالدين والتي تُبرز بشكل واضح أسس التربية  السليمة للأبناء والتي يشارك فيها الآباء بدور  ليرَوْا  ويشهدوا  مراحل وأسس هذه التربية السليمة , ومن الفعاليات  التي تركز عليها المدرسة فعالية المحافظة على بيئة نظيفة وجميلة فيها نرسخ ونعمق روح المشاركة في بناء المجتمع والمحافظة عليه من خلال النظافة وجودة البيئة السليمة, عدا عن  مشروع اليد البيضاء والأعمال الطيبة التي  يقومون بها الطلاب  بالمدرسة , كما أن المدرسة تعمل على إبراز قدرات الطلاب  في  الاعتماد على نفسه أثناء   تسيلمه لمسؤوليات  كبيرة كإدارة المدرسة  والصفوف والبيع في  البازار وغيره, كما أن المدرسة ترسخ تراثنا الفلسطيني العربي الإسلامي في نفوس أبنائها من خلال إحياء يوم التراث العربي الفلسطيني الذي منه يعيد الطالب أمجاد أجداده والتي تطلق عليه المدرسة أسم مشروع تراث أجدادنا مهد أحفادنا ,  إضافة  إلى فعاليات  ونشاطات متنوعة ومختلفة  لتعزيز ولتقوية الروابط مع المجتمع . تشهد مدرسة الهدى مشاريع تربوية حيّة من خلالها نأمل التوصل إلى المناخ التربوي الأمثل وذلك من خلال تبني مشروع الاحترام "dignity" والذي يسعى في ارساء مفهوم الاحترام بين الأبناء وزملائهم وبين الأبناء والاباء وبين المعلمين والابناء من جهة اخرى. 

  رسالتي للأهل كرجل  تربية

  أنادي دائما الأهل  بالذات  بأخذ  زمام الأمور  والمحافظة على الأبناء   من خلال ما أُمرنا به كأصحاب مسؤولية من خلال تعاليم ديننا العريضة التي نطق بها رسولنا محمد  صلى الله عليه وسلم

"كلكم راعِ  وكلكم مسئول  عن رعيته ". فنتحمل عبئاً كبيراً في تسلم المسؤولية  وأرى بأن الاهتمام بالأبناء  هو السبب المباشر في إصلاح المجتمع خاصة إذا عرف الآباء كيفية التعامل مع الأبناء وتحذيرهم من المخاطر والمساوئ  التي تحيط بنا, علموهم  قواعد الحوار الذي هو بديل عن أساليب العنف المستشرية في مجتمعنا, עעمدرسة دور كبير في ضبط أخلاق أبنائها  وتوجيههم  الوجهة السليمة  وتعليمهم أساليب التنازل وقبول رأي الغير والصبر والتعامل الحسن والاحترام المتبادل وغيره.

فلو سار كل منا وفق هذه المقومات الهادفة لتحقق  كل ما نحلم به من استقرار  وهدوء نفسي. ولعل انشغال الأهالي عن أولادهم  بشتى الأعمال  وترك التربية لوسائل الإعلام  والفضائيات  وللشارع هم السبب المباشر في  فساد أخلاقياتنا وتردي أحوالنا, لهذا أوجه  ندائي الحار إلى المسؤول الأول  وهو البيت متمثلا بالوالدين  أولا, أن يعتنوا بأبنائهم جيداً وان ويكونوا على اطّلاع بالبيئة التي  يتواجد  فيها الأبناء وبدراية  كاملة بمن يصادق  ويصاحب ومع من يسير, ثم أن يعكف الأب على وضع ابنه في إطار  تربوي أخلاقي ديني يحافظ عليه  ويحصنه من كل الفيروسات والوباء التي تحاول أن تفتك به, بالاضافة الى تكريس وقت لقضائه بين أفراد أسرته يحاورهم ويحاوروه ويناقشهم ويصغي لهم. 

المرأة  فتحت البلدان ورسمت رقعة الدولة الإسلامية

عندما اسأل  عن المرأة  أضع نصب عيني  الحلال والحرام  الذي تغيب تفاصيله عن كثير من الناس , فالنساء في الإسلام  هم شقائق الرجال لهن ما لهم  وعليهن ما عليهم, كل في حق الله تعالى. فالإسلام  أمر وفرض التعليم للرجل وللمرأة  على السواء ولم ينه الإسلام عن تعليم البنات بل على العكس تماما, قد شجع  على طلب  العلم والعمل في كافة الميادين , فالمرأة قد خاضت ميادين شتى في الماضي وكان لها دور بارز في إنشاء الأجيال التي  عُرفت في التاريخ بأنها فتحت البلدان ورسمت رقعة الدولة الإسلامية. ومن هنا أنكر على كل المتشدقين الذين ينادون بعكس ما نادى به  الإسلام   ويحاولون حرمان المرأة من دورها  الذي سنه  الله لها ويحاولون  تقليص مهمتها  واهانتها  من خلال كونها كأم وكمربية. متناسين  بذلك قول الشاعر: "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعب طيب الأعراق" .

كما واعترض على من يهين المرأة بشتى الأعمال  متناسيا ومتجاهلا قول النبي صلى الله عليه وسلم  عن النساء: " لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم" وقولة صلى الله عليه وسلم: "رفقاً بالقوارير" والمقصود بأن المرأة لابد من صيانتها والمحافظة عليها كمحافظتك ورفقك بالزجاج.

لقد برزت في الإسلام أسماء نساء عملن من اجل مجتمعاتهم   كأمثال : نسيبة  والخنساء وأسماء وعائشة رضي  الله عنهن وغيرها.

 فإلى أولئك  الذين يظلمون المرأة بشتى  الإعمال وخاصة فيمن يصل بهن الحد إلى القتل  بمجرد الشك دون التحقق من صحة العمل الذي اتهمت به متناسين أن القرآن  لا يقبل  شهادة إنسان صادق في مشاهدته لعمل مشين يقوم به رجل أو امرأة  ويطالبه بإحضار  أربعة شهود, كما ورد في القرآن الكريم: " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ".  إضافة إلى  الآية  التي تقول " الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ"

ففي هذا إشارة  إلى عدم القذف والتشهير بأعراض المؤمنات وان القذف والتشهير بأعراض المؤمنات وان قذف المحصنة يحتاج لأربعة  شهود قد شاهدوا تفاصيل الفاحشة  وإلا فالجزاء وفق ديننا هو الجلد وفي هذا إشارة واضحة  إلى حرص ديننا على عدم التهاون بالرمي وبالتشهير وصيانة المراة. وهنا اعتراضنا على كل  أولئك الذين يتعجلون الحكم ويأخذون القانون بأيديهم  ليتصرفوا بحماقة تجاه اخواتهم وبناتهم

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق