المحامي نجيب زايد يُلزم الداخلية الإسرائيلية منح بطاقة هوية زرقاء لفلسطيني من الخليل
2010-02-20 21:59:47
من وحيد زياده – مراسل موقع المدار

بعد أحد عشر شهراً من تقديم استئناف على قرار الداخلية بواسطة المحامي نجيب زايد, إضطرت الداخلية الإسرائيلية مؤخراً منح بطاقة هوية زرقاء لموكله المواطن الفلسطيني كمال عبد الرحيم عبد المنعم القاضي (49) وذلك من خلال معاملة جمع شمل قدمتها زوجته المقدسية نداء ظاهر إبراهيم أبو خالد (38) قد تم تجميدها منذ عام 2002.

وأهم ما في الأمر أن الزوج يعاني منذ سنوات من مرض في القلب وبحتاج لعمليات جراحية معقدة وهو بأمس الحاجة لبطاقة الهوية تمكنه من الحصول على التأمين الصحي لتغطية مصاريف العمليات باهظة الثمن.

ويذكر أن الزوجين متزوّجان مُنْذُ عام 1989 ورُزٍقا بثمانية أوْلاد. وقد حالت سياسة الداخلية حينها دون قبول طلبات لمّ الشمل المقدمة من قِبَل النساء لأزواجهن بعكس طلبات الرجال لنسائهن مُعَلّلة ذلك بأن المرأة في المجتمع العربي "تسير خلف زوجها". وقد تم إلغاء ذلك التمييز الجنسي عام 1994 في أعقاب التماس إلى المحكمة العليا فقام الزوجان بتقديم طلب جمع شمل لدى وزارة الداخلية. وقد قامت الداخلية بسحب بطاقة الهوية المقدسية بما فيها حقوق الإقامة من الزوجة المقدسية عام 1998 مسوغة قرارها بأن الزوجة انتقلت للسكن في منزل زوجها في الخليل لمدة تفوق السبع سنوات بين الأعوام 1989-1997. إلا أن الداخلية أعادت  بطاقة الهوية المقدسية للزوجة بعد تقديم البينات ووافقت أيضا على طلب جمع شمل عام 1999 ومنحت الزوج تأشيرات تتجدد سنوياً يتوجه من خلالها إلى مكتب التنسيق والارتباط المدني في الضفة الغربية للحصول على تصاريح للدخول إلى إسرائيل. وقد استمر وضع الزوج على هذه الحال دون أن توافق الداخلية منحه حق الإقامة من خلال بطاقة هوية تحمل "رقما وطنياً", حيث جمّدت الداخلية جميع الطلبات وامتنعت عن منح بطاقات هويّة إسرائيليّة بناءً على قرار للحكومة الإسرائيلية أصدرته عام 2002 يقضي بتجميد إجراءات ومعاملات جمع الشمل للأزواج الذين يحملون بطاقة الهوية الفلسطينية فقام الزوجان بالتوجه إلى المحامي نجيب زايد  في شهر شباط/فبراير من العام الماضي فقام بدوره بإخطار الداخلية مطالباً منح موكله بطاقة هوية إلا أن الداخليّة رفضت في البداية الطَلب مسوغة قرارها بالاستناد على حاجز قانون المواطنة والدخول إلى إسرائيل حيث يمنع الداخلية منح هويات لمواطنين فلسطينيين. فقام المحامي نجيب زايد بالتوجه باسم الزوجين وأولادهما باستئناف إلى لجنة الإستئناف التي أقيمت بناء على قرار وزير الداخلية في نهاية عام 2008 مطالباً فَسْخ قرار الرفض وإلزام الداخلية منح بطاقة هوية للزوج.

 
وأوضح زايد أن الحقوق الكامنة في الحصول على بطاقة الهوية عديدة فهي تحول صاحبها "من أسود إلى أبيض" إذ تمنحه مثلاً حرية التنقل والحركة بين الضفة الغربية والقدس والداخل بما في ذلك عبور الحواجز دون اشتراط عبوره في معابر معينة. تمنح اليطاقة أيضاً حق العمل, حق الملكية (على صعيد شراء بيت أو فتح حساب بنك مثلاً), حق سياقة وامتلاك مركبة داخل إسرائيل, حقوق التأمين الوطني كضمان الدخل ومستحقات العجز والشيخوخة مثلاً ناهيك عن التأمين الصحي.
 
وَقَد جاءَت مُوافَقة الدّاخليّة بعد أحد عشر شهراً من تقديم الإستئناف دون أن تُقدّم الداخلية بواسطة محاميها لائحة جوابية ترد بها على الدُّفوع التي استند عليها المحامي زايد في الإستئناف ودون أن تقوم الدولة بحصر بيّنتها حول الموانع التي استندت عليها في رفضها لطلب الهوية في أعقاب فشل جهاز المخابرات "الشاباك" سد الثغرة القانونية التي تُمَكٍّنُ أصحاب طلبات جمع الشمل تحسين مكانتهم والحصول على بطاقات هوية رغم قانون المواطنة.
 
وقد عقب زايد على ذلك قائلاً: "رأينا صفحات سوداء قد دونها التاريخ كيف منع القانون النازي الزواج بين الألماني واليهودية وكيف مُنع السود من الزواج من البيض ونحن شهود اليوم على ظاهرة تشتيت شمل أفراد الأسرة الفلسطينيين الذين يحملون بطاقة الهوية الخضراء لإختلاف لون بطاقة هويتهم عن أولئك الذين يحملون بطاقة الهوية الزرقاء كالمقدسين أو عرب 48. هل يعقل ذلك في دولة تزعم أنها ديمقراطية ونحن في نهاية العقد الأول من القرن الأول في الألفية الثالثة للميلاد؟"
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق