"مَفَاتِيحُ اَلسَّمَاءِ"وهيب نديم وهبة
24/12/2021 - 04:25:21 pm

"مَفَاتِيحُ اَلسَّمَاءِ"وهيب نديم وهبة

"مَفَاتِيحُ اَلسَّمَاءِ" 

الْآنَ صَدَرَتْ عَنْ مَكْتَبَةِ "دَارِ اَلشَّامِلِ" اَلنَّابُلسِيَّةِ اَلْفِلَسْطِينِيَّةِ اَلْمَرْمُوقَةِ... كَيْ تَتَجَوَّلَ فِي عَوَاصِمِ اَلدُّوَلِ اَلْعَرَبِيَّةِ وَالْأَجْنَبِيَّةِ. كُلُّ اَلْمَعَارِضِ اَلَّتِي تُقَامُ فِي اَلْعَالَمِ اَلْعَرَبِيِّ وَالْغَرْبِيِّ. 

هذِهِ اَلدَّارُ اَلَّتِي تَحْمِلُ شُعْلَة اَلنُّورِ، تُضِيء سَمَاءَ فِلَسْطِينَ بِالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ وَالثَّقَافَةِ... تَكُونُ جَاهِزَة أَبَدًا، فِي كَافَّةِ مَعَارِضِ عَالَمِنَا اَلْعَرَبِيِّ وَمَعَارِض عَالَمِيَّة.

*****

الْقِسْمُ الْأَوَّلُ مِنْ مَسْرَحَةِ الْقَصِيدَةِ الْعَرَبِيَّةِ 

بِمُنَاسَبَةِ عِيدِ الْمِيلَادِ وَرَأْسِ السَّنَةِ وَالِاحْتِفَاءِ بِالنَّاصِرَةِ..

 

أَوقَفَني الصُّوفِيُّ، على حافّةِ الْحُلُمِ. 

كانَ هائمًا يَحمِلُ نَهرَ  الْأُردُنّ، 

مُتَوَّجًا مِنَ السَّمَاءِ، 

قَاصِدًا أَرضَ كِنعَانَ..

 

وَكُنْتُ صَاعِدًا إلى مَلَكُوتِ الْكَلِماتِ. 

يُخَاطِبُنِي الْغَمَامُ وَيُحَاوِرُنِي الصَّدَى، 

وَيَنامُ تَحتَ يَدِي مَدىً مِنَ الْأَزمِنَةِ.

 

لُغَتِي الرِّيحُ، وَقَمِيصِي جَسَدُ الْأَرضِ، وَجَسَدِي جِسرٌ بَينَ آلِهَةِ الشَّمسِ وَجِهَةِ الشَّرقِ، وَخُيولِي الْجَامِحَةُ بَينَ الرِّيحِ وَالْغَمَامِ تُسَابِقُ سَيِّدَ الدُّنيَا الزَّمَانَ. وَالْمَكَانُ يَضِيعُ فِي مَتَاهَاتِ السَّرابِ. 

 

قَالَ الصُّوفِيُّ: اُنظُرْ، هُنَاكَ.. يَنَامُ الْيَمَامُ عَلى شُرفَةِ الْبَحرِ.. 

وَالْبَحرُ كَالْأَطفَالِ يَلهُو بِنَشِيدِ الْكَائِناتِ. 

الْبَحرُ  يَرسُمُ بِالْأَصَابِعِ وَالتَّلوِين.

الْأفقُ أَبعَدُ مِنْ مَدَاهُ

الْأفقُ أبعدُ مِنْ مَدَاهُ

تَعزِفُ  غَابَاتُ الرِّيحِ،

نَايَاتُ الغَيابِ، وَصَولَجَانُ

الزَّمَانِ وَفَرَسُ التَّاريخِ الْهَادِرِ:

الْفَرَحُ الْعَاصِفُ آتٍ.

يا مَلَكوتَ ..

 

التَّاجُ الْأزرَقُ فِي يَدَيْكَ.. وَفِي عَينَيكَ شَكلُ الْأَرضِ 

وَرَوائِعُ الْبَدِيعِ مِنْ صُوَرِ الرَّمزِ  وَخَفايَا الْكائِناَتِ. 

لِلسَّمَاءِ أَبوابٌ  تُفتحُ؟

وَكَيفَ تَخرُجُ الْمَلائِكَةُ  كَأَسرابِ الْحَمَامِ؟

كَيفَ يَا جَوهَرَةَ الدُّنيا وَسَيِّدَةَ السَّعْدِ.. الْغَيبِ..

تَأتِينَ مِنْ مُدُنِ الْقَدَاسَةِ؟

قِدِّيسَةً..

وَالْقَداسَةُ رُوحُ الطُّهرِ، وَالْبَرَاءَةُ. 

 

الشَّمسُ وَهجُ النَّارِ، 

تَصحُو وَتَغفُو نُورًا عَلى مَلاعِبِ الْقَمَرِ

وَأَنتِ الشَّمسُ وَالْقَمَرُ

وَالنَّاصِرَةُ، 

كَمِثلِ اللّيلِ الْمُعَلَّقِ فَوقَ أُرجُوحَةِ الرِّيحِ يَهتَزُّ، 

يَرقُصُ بِالْفَرَحِ،

يَتَدَفَّقُ النَّبعُ حَتّى الْمُنحَدَرِ.. 

وَيَهتِفُ حَتّى الْحَجَرُ وَالصَّخرُ وَالتُرابُ وَالشَّجَرُ 

 

تَرتَدي الْأَرضُ ثِيابَ الْقَدَاسَةِ

يَجُوبُ جُبرائِيلُ، يَسبَحُ فِي بَحرِ الْفَضَاءِ،

يَخفِضُ لَهُ الرَّبُّ أَجنِحَةَ الْوَحْيِ

وَيَهبِطُ كَالرِّيحِ الْعَابِرِ بَينَ الْوَحيِ وَالْبِشَارَةِ..

بَاعِثًا فِي حُقُولِ الْحُرُوفِ وَكُرُومِ الْكَلِمَاتِ 

وَبَسَاتِينِ اللُّغَةِ الْبِشَارَةَ..

تَنمُو وَتُزهِرُ فَوقَ الصَّخرِ وَالشَّجَرِ..

تَعلُو فِي فَضَاءِ الرَّبِّ الْمُعجِزَةُ، الرَّمزُ، 

وَالرَّمزُ فِي كُتُبِ الْأَنبِياءِ بَلاغَةٌ..

 

سَيَأتِي حَامِلًا، قَنادِيلَ الْكَلِمَاتِ، 

وَمِصبَاحًا مِنْ بَلّورٍ

وَالنُّورُ.. مَلاكُ السِّرِّ الْمَوعُودِ، 

يَملكُ سِرَّ الْأَسرَارِ وَمَفَاتِيحَ السَّمَاواتِ

يُخرِجُ الْعَتَمَةَ مِنَ الْعُقُولِ وَيَزرَعُ بُذورَ الْمَحَبَّةِ.

هُوَ الْقَادِمُ، سَيِّدُ النُّورِ وَالْأَرضِ وَالْعَاصِفَةِ

قَادِمٌ جَسَدًا وَأُسطُورَةً..

وَأَنتِ الْقِدّيسَةُ، 

بِالرَّمْزِ  بِلا دَنَسٍ تَحمِلينَ وَبِالْمُعجِزَةِ تَلِدينَ.

يَا رَقصَةَ الْخُيُولِ الْعَابِرَةِ

مِنْ مَرجِ ابنِ عَامِرٍ حَتّى النَّاصِرَةِ..

أسمَعُ صَهيلَ الْخَيلِ الرَّاكِضَةِ

وَرَاءَ جَوقَةِ الْمَلائِكةِ.

السَّيدَةُ، اللّيلَةَ تُغادِرُ النَّاصِرَةَ،

وَالطَّرِيقُ مَسَافَةٌ مَا بَينَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ

 

قَالَ الصُّوفِيُّ: أَسرَابٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ، 

كَانَتْ عَلى مِيعَادِ فَرَحٍ.. 

طُيُورٌ تَطِيرُ فِي نَشِيدِ الْحَيَاةِ.

 

الأُفُقُ النُّحَاسِيُّ الْمُشتَعِلُ بِالنَّارِ، يَهمِسُ لِلْبَحرِ.. 

الْأَرضُ حُبلى بِالْخِصْبِ.

يَتَجلّى مَجْدُ الرَّبِّ مُعجِزَةً فِي بُستَانِ امرَأةٍ.. 

تَهَبُ الْعَالَمَ دُونَ دَنَسٍ.. مَنْ يَمسَحُ بِدَمِهِ عَنّا خَطايَانا..

امرَأةٌ تُعيِدُ لِلنِّساءِ مَجدَ الأُمُومَةِ.. 

وَيَسمُو زَمَنُ الْمَرأَةِ فِي تَجدِيدِ الْحَياةِ.

 

هيَ ثَورَةُ الأَرضِ..

عَاصِفَةٌ في تَبدِيلِ ثِيابِ الْفُصُولِ

عَادِلَةٌ في تَبدِيلِ ظُلُماتِ النَّفسِ 

بِنَارِ الْعَدلِ وَمَجدِ أَفراحِ الْمَحَبَّةِ..

هِي ثَورَةُ الْأَرضِ وَمَقدِرَةُ الْخَالِقِ 

عَلى الْخَلقِ وَالْمَوتِ وَالانبِعَاثِ.

 



المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق