زيتون بلادي-بقلم الأستاذ محمد حسن الشغري-كفرياسيف 
27/10/2021 - 03:29:50 pm

جرت العادة ان الفلاحين وأصحاب كروم الزيتون والملاكين لاراضي مغروسة باشجار الزيتون حتى ولو كانت  حديثة العهد يفكرون في كيفية جمع ثمار هذه الشجرة المباركة والتي ورد ذكرها في الكتب السماوية  وفي القرآن الكريم"والتين والزيتون وطور سنين"بعد منتصف شهر أيلول من كل عام،ربما في أوقات مختلفة عمَا سنذكره وهو بعد حلول عيد الصليب لدى الطوائف التي تسير حسب التقويم الشرقي وهذا العام صادف العيد المبارك في السابع والعشرين من شهر أيلول،لكن بعد تقصي وفحص تبين لنا انه بالكاد تجد من قام بجمع ثمار هذه الشجرة المباركة وعلى ما اعتقد اننا كنا نشعل سيقان الضمم  من السمسم  وغير ذلك من الحطب والاخشاب لنحيي عيد الصليب  ونلعب:قبيلة عيد الصليب :بحيث نشعل النيران، هذا الاحتفال ونبدأ في القفز من على الموقد وكنَا نتنافس في من منَا يستطيع القفز عن القبيلة وهي مشتعلة  واللهب مرتفع  أكثر وكنا نسَر جدا من هذا الاحتفال وننتظر حلول عيد الصليب عندما كنا صغارا مسلمين مسيحيين ودروز من القرية الواحدة كفرياسيف وكنَا  نجتمع على البيادر ونفرح  ونلعب ونلهو واحيانا  كان منَا من يقول ويدعَي بانه صمت أو ان النار اصابته قليلا وهو يقفز عن القبيلة.

بعد هذا التاريخ كنا نشاهد البعض  يذهب الى كرمه  ويبدأ في قطف زيتون لكبسة مالح أو مملح،لكن لم تكن حملة قطف  الثمار تبدأ،وقليلا  فقليلا بدأت الأوضاع تتغيَر واصبح البعض يباشر في قطف وجمع الزيتون  بعد منتصف شهر تشرين الأول  هذا  ان نزلت الامطار،والا فينتظرون الى نزولها  واحيان نصل الى شهر تشرين الثاني والمهم في الموضوع ان معظم كروم الزيتون والتي هي قريبة من منطقة البناء قد اقتلعت  وأقيمت الدور السكنية  عليها  لان الدولة لا تخصص  لنا  الأراضي  التي صادرتها من الفلسطينيين عندما تمَـت  عملية طردهم  من أراضيهم قبل أكثر من سبعة عقود،وباقي  ما تبَقى اما  أصحابها باعوها  وهكذا  تقلصت المساحات المغروسة بشجرة الزيتون وحتى الذين حاولوا زراعته فانهم  لم  يستفيدوا  كثيرا من الثمار وهنالك عدة أسباب  أهمها عدم توفر العمالة لجمع الثمار  وان وجدت فان الاجر مرتفع  والامكانيات  لتحمَل  النفقات  كثيرة  أي زي ما بيقولوا "مكسب جحا في البيض"كما ان أسعار تسويق الزيت  في المواسم غير مرتفع  والمصروفات كثيرة  الامر الذي حدا بملاكي  الزيتون الى  التوقف  واجراء  عملية حسابية  وتوصل الى انه من  الأفضل  ان يبيع الأرض والاسعار في العلالي  ويستثمر وهذا دخل هام  بالنسبة لمن يفكَر ويعيد حساباته  وعلى كل  كما يقول المثل "كل واحد بيدير شؤونه  بمعرفته"ونريد العودة الى الذين يريدون الإبقاء على كرمهم  وتناول  الزيت  الصافي والذي يشبه العسل،لكن من يعمل في كتَ حبَ الزيتون ويجمعه فان التكاليف في نهاية المطاف باهظة لكنها  للعائلة  فسحة    وشمَة هواء لمن يريد ويستطيع تحمَل ذلك  واليوم  هنالك  تطور في كيفية قطف وجمع حب الزيتون  بآلات  وادواء استوردت  من إيطاليا  ومن غيرها،لكن  باعتقادي  لم  تكن  مجدية  لان الكروم  في بلادنا  لا تشبه  الكروم  ولا الإنتاج  في  عدد من دول أوروبا  منها  إيطاليا،اسبانيا،البرتغال،قبرص،تركيا وغيرهم،هنالك  الملاكون يحصلون على الدعم الحكومي كل عام وهذا يكفيهم للعيش  باحترام  ودخل محترم فهم يحصلون على التعويضات  المناسبة  في عام  المحل  بالاضافة الى دعم  دائم لهذا النوع من الزراعة  والحكومة  تتكفل  بالرش  بمبيدات  ومنح  المزارع  القروض  المناسبة  والهبات  وتهتم  بالحفاظ  على كروم  الزيتون  مطبَقة  قانون  حماية البيئة والحفاظ  على النظافة وليس  كما هو  عندنا  في المجتمع  العربي  فأنت  كيفما  نظرت  ترى النفايات  والتي ليس  لوجودها  شرح  معقول على الرغم من ان المجالس  المحلية  تضع  الحاويات لهذه  النفايات  والمواطن يوك لا ينصاع  للتعليمات  ولمطالب  سلطته  والحفاظ  على  البيئة  ونظافة المكان،في الدول  المذكورة  تحرر المخالفات  وتعالج المشاكل  وتتوفر  الحلول  وعندنا  طبل عند اطرش!!على  الرغم  من التوجهات  للمواطن  من  قبل سلطته  وهذا  أمر غريب  وغريب جدا،فنحن بحاجة  الى تربية  وتعليم  وتثقيف  و..و...منذا الصغر وفي المدارس والتي  كانت في الماضي  تستريح  أي عطلة أو فرصة  الزيتون  لوجوده،أما  اليوم  فلان  المحصول قليل لا حاجة  لعطلة  كهذه،لكن من الضروري  التحدث  عن  هذه  الشجرة  المباركة في حصص التربية  بحيث  يتعلم  الصغار وينغرس  فيهم  المحبة  للأرض  والشجرة  ولمهنة  الفلاح  والمزارع  ولكل  من هم يتشبتون  بالأرض  والحفاظ  عليها من  الغاصبين والمعتدين وذوي الضمير الذي عليه  علامة سؤال  كبيرة  والحاسدين وضيقي  الأفق  والذين لا يفكرون كثيرا  للمصلحة  العامة  ومصلحة صاحب  الأرض المالك  ويتوجب الإشارة  الى  ان  أصحاب  كروم  الزيتون  كانوا  يعطون من رزقهم  للذين  طلبوا الزيتون الأخضر اثناء عملية قطف حب الزيتون  وكانت  هنالك  عمليات  تبادل مقايضة  سطل زيتون مقابل سطل تين موازي أو غير ذلك من  المنتوج  والناس كانت مبسوطة  وليس كما هو اليوم على الأقل في نظر الغالبية لان أسعار تنكة الزيت  وصلت الى 700-650ش وكغم ب-30 أو 35 اين نحن من أيام زمان حيث كنَا نحضر الجفت من المعصرة -بابور الزيت ونضعه على الموقد من كانون وغيره ونتدفأ  في فصل الشتاء حيث البرد القارس في عزَ الشتاء،اما  اليوم  فالكهرباء متوفرة  وادفع يا مواطن من 4-3500ش كل شهرين والمواطن  مبسوط  فمالك  الأرض  واشجار الزيتون بعد قطع  غير الضروري منها  وتفتيح  الشجرة  والتقليم  كل هذه الاغصان  تحرق  وتذهب سدى  بينما في دول أوروبا  تستخدم،تصوروا في  المانيا  محافظة كاملة تستعمل  النفايات  للمياه  الساخنة  وللتدفئة   مجانا   وندفع   ما رأيكم  دام فضلكم؟؟اما عندنا  وفي المجتمع  العربي  فان كل ذلك يذهب في مهب الريح  وزيادة مصروف  المهم البنك يستفيد والقروض  ماشي حالها  والمواطن  يسدد  ويسدد وهكذا دواليك!!ولا ننسى  بان هذا العام  محل فهل الحكومة ووزارة  الزراعة والاقتصاد اهتموا في اعلام  أصحاب كروم الزيتون عن تقديم  تعويض؟؟عن المحصول الضعيف؟!لا ويقولون بإمكان المواطن ان يهتم  بتأمين  كرومه  وهذا  التأمين  لا يغني من جوع  وانت تدفع  أولا ثم في نهاية الموسم  تحصل  على  الفتات الامر الذي يختلف عن أوروبا ولا نعرف لماذا؟

اما في ما يتعلق الامر بدول شمال افريقيا الجزائر تونس والمغرب فان محصول الزيتون هذا العام مقبول وهم راضون وتطلعاتهم  مقبولة  ويستعملون الحطب  وما يتبقى من الاغصان لكل هدف ويستفيدون ويستغلون كل شيء،ثم لا ننسى انه في إيطاليا  يفرشون  بين  أشجار الزيتون  الفل ليحافظوا على كل حبة من المنتوج  ونذكر انه في بلادنا  كنَا نجول مرة أولى  ومرتان وندرس  المنتوج ويستعمل  لاعداد الصابون للغسيل واليوم هنالك  المساحيق للتنظيف  وبانواع  مختلفة لا تحصى وانت اختار وليس هنالك حاجة الى جمع هذه الحبات من الزيتون ويلقون بها وتبقى في الأرض  وفي الماضي كان"البعاَر"يجولون في الأراضي بعد الانتهاء من جمع الثمر ويقومون هم لانهم بحاجة الى الزيت والزيتون واليوم هؤلاء أو بعضهم  يؤخذون  هذا المحصول  مجانا  وبطرق ملتوية ولا نريد ان نقول سرقة.

من المفروض ان يكون الاهتمام بهذه الشجرة المباركة  شعبيا  وحكوميا  وان يستمر أصحاب كروم الزيتون بالمحافظة كل على ارضه  من السرقة وان تهتم السلطات المحلية والتي تجبي ضرائب عن هذه القسائم  بتقديم  كل دعم للمزارع-الفلاح وصاحب الكرم  وان تكون هذه الأراضي نظيفة  والوصول اليها سهل  بتوفير الطرق  الزراعية  والمنافذ والسبيل دون أي عائق وان تكون الأسعار هذا العام معقولة ومقبولة  فنسمع عن 800ش لتنكة الزيت (16ليترفقط) و40زيتون للكغم الواحد.فكروا في هؤلاء  الذين لا محصول لديهم في كيفية تقديم  المساعدة والعون لهم ولا تنسوا الاستعمالات الكثيرة  لزيت الزيتون وللزيتون  والذي يستعمل في الكثير من الأطعمة  ولا ننسى  زيتون بلادي أغلى ما يكونا وكل عام وانتم بالف خير.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق